المحتوى الرئيسى

يوسف في «المحكمة الخاصة»: قتلوه لأنهم خافوا فوزه الانتخابي

03/12 02:22

لم يتلمس احد من المتابعين اي قيمه جنائيه لشهاده النائب غازي يوسف امام غرفه الدرجه الاولي لدي المحكمه الخاصه بلبنان في يومها الثاني، امس. وعلي العكس فقد استمعت الغرفه الي تحليل سياسي تضمن اطلاق اتهامات سياسيه بلغت حد اتهام من كان يقف خلف القانون الانتخابي المعروف ب»قانون سليمان فرنجيه» بصفته وزيراً للداخليه انذاك، بانهم وراء اغتيال الرئيس رفيق الحريري «...فبعد ان تاكدوا من قدرته علي الفوز بالانتخابات في دوائر بيروت المختلفه، وبالتحديد في الدائرة الثانية، تحوّل ذلك الي سبب لاغتياله».

اتهامات لا تقدم شيئاً جديداً الي ملفات «الغرفه»، لكنها تعمّق القراءات المتناقضه للمشهد السياسي في تلك الحقبه بين من يري ان الاشهر القليله التي سبقت اغتيال الرئيس الحريري كانت قد بدات تشهد تقارباً حريرياً ـ سورياً، بدليل التسجيل الصوتي للاجتماع الذي عقد في منزل الحريري بتاريخ 9 كانون الثاني من العام 2005 وضم اليه اللواء رستم غزاله والزميل شارل ايوب، وبين من يري ان الاجواء الايجابيه والكلام عن الرغبه في التعاون «وتذليل التباينات بروح من الاخوه» ما هو الا «ودّ مصطنع» كما اسماه النائب يوسف.

استهل يوسف يومه الثاني بعرض لخلفيات «قانون فرنجيه الهادفه الي تقويض قوه الحريري بعد ان اعلن انه سيخوض الانتخابات متحالفاً مع وليد جنبلاط وبكركي». واضاف يوسف: «ان القناعه التي ولدت بانه سيفوز بالدائره الثانيه في بيروت كانت سبباً اساسياً لاغتياله».

وعن لقاءات الحريري مع السيد حسن نصر الله، اوضح الشاهد انها تكثفت بعد محاوله اغتيال النائب مروان حماده، «الرئيس الحريري قال لي يوماً انه من المهم ان يبقي اصدقاؤك الي جانبك ولكن الاهم ان تبقي خصومك ايضاً».

ووصف يوسف منطقه الضاحيه الجنوبيه لبيروت بالمنطقه الخارجه عن سلطه الدوله اللبنانيه «فكل ما يحدث في هذه المنطقه يكون بعلم من حزب الله».

واشار الي انه اجتمع في العام 2005 بالسيد حسن نصر الله بناء لطلب سعد الحريرى عشيه تشكيل حكومه الرئيس فؤاد السنيوره الاولي، «لانني كنت مرشحاً لتبوّء مركز وزير الخارجيه، فذهبت مع مصطفي ناصر، وعرضت رؤيتي الليبيراليه لمستقبل لبنان، وكنت علي علم بان كلامي لم يعجب الامين العام، لذلك ابلغت الحريري بعد عودتي بان السيد نصر الله لن يوافق علي توزيري».

وتابع يوسف: «من يجب ان يمثل لبنان في المحافل الدوليه يجب ان يمثل الديموقراطيه اللبنانيه من دون اي ارتهان، اما منطق حزب الله، فهو منطق ما يعرف بمحور الممانعه، والحقيقه انا لا اعرف ممانعه من وكيف، هذا منطق بعض اللبنانيين الذين لا يزالون علي عداوه مع الوجود الاسرائيلي».

واعتبر يوسف ان «الضاحيه الجنوبيه كان لها وضع خاص انذاك، وكان التعاون الامني المخابراتي السوري واجهزه حزب الله متكاملا، ويعملون كيدٍ واحده، كنا نعلم بما يحصل في كل المناطق اللبنانيه الا في الضاحيه الجنوبيه، ما اقوله يستند الي احساس وغير مبني علي معلومات، ولكن من الادله التي تدفعنا لهذه القناعه المعلومات التي وردت بان السياره التي فجرت بالنائب مروان حماده خرجت من كاراج الخنسا من الضاحيه الجنوبيه، ولم نشهد امام هذه الواقعه اي ملاحقه».

ورداً علي سؤال للقاضيه ميشلين بريدي قال يوسف انه التقي غزاله ثلاث مرات في العام 2000 للتعزيه، وفي المره الثانيه ذهبت بناء علي طلب الرئيس الحريري لانقل له شكوي تواجهني بقطاع الاتصالات وفي الثالثه رافقت النائب نبيل دوفريج الذي كانت تربطه بغزاله وفاعليات البقاع صداقات قويه لتهنئته بمسؤولياته الجديده». وكشف يوسف ان غزاله قال له في نهايه الزياره الاخيره: «جان لوي قرداحي ادمي وانت ادمي، حلّوها وما بدنا مشاكل»، وفسر يوسف كلام غزاله «بالتهديد».

اظهر التسجيل الصوتي للاجتماع الذي ضم الرئيس الحريري، غزاله وايوب، رغبه الحريري والجانب السوري بازاله «التباينات التكتيكيه» بالحوار وبالتعاون الاخوي. وقد بدا التسجيل بكلام لغزاله تناول تركيبه لبنان وما احتوته من تناقضات تاريخيه سبقت وتلت الانتداب الفرنسي، وان الخلافات الناشئه ليست ذات طبيعه عقائديه بل تكتيكيه يسهل حلها، «سوريا تحبك وسياده الرئيس يحبك، لقد خرجت في العام 98 من الحكم وعدت برعايه سوريه وعلي حصانٍ ابيض. بعض الامور تحصل لكن تُحل بالحوار البناء الصادق».

فرد الرئيس الحريري: نحن نتطلع دائماً الي سوريا بانها السند والاساس وما بهمنا تدقها شوكه، ما النا مصلحه نشوفها مُهاجمه وكرامه سوريا من كرامتنا، وكرامه الجيش السوري من كرامتنا وكرامه الرئيس السوري من كرامتنا، هذا ما تربينا عليه، هيدا طبع وليس تطبع. تحصل خلافات ومررنا بها في الاشهر الماضيه، لكنني علي قناعه بان لبنان لا يحكم من سوريا ولا يحكم من دون سوريا، اي شوائب بالعلاقه تبحث بهدوء ومش من موقع العداء والاحقاد، هذه قناعتي، فمن اجتهد واصاب له اجران، ومن اجتهد ولم يصب فله اجر... الوضع في المنطقه يتطلب كل تعاون، نريد بحث جدي بالعمق من كل النواحي حتي نصل الي ما هو لمصلحه لبنان وسوريا.

اضاف الحريري: انا ما عم احكي لارجع رئيس وزاره، لست مترفعاً، بس مش هيدا هدفي، انا اهتم بمصلحه سوريا ومصلحه لبنان، وانت تذكر انه بعد الاجتياح الاميركي للعراق قيل لازم يترك الحكومه، وانا قلت بانني حاضر، وبالتالي موضوع الحكومه ليس هدفي، بل المهم ان نكون اقوياء لمواجهه التحديات».

وتابع الحريري: انا اخدم سوريا باي موقع اكون فيه، انا عندي ولاد شباب وما عم حضر حدا منهم، وما عندي رغبه اعمل سلاله سياسيه».

وقال الحريري: «نمر بتحديات كبيره، كاستحقاق قانون الانتخاب والقرار 1559 والوضعين العراقي والفلسطيني، ونحن هون عايشين مثل الحمام المقطوعه ميتو، ما حدا بيحكي مع التاني».

وسال غزاله الرئيس الحريري عن رؤيته، فاجاب الحريري: ان اري سوريا بخير. ثم توجه الي غزاله ليساله عن الاساس في الدستور اللبناني فاجاب غزاله: الطائف، فعقب الحريري، لماذا اذاً نبتعد عن الطائف في الاعداد لقانون الانتخاب، فوافقه غزاله الراي.

وسال غزاله الحريري عن موقفه الداعم للقضاء كدائرة انتخابية، فاجابه الحريري «لانني اريد ان اخرج من اتهامي بالوقوف ضد المسيحيين، ولكن قناعتي ان المحافظه هي الدائره الانتخابيه بعد اعاده النظر في التقسيمات الحاليه، كما نص الطائف.

وبعد مداخله للزميل ايوب عن مسار تطور العمل السياسي للرئيس الحريري وكيف تحوّل من رئيس حكومة جاء ليبني الي رجل يخوض في علاقات شراكه مع العديد من السياسيين، عقب الحريري بتاكيده بانه لا يقبل الحكومه الا من بوابه الشام، ونبّه: «اذا بيعملوا القانون بالطريقه المركبه ستدفعوا انتم الثمن». ووصف الحريري قرنه شهوان «بالخايفين من بعضهم»، وتوجه الي غزاله: «عليكم الطلب من مجلس الوزراء احاله جريمه اغتيال حماده الي المجلس العدلي»، وقال متوجهاً الي غزاله: «في حدا الي مش الك»، واضاف: «اذا بدك تعمل اكثريه نيابيه في المجلس النيابي وتعتبروني انا وجنبلاط بالضفه الثانيه، لن تتمكنوا».

وذكّر الحريري غزاله بمواقف جنبلاط الذي طالب علناً بالوحده مع سوريا وقال «ان دم الجيش العربي السوري توحّد مع دم ابناء الجبل».

وختم لقاء الغداء بتاكيد الاحترام السوري للرئيس الحريري: «سوريا بتحبك وبتقدرك، وانت رفيق نضال ورفيق سلاح»، فرد الحريري: هذا البيت بيتكم وما حدا بيقبل تحت اي ظرف الا كل احترام وتقدير لسوريا وان نبحث كل التباينات من موقع الاخوّه والمحبه».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل