من سيفوز برئاسة الوزراء في إسرائيل: بيبي أم بوجي؟

قبيل الانتخابات التشريعيه في اسرائيل يحتدم الصراع بين المرشحين بنيامين نتانياهو (بوبي) واسحاق هرتزوغ (بوجي) للحصول علي اغلبيه في الكنيست وبالتالي علي منصب رئيس الوزراء. فماهي نقاط القوه ونقاط الضعف لدي كلا المرشحين؟.

في اطار حمتله للانتخابات التشريعيه الاسرائيليه المقرره في 17 مارس/ اذار الجاري، اعتبر اسحاق هرتزوغ، رئيس حزب العمل والمرشح لمنصب رئيس الوزراء، في احدي خطاباته الانتخابيه ان "رئيس الوزراء هو الوحيد الذي يستطيع حل مشكل النقص في السكن، واعدكم بانني ساقوم شخصياً كرئيس وزراء بالعمل علي معالجه هذا المشكل".

من خلال هذا المشهد القصير من الحمله الانتخابيه تظهر نقط قوه ونقطة ضعف اسحاق هرتزوغ. وتتجلي نقطه القوه في تركيزه علي موضوع العداله الاجتماعيه. وحسب استطلاعات الراي فقد يؤثر موضوع العداله الاجتماعيه علي قرار تصويت اغلبيه الاسرائيليين يوم الاقتراع في الاسبوع القادم. فالايجارات ارتفعت في السنوات الست الماضيه بنسبه الثلث، بينما تشهد الرواتب حاله ركود، كما ان الاسعار في ارتفاع مستمر. ونتجيه لذلك فقد تراجعت ارصده المواطنين الاسرائليين بحوالي 50 بالمائه تحت الصفر.

مرشح حزب العمل – البحث عن اشعاع

ليس اختيار المواضيع الصحيحه في الحمله الانتخابيه هو ما يحسم اساسا نتائجها، بل ايضاً شخصيه المرشحين. وهنا بالضبط توجد نقطه ضعف اسحاق هرتزوغ (54 عاماً)، الذي يوصف بشخصيه ضعيفه الكاريزما. فصوته عند الكلام "منخفض نوعا ما، ولا يعطي انطباعاً بالقوه والثقه بالنفس عندما يتحدث "، كما يلاحظ ايتان غلبوا، استاذ العلوم السياسيه ومدير مركز الاتصالات في جامعه بار ايلان في تل ابيب. ورغم المجهود الذي قام به هرتزوغ لتحسين ذلك، الا ان ايتان غلبوا يعتبر ان ذلك المجهود "لم يات بنتائج كبيره".

شخصيته الهادئه واسلوبه اللطيف في التعامل يقلل من كاريزميه اسحاق هرتزوغ.

رئيس حزب العمل ادي ايضاً الخدمته العسكريه في احدي الوحدات الخاصه، كما هو الشان بالنسبه لغالبيه القاده السياسيين الاسرائليين، غير ان مظهره لا يوحي بذلك، بسبب بنيه جسده النحيف، واسلوبه الهادئ في التعامل، ومظهره وكانه احد وكلاء التامين. كما ان منافسيه السياسيين يلقبونه ب"بوجي" وهو اسم الدلع الذي نادته به امه في يوم ما.

اسحاق هرتزوغ: مع السلام وضد عزله اسرائيل

يري استاذ العلوم السياسيه ايتان غلبوا ان هذه الصوره "الناعمه" لاسحاق هرتزوغ تعكس اوجه التباين مع نتانياهو. فخطاب نتانياهو الاخير امام الكونغرس الاميركي اثار اعجاب الكثير من الاسرائيليين، الذين يلقبونه "بيبي" (صيغه تجميليه لبنيامين). ويوضح ايتان غلبوا ان سبب اعجاب الاسرائليين بخطاب نتنياهو هو انهم " شاهدوا وسمعوا رجلا سياسياً قوياً". كما ان "النبره الحاده المنطلقه من صوت قيادي عسكري ، تجد وقعا كبيرا في اسرائيل".

وبينما اختار نتنياهو منصه كبيره في واشنطن لتوجيه خطابه، توجه اسحاق هرتزوغ الي قريه نير موشيه التي لا تبعد كثيراً عن قطاع غزه في صحراء النقب، لالقاء كلمته. وعبر استاذ العلوم السياسيه ايتان غلبوا عن اعتقاده انه "رغم ان نتنياهو يعتبر بكل تاكيد متحدثاً جيداً، ورغم ان كلماته تثير الاعجاب، فانه سيبقي وحيداً نهايه الامر، وسيتسبب في عزله اسرائيل، حسب راي المتحدث.

وهناك تباين اخر في المواقف بين المرشحين بخصوص امور اخري. فنتنياهو ينهج خيار المواجهه فيما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني، كما يشجع علي بناء المستوطنات، ولا يتصور تقديم اي تنازلات اخري للفلسطينيين. اما اسحاق هرتزوغ فهو يدعو الي ضروره التوصل الي اتفاق دولي مع ايران، و"يتوق للسلام" مع الفلسطينيين، ويعترف بحقهم في اقامه دولتهم.

بدا اسحاق هرتزوغ مساره السياسي عام 1999 في حكومه ايهود باراك، حيث شغل منصب سكرتير مجلس الوزراء. وفي وقت لاحق، تولي منصب وزير الاسكان والتعمير. وتولي منذ 2013 قياده حزب العمل الاسرائيلي. وينحدر اسحاق هرتزوغ من عائله عريقه وخلفيه تاريخيه، حيث كان ابوه حاييم هرتسوغ، رئيساً لاسرائيل بين 1983 و1993، كما تم تعيين جده اسحاق هرتسوغ هاليفي كاول اكبر حاخامات لفلسطين عام 1937 في وقت لاحق لاسرائيل.

خطاب نتنياهو امام الكونغريس الامريكي اثار اعجاب الاسرائليين.