المحتوى الرئيسى

الجزائر.. احتفاء متأخر بالأديبة الراحلة آسيا جبار

03/13 16:24

تعهدت وزيره الثقافه الجزائريه ناديه لعبيدي الخميس بترجمه اعمال الكاتبه الراحله آسيا جبار، وذلك خلال حفل تكريمي لروحها نظمته الجمعيه الجزائريه للدراسات الفلسفيه، بحضور كوكبه من الكتاب والروائيين والنقاد.

الملتقي حمل عنوان "اسيا جبار.. الكتابه والحضور"، ويسعي القائمون عليه الي ابراز مكانه الكاتبه الجزائريه الراحله، ومستوي حضورها محليا وعالميا عبر استعراض كتاباتها ونصوصها برؤيه نقديه من خلال مداخلات كتاب روائيين ونقاد، مثل أمين الزاوي ومحمد ساري واحمد بجاوي وعفيفه برارحي والسعيد بوطاجين والحبيب السائح وعبد العزيز بوباكير، وغيرهم.

وبحسب رئيس جمعيه الدراسات الفلسفية عمر بوساحه، فان اسيا جبار -واسمها الحقيقي فاطمه الزهراء ايمالاين، وتوفيت في شهر فبراير/شباط في احد المستشفيات الفرنسيه عن 78 عاما- لها حضور بارز علي المستوي العالمي بترجمات تتجاوز ثلاثين لغه، لكن حضورها عربيا محتشم ولا يتجاوز عدد نصوصها المترجمه اثنين، احدهما يحمل عنوان "بوابه الذكريات" من ترجمه الكاتب الجزائري محمد يحياثن.

واشار بوساحه في حديثه للجزيره نت الي ان جبار معروفه عالميا بانها عضو الاكاديميه الفرنسيه التي انتمت اليها عام 2005، كاول شخصيه عربيه تنال شرف الانضمام الي مؤسسه معرفيه عالميه بهذا الحجم.

وعلي مدار اكثر من ستين سنه من العطاء الادبي والفني، كتبت جبار اكثر من عشرين روايه وديوان شعر ومسرحيه، وسجلت مساهمات في السينما اخراجا وتاليفا، وقد رشحت عده مرات لجائزه نوبل للاداب من دون ان تفوز بها.

والي جانب اشتغال جبار علي الروايه والسينما واهتمامها بالدفاع عن قضايا المراه حتي اطلق عليها لقب "الكاتبه المقاومه"، كشف بوساحه جانبا اخر من اهتمامها حينما قال بانها اشتغلت كثيرا علي قضايا الحريه والنقد الثقافي، ومن خلال "ليالي ستراسبورغ" تكلمت عن التواصل الثقافي الموجود بين الثقافات والامم للبحث عن ثقافه انسانيه جديده، كما كتبت في النقد الثقافي حينما بينت ان الرسام الفرنسي فيكتور اوجين ديلاكروا في لوحته "نساء جزائريات في بيوتهن" قدّم المراه الجزائريه بشك استشراقي، مما يبين -بحسب بوساحه- ان "الكاتبه كان لها معرفه بالفكر الحديث او ما بعد الحداثه الذي يقوم علي نقد السلطه المعرفه التي تدعيها المركزيه الاوروبيه".

من جانبه، اشار الناقد والروائي محمد ساري الي الظروف والتحديات التي واجهت جبار في بداياتها، فقد نشرت اول روايه لها "العطش" عام 1957 بعد رباعي قال عنه انه "ملا الدنيا صخبا وابداعا وادبا"، وهم: مولود فرعون، ومحمد ديب، وكاتب ياسين، ومولود معمري.

وكشف ساري للجزيره نت ان الكاتبه مع بدايتها خرجت عن المعيار وعن النص، وناضلت من اجل تحرير المراه الجزائريه من ضغط التقاليد، وكانت تريد ان تري المراه الجزائريه خارج البيت ودون "حايك" (لباس تقليدي جزائري) وتقلد الاوروبيات، وهو ما عرضها للنقد كثيرا، ويقول انها "في كل اعمالها كان همها كيف تتحدث عن نفسها وعن سيرتها الفرديه، وكيف تتحدث عن الجماعه وعن البلد".

واضاف ساري ان اطلاع اسيا جبار علي التاريخ مكنها من معرفه ما يكتبه الفرنسيون في مذكراتهم، لذلك تساءلت "عن السر في اهتمام هؤلاء بارشفه تاريخهم وعدم قيام الجزائريين بنفس العمل"، وبررت ذلك "بغياب الامكانيات"، وهو ما يكشف لجوءها الي تدوين الشفاهيه من خلال فيلمها "نوبه نساء جبل شنوه"، كما قدمت في روايتها "الحب والفنتازيا" حيثيات ومشاهد من تاريخ الاستعمار الفرنسي.

وخلال كلمتها، استجابت وزيره الثقافه ناديه لعبيدي لملاحظات الوسط الثقافي الجزائري باهميه ترجمه اعمال الكاتبه الراحله من خلال التاكيد علي التزامها بترجمه ابداعاتها، وهي الخطوه التي لاقت ترحيبا كبيرا من طرف الكتاب والمبدعين.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل