المحتوى الرئيسى

قراءة فى عقل أوباما «2»

03/14 05:15

بدانا الاسبوع الماضي مشوارًا مع تصورات الرئيس اوباما كما يعرضها هو، وقلنا انه يري ان سياسته لا يمكن وصفها بالواقعيه الصرفه او بالمثاليه المفرطه، لان السعي لبناء نظام دولي تحكمه قواعد قانونيه يلبّي مصلحه امريكيه عليا في ضوء تراجع الرغبه الامريكيه في اللجوء الي الحسم العسكري.

ونضيف هنا انه اختزل الواقعيه الصرفه في مسانده الديكتاتوريات التي تصادق واشنطن والمثاليه المفرطه في السذاجه التي تفترض ان الولايات المتحده ليس لها اعداء، وان اللاعبين الدوليين نيتهم سليمه، وان كل مشكله يمكن حلها بالحوار. ومن السهل بيان فساد هذا الاختزال، لكننا نفضّل التركيز علي دلالته، الرئيس اوباما يعتقد اعتقادًا راسخًا ان مسانده الديكتاتوريات، وافتراض حسن نيه الاطراف الدوليه محظورات وخطايا يجب عدم ارتكابها ما دام كان ذلك ممكنًا، وبما انه يري في النظام المصري الحالي نظامًا قمعيًّا جاء علي اسنه الرماح، سنجده دائمًا متحفظًا تجاهه مهما كان التاييد الشعبي المصري للرئيس السيسي كاسحًا. لا نقول انه لن يعمل ولن يتعاون مع القاهره، نقول فقط انه سيحاول العثور علي بدائل اخري، وان العمل مع النظام الحالي لن يكون ابدًا خياره المفضل، بل شر لا بد منه.

يعتقد الرئيس اوباما ان الفوضي تشكل اكبر تحدٍّ تواجهه الولايات المتحده، منبعا الفوضي هما الدول الفاشله والتهديدات الارهابيه، ويقول انه حاول جاهدًا خلق ادوات جديده لمواجهه هذا التحدّي، لكي لا تظل واشنطن معتمده علي ادواتها التقليديه، وان انهاء وجود 180 الف عسكري في العراق وافغانستان كان ضروريًّا، لا لان هذا الانهاء سيخفف من عداوه المنظمات الارهابيه للولايات المتحده، بل لايقاف النزيف المالي، ولتوجيه الموارد الماليه والبشريه نحو ما هو اجدي، استرداد القدره علي التدخل السريع في مناطق اخري، مضاعفه ميزانيات امن الشبكات المعلوماتيه ومنظومات الاتصالات… الخ.

ولنا هنا بعض التعليقات، من الواضح ان الدول الكبري، غربيه كانت ام شرقيه، تواجه كابوسًا استراتيجيًّا، هو قدره التنظيمات الارهابيه علي الوجود العسكري في المناطق التي لم تعد تخضع للسيطره الفعليه لدوله، وما اكثرها! في اليمن والصومال والشام وليبيا واجزاء من باكستان ومن افغانستان ومن نيجيريا ومالي… الخ. لا تستطيع الدول الغربية ارسال قوات كلما وحيثما ظهرت تلك المشكله وتفافمت، عليها تحديد اولوياتها والبحث عن حلفاء. والصعوبات الملازمه للاعتماد علي الحلفاء لا تحصي، واظن وقد اكون مخطئًا ان الرئيس اوباما لم يعط للقضيه حقّها.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل