المحتوى الرئيسى

أبو عبيدة بن الجراح أمين الأمة.. وأحد العشرة المبشرين بالجنة

03/12 10:57

ابو عبيده بن الجراح هو صحابي جليل واحد العشرة المبشرين بالجنة، وكان من احب الناس الي الرسول (، فقد سئلت عائشه -رضي الله عنها-: اي أصحاب رسول الله ( كان احب اليه؟ قالت: ابو بكر. قيل: ثم من؟ قالت: عمر. قيل ثم من؟ قالت: ابو عبيده بن الجراح وسماه رسول الله (امين الناس والامه)؛ حيث قال: "لكل امه امين، وامين هذه الامه ابو عبيده بن الجراح" .

هو عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي الفهري، ابو عبيده، مشهور بكنيته وبالنسبه الي جده كان ابو عبيده من السابقين الاولين الي الاسلام، فقد اسلم في اليوم التالي لاسلام ابي بكر، وكان اسلامه علي يد الصديق نفسه، فمضي به وبعبد الرحمن بن عوف وبعثمان بن مظعون وبالأرقم بن أبي الأرقم الي النبي ، فاعلنوا بين يديه كلمه الحق، فكانوا القواعد الاولي التي اقيم عليها صرح الاسلام العظيم.

هاجر ابو عبيده الي الحبشه ثم الي المدينه، وفي المدينه اخي الرسول بينه وبين سعد بن معاذ -رضي الله عنهما-.

ولم يتخلف ابو عبيده عن غزوه غزاها النبي ، وكانت له مواقف عظيمه في البطوله والتضحيه، ففي غزوه بدر راي ابو عبيده اباه في صفوف المشركين فابتعد عنه، بينما اصر ابوه علي قتله، فلم يجد الابن مهربًا من التصدي لابيه، وتقابل السيفان، فوقع الاب المشرك قتيلا، بيد ابنه الذي اثر حب الله ورسوله علي حب ابيه، فنزل قوله تعالي: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم وايديهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون)المجادله 22.

ولما جاء وفد نجران من اليمن الي الرسول (، طلبوا منه ان يرسل معهم رجلا امينا يعلمهم، فقال لهم: "لابعثن معكم رجلا امينا، حق امين"، فتمني كل واحد من الصحابه ان يكون هو، ولكن النبي اختار أبا عبيدة، فقال: "قم يا ابا عبيده)" .

وكان ابو عبيده علي خبره كبيره بفنون الحرب، وحيل القتل لذا جعله الرسول ( قائدًا علي كثير من السرايا، وقد حدث ان بعثه النبي ( اميرًا علي سريه سيف البحر، وكانوا ثلاثمائه رجل فقل ما معهم من طعام، فكان نصيب الواحد منهم تمره في اليوم ثم اتجهوا الي البحر، فوجدوا الامواج قد القت حوتًا عظيمًا، يقال له العنبر، فقال ابو عبيده: ميته، ثم قال: لا، نحن رسل رسول الله وفي سبيل الله، فكلوا، فاكلوا منه ثمانيه عشر يومًا. [متفق عليه].

وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لجلسائه يومًا: تمنوا. فقال احدهم: اتمني ان يكون ملء هذا البيت دراهم، فانفقها في سبيل الله. فقال: تمنوا. فقال اخر: اتمني ان يكون ملء هذا البيت ذهبًا، فانفقه في سبيل الله. فقال عمر: لكني اتمني ان يكون ملء هذا البيت رجالاً من امثال أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وحذيفة بن اليمان، فاستعلمهم في طاعه الله (البخاري).

وكان عمر يعرف قدره، فجعله من السته الذين استخلفهم، كي يختار منهم امير المؤمنين بعد موته.

وكان ابو عبيده -رضي الله عنه- كثير العباده يعيش حياه القناعه والزهد، وقد دخل عليه عمر -رضي الله عنه- وهو امير علي الشام، فلم يجد في بيته الا سيفه وترسه ورحله، فقال له عمر: لو اتخذت متاعًا (او قال: شيئًا) فقال ابو عبيده:يا امير المؤمنين، ان هذا سيبلِّغنا المقيل (سيكفينا).

وقد ارسل اليه عمر اربعمائه دينار مع غلامه، وقال للغلام: اذهب بها الي ابي عبيده بن الجراح -رضي الله عنه- ثم انتظر في البيت ساعه حتي تري ما يصنع، فذهب بها الغلام اليه، فقال لابي عبيده: يقول لك امير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك. فقال ابو عبيده: وصله الله ورحمه، ثم قال: تعالي يا جاريه، اذهبي بهذه السبعه الي فلان، وبهذه الخمسه الي فلان، وبهذه الخمسه الي فلان حتي انفذها.

ومن اقواله: الا رب مبيض لثيابه، مدنس لدينه، الا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين! بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات.

وفي سنه (18) هـ ارسل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جيشًا الي الاردن بقياده ابي عبيده بن الجراح، ونزل الجيش في عمواس بالاردن، فانتشر بها مرض الطاعون اثناء وجود الجيش وعلم بذلك عمر، فكتب الي ابي عبيده يقول له: انه قد عرضت لي حاجه، ولا غني بي عنك فيها، فعجل الي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل