المحتوى الرئيسى

المكتب الثقافي بالرياض يقدم حلولا للقضاء على الإرهاب

03/12 18:01

استمر المكتب الثقافي المصري بالرياض في ربط العمل الثقافي بقضايا الأمه العربيه والدوله الوطنيه، واقام حلقة نقاشية موسعه بعنوان "الجذور التاريخيه للتطرف"، تحت رعايه السفير عفيفي عبدالوهاب سفير جمهورية مصر العربية بالمملكه.

ادار المستشار الثقافي المصري د. محمد عثمان الخشت، بمقر المكتب الثقافي المصري بالرياض، شارك فيها بالمداخلات المنهجيه المستشار الثقافي المصري واربعه اساتذه من جامعة الحدود الشمالية بالمملكة العربية السعودية، ومجموعه من الادباء والمثقفين الشباب.

وفي الورقه العلميه التي قدمها المستشار الثقافي المصري بالرياض د.محمد عثمان الخشت، حلل العلاقه بين التطرف والارهاب، وصفات وخصائص الشخصيه الارهابيه والشخصيه الداعشيه، وشرح ضروره تناول الظاهره من ابعاد مختلفه :سياسيه واجتماعيه ونفسيه واقتصاديه، وتعليميه، ومعرفيه.

ووقف مطولا عند التحليل النفسي للشخصيه  الارهابيه وكيف انها شخصيه مركّبه تجمع في خصائصها بين خمس شخصيات مصنفه علي انها مضطربه نفسيا وعقليا، مبينا ان الاسباب العقائديه ليست هي كل ما يصنع الارهابي، والقي الضوء علي نظريات الصراع بين الجماعات والخبره المعرفيه للارهابي ومدركاته رافضا قصر التحليل علي فكره تعصب المعتقدات وحدها. كما شرح دور الامبرياليه العالميه في صناعه الارهاب، وضروره "التوحد العربي العربي" في مواجهه الارهاب وحاله الفوضي التي تعمل بعض القوي علي صناعتها واستمرارها لضرب الدول الوطنيه العربيه.

ودارت الورقه العلميه التي قدمها د. حسن عز الدين حول مفهومين "متطرفين’" للتطرف، كشف من خلالها طبيعه الالتباس القائم بين مفهوم التطرف بمعناه الشائع والمصطلحي ومفهوم الراديكاليه بمعني الجذريه و‘‘الاصوليه’’ والسعي الي التغيير الجذري لمؤسسات المجتمع، وكيف انتهي الامر، في سياق تطبيق المصطلحين، الي الربط بين التطرف والاصوليه الاسلاميه، وخصوصاً لدي الغربيين الذين تطور مفهوم الراديكاليه لديهم في نهايه القرن الثامن عشر وبدايه القرن التاسع عشر وارتبط بالدوجماطيقيه والتعصب والميل الي العنف والارهاب النفسي او المادي او الفكري، ومع ذلك اسقط الغرب هذا المفهوم علي العالم الاسلامي، مع وجود احزاب راديكاليه غربيه يمينيه متطرفه تفوق في تطرفها ما يظهر لدي بعض التيارات الاسلاميه.

وتناولت مداخله د. محمد نجيب التلاوي جذور التطرف في تاريخ الخوارج علي مستوي الفكر والتنظير ثم علي مستوي الفعل والقتل واستحلال دماء المسلمين ربطاً بين المشهد التاريخي المبكر ودواعش هذا الزمان ممن يحاولون اثاره الرعب والفزع في قلوب الامنين مع تضخيم صورتهم اعلاميًّا بما يزيد من مخاوف الابرياء من منطق القتل والذبح والتوحش ومنطق التدمير والتخريب الذي يتخذونه منهاجاً بما يتطلب التصويب العاجل لمقوله ارض الحرب وارض الجهاد ومحاوله تضييق المسافه بين القيم المثاليه والممارسه الواقعيه مع ضروره تجفيف مناطق التغذيه المرتجعه للارهاب والتطرف.

اما الورقه العلميه التي قدمها د. عبد الله التطاوي فدارت حول تطرف الفكر والتلاعب بالادمغه والتستر برداء الدين لحشد البسطاء وفرض الوصايه علي المجتمع والاستعباد باسم الله والتوحش والتكفير مع التركيز علي مشروعيه الجريمه في سلوك ثورتي الزنج والقرامطه امتداداً لفكر الخوارج في صور القتل العلني والاغتيال غير المبرر في غياب منهجيه العقل في التفكير لدي الزعامات الارهابيه والتلقي لدي الغوغاء والجماهير الغرائزيه بما يؤدي الي احتكار الحقيقه المطلقه واختزال الاسلام في افراد يصنعون ثنائيه التطرف والارهاب حين يتحول الامر الي حمل السلاح في وجه المجتمع ونشر ثقافه الموت والقمع والتفجير والتكفير والتوحش مما يجعل التاريخ يعيد نفسه من خلال احداث ثورتي الزنج والقرامطه واشباههما.

اما  ورقه د. صغير العنزي رئيس قسم اللغة العربية بجامعه الحدود الحدود الشماليه، فقد بداها بعرض علمي حول جدليه الفكر واللغه وما للغه اليوميه والقرائيه من تاثير سلبي في تصورنا لمنظومه القيم التي تتاسس علي اعلاء الشجاعه والقوه والعنف والتنفير من المسالمه والتسامح متخذاً شواهده مما يدرس في مناهج التعليم العام من امثال قصيده قطري بن الفجاءه الشاعر الخارجي بما يحتاج اعاده نظر ومساءله في مناهج التعليم التي تغذي التطرف والعنف، بالاضافه الي عنف اللغه القار فيها منذ نشاه علومها، وذكوريه الاداء بها، وقد انعكس هذا علي تحقير المراه وسلبها الكثير من حقوقها التي كرمها بها الاسلام. وانتقل الدكتور العنزي بعد ذلك الي مساله الظلم القبلي علي السنه الشعراء العرب منذ الجاهليه وبعد الاسلام، ودور الادب في الترويج لمنطق القوه والقدره علي ظلم الاخر. كذلك تطرق الدكتور الي صوره البطل العنيف التي ترسخ في اذهان الناشئه غريزه العنف.

وقام كوكبه من الساده الحضور باسئله وداخلات قيمه، مثل د. هشام السحار وعدد من الادباء والمثقفين.

وحرص المستشار الثقافي المصري بالرياض د.محمد عثمان الخشت علي استخلاص مجموعه من الحلول القابله للتنفيذ في مواجهه التطرف والارهاب، وصرح ان الحلقه النقاشيه قدمت مجموعه من التوصيات اتفق عليها الحضور بعد نقاش مطول، من اهمها:

1.  ضروره المواجهه الشامله: فالارهاب لا يحل فقط امنيا وعسكريا، بل لابد من الحل الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي والسياسي.

2.  ضروره تجديد الخطاب الديني وفق متغيرات العصر وطبيعه التحديات التي تواجه الامه.

3. التاكيد علي ان القوه تواجه بالقوه، والفكر يواجه بالفكر، باعداد كوادر واعيه بصحيح الدين وسبل الدعوه بالحكمه والموعظه الحسنه مع توجيه الاعلام الي تبني رسالته الصحيحه في مواجهه خطاب العنف والذبح والنحر والتعذيب والتفجير والتكفير بما يوقف السلوك القرمطي الدموي التدميري المخرب للاوطان علي يد الارهاب الذي يتطلب تجاوز حدود الادانه النمطيه الي ضروره اقتلاع جذوره وتجفيف منابع تمويله.

4. ضروره الافاده من قراءه التاريخ واكتشاف الجذور واهميه دراسه الظواهر بهذا الشكل التراكمي من باب تعريف الاجيال بسبل استدعاء التاريخ والافاده من احداثه الجسام بعيداً عن شبهه الانقطاع المعرفي عن علاقه الماضي بما يحدث الان.

5. اعاده النظر في مناهج التعليم العام ومساءله النصوص الداعيه للعنف من خلال خطوات ابتكاريه في عصريه المناهج وفقاً لوثيقه قوميه عربيه موحده تحدد المعايير والمؤشرات ومضمونه المدي والتتابع في ضوء مستويات التلاميذ التعليميه والمعرفيه والنفسيه راسيًّا وافقيًّا.

6. حل مشكله البطاله وايجاد فرص عمل للشباب حتي لا ينخرط في سلك التطرف والعنف في ظل معاناه الفراغ او محاوله افتعال بطولات زائفه من خلال تفجيرات او حمل السلاح في مواجهه الابرياء.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل