مخطوطة سيرافينيانوس: أغرب وأجمل موسوعة تُبعث للحياة - ساسة بوست

منذ 1 دقيقه، 12 مارس,2015

” تري ما تريد ان تري. قد تظنّ انه يخاطبك، ولكن ذلك من وحي مخيّلتك لا غير”.

في سنه 1976 انطلق الفنان والمعماري والمصمم الايطالي لويجي سيرافيني، وهو في السابعه والعشرين فقط، ليخلق موسوعه مُحكمه للاشياء والمخلوقات الخياليه، والتي اتخذت مكانه بين ابجديه إدوارد جوري المُلغزه، وخزانه عجائب البيرتوس سيبا، وكتاب الألعاب السرياليه، واليس في بلاد العجائب.

الاكثر من ذلك هو انها لم تكن مكتوبه بلغه عاديه ولكن بابجديه غامضه ظهرت كانها لغه مُصطنعه – وهي محاوله شديده التعقيد لدرجه انها تشكل احد ابرز مفاخر علم التشفير. لقد اخذت من عمره حوالي ثلاث سنين لاكمال المشروع، وثلاثًا اخري لنشرها، ولكنها نشرت اخيرًا. اجتذب الكتابُ – وهو تحفه فنيه غريبه ورائعه من الفنّ والاستفزاز الفلسفيّ علي حافّه عصر المعلومات – عددًا متناميًا من المتابعين مستمرًا في اكتساب الزخم حتي بعد نفاد الطبعه الاصليه.

والان، للمره الاولي منذ اكثر من ثلاثين عامًا، يُبعَثُ للحياه مجددًا كتاب شيفره سيرافينيانوس، في نسخه باذخه من قِبل دار ريتزولي Rizzoli –  ذات الميول لاستخراج الكنوز المنسيّه – وتتضمن النسخه فصلًا جديدًا بقلم سيرافيني وهو الان في عقده السادس، وتاتي في طبعهً موقّعه بيد الكاتب نفسه علي كلّ من المجلّدات الفاخره.

في مقابله مع مجله وايرد ايتالي Wired Italy، يجذب سيرافيني الانتباه الي التشابهات الدقيقه مع كتب الاطفال من حيث الطريقه التي يسحر بها كتابٌ شيفرته اهواؤنا كبالغين بجماله الغريب:

“ما اريد ان تُوصله ابجديّتي للقارئ هو ذلك الاحساس الذي يشعر به الاطفال بين يدي كتبٍ لا يستطيعون فهمها بعد. لقد استخدمته لوصف عالمٍ خياليّ تحليليًا واعطاء اطار متماسك. تنشا الصّور من الصدام بين هذه الكلمات الخياليّه والعالم الحقيقيّ. لقد صارت الشيفره محبوبه جدًا لانها تجعلك تشعر بالراحه اكثر مع خيالاتك. ان وجود عالمٍ اخر مستحيل، ولكن وجود عالمٍ خياليّ قد يكون ممكنًا”.

جميع الصور في المقال مصدرها brainpickings

بينما يمزح متحدثًا عن تسعيره الكتاب المرتفعه، يتكلم سيرافيني عن نقطه جاده اكثر بخصوص كيف ينمّ عن الاختياريّه المثيره لانتباهنا.