المحتوى الرئيسى

«بانتظار الياسمين»: حكايات ترويها الحرب

03/12 02:30

امراه وطفلاها بلا سكن. زوج يخرج ليشتري الخبز ولا يعود. تُخطف طفله. تُسرق اعضاء. تُغتصب امراه. تلك تفاصيل تشكّل حاملاً موضوعياً لحبكه دراميه، تحاكي واقع النزوح الذي يعيشه السوريّون كلّ يوم في الحرب. داخل حديقه عامّه في منطقه مشروع دمِّر في دمشق، يكسر الطقس الربيعي قساوه الحدث. هنا في هذا المكان البعيد عن مظاهر القتل والدمار، يعمل المخرج سمير حسين علي استكمال تصوير مسلسل «بانتظار الياسمين»، كتابه اسامه كوكش وانتاج شركه «اي بي سي».

الكاميرا مثبّته في مواجهه الخيمه، تلاحق ملامح سلاف فواخرجي المتعبه. تلعب الممثله السوريّه هنا دور لمي، امّ مهجّره لطفلين، هما سهيل ونور، تعيش علي امل عوده زوجها تيم. تري فواخرجي في الشخصيّه نموذجاً للمراه السوريّه. تقول لـ «السفير»: «البشاعه موجوده دائماً، لكن في لحظات كثيره لا نفقد الامل، ولا نفقد الحبّ، فهو موجود حولنا اذا امتلكنا الاستعداد لاستقباله». وتضيف: «في الحرب لا مكان للاماني الشخصيّه، وكلّ ما ينتظره السوريّون انتظره انا، الجميع يريد للحياه ان تعود الي سوريا». نسال فواخرجي ان كان من الممكن اليوم تقديم دراما بعيده عن اسقاطات سياسيَّه، تقول: «نحن في بلد تعيش الحرب، واعتقد انّ تناول الانسان في الاعمال الدراميّه، اهمّ من ايّ تناول اخر، والاسقاطات السياسيّه موجوده بكلّ لحظه في حياتنا، فلا شيء واضح حتي اللحظه، لكن ما يمكن ان يكون واضحاً مثلاً هو كيف انَّه لم يكن احد يموت جوعاً في البلد، واصبح اناس كثيرون يموتون جوعاً».

تشارك فواخرجي في بطوله العمل بجانب الممثلين غسّان مسعود، وايمن رضا، وشكران مرتجي، وصباح الجزائري، ومحمد حداقي، واحمد الاحمد، ومحمود نصر، وسامر اسماعيل، ومحمد قنوع، وحلا رجب، وروزينا لاذقاني، وخالد القيش، وجمال شقير، وجوان خضر، ومرح جبر، ودانه جبر، ونادين خوري، وزهير رمضان، وجيانا عيد، وحسام تحسين بيك، وعلي كريم...

في موقع التصوير، ينشغل ايمن رضا في قراءه دوره البعيد عن اعماله الكوميديّه. يلعب دور رجل امن يحمل لقب ابو الشوق، يمارس حقارته علي النازحين المقيمين في الحديقه. وعن الجديد في تصدّيه لدور مماثل، يقول رضا لـ «السفير»: «احاول ايجاد معادل انساني لهذه الشخصيّه، والبحث عن الاسباب التي تولّد هذا النوع من النماذج». وعن تجسيده في الفتره الاخيره ادواراً خارج الاطار الكوميدي، يقول رضا: «انا في النهايه ممثّل ولست ممثّلاً كوميدياً او تراجيدياً، فنان اتعامل مع الشخصيّه بطريقه اكاديميّه واقعيّه، في محاوله لايجاد معادل للحاله التمثيليه امام الجمهور».

انطلق تصوير «بانتظار الياسمين» في كانون الثاني/ يناير الماضي، ويشرف الان علي نهايته. يسير العمل وفق ما هو مخطّط له مع وجود بعض الصعوبات، فثمانون في المئه من مشاهده خارجيه، وخمسون في المئه منها تمّ تصويرها في تلك الحديقه. يقول المخرج سمير حسين لـ»السفير»: «مواقع التصوير في الحقيقه صعبه جداً، فالموقع الاساسي هو حديقه كبيره تجمّع فيها مهجّرون اتوا من عدّه اماكن ساخنه». ويؤكد حسين ان حكايه العمل ذات اتجاه انساني بالمطلق، ولا يحمل اي نوع من الاسقاط السياسي. «في هذه المرحله علي الدراما ان تطرح قضايا انسانيّه اجتماعيهّ، ومن اللحظات الاولي لكتابه العمل ذهب الكاتب باتجاه حكايات حدثت منذ بدايه الحرب، وما زالت تحدث وللاسف، وربما ستحدث لاحقاً».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل