المحتوى الرئيسى

ثورة 1919 أعظم الثورات فى تاريخ البشرية

03/10 19:05

تحل هذه الايام ذكري اعظم ثوره في تاريخ البشريه هي ثوره 1919 بقياده الزعيم خالد الذكر سعد زغلول، اندلعت الثوره في 9 مارس نتيجه سلسله من الاحتجاجات الشعبيه علي السياسه البريطانيه في مصر عقب الحرب العالمية الأولي،

بقياده الوفد الذي كان يراسه سعد زغلول ومجموعه كبيره من السياسيين المصريين، كنتيجه لتذمر الشعب المصري من الاحتلال الانجليزي لتغلغله في شئون الدوله بالاضافه الي الغاء الدستور وفرض الحمايه واعلان الأحكام العرفية وطغيان المصالح الاجنبيه علي الاقتصاد. بدات احداث الثوره في صباح يوم الاحد 9 مارس 1919، بقيام الطلبه بمظاهرات واحتجاجات في ارجاء القاهره والاسكندريه والمدن الاخري بالبلاد، تصدت القوات البريطانية للمتظاهرين باطلاق الرصاص عليهم، ما ادي الي سقوط قتلي وجرحي. استمرت احداث الثوره الي شهر اغسطس وتجددت في اكتوبر ونوفمبر، لكن وقائعها السياسيه لم تنقطع واستمرت الي عام 1922، وبدات نتائجها الحقيقيه تتبلور عام 1923 باعلان الدستور والبرلمان.

واندلعت الثوره نتيجه مطالبه سعد زغلول بالسماح للوفد المصري بالمشاركه في مؤتمر الصلح في باريس، وعندما رفضت بريطانيا هذه المشاركه، اصر سعد زغلول عليها، فاضطرت الي نفيه هو ومحمد محمود وحمد الباسل واسماعيل صدقي الي مالطه، فانفجرت الثوره في كل مكان في مصر واشترك فيها جموع المصريين.

وتعتبر ثوره سنه 1919 اول ثوره تشترك فيها النساء في مصر، بقياده صفية زغلول، وطالب الثائرون بالافراج عن سعد زغلول، فاضطرت السلطات البريطانيه الي الرضوخ للمطلب الشعبي وافرجت عن سعد زغلول.

في ظل المعامله القاسيه التي عاناها المصريون من قبل البريطانيين والاحكام العرفيه التي صدرت بحق المصريين، ورغبه المصريين في الحصول علي الاستقلال، قامت ثورة 1919م والتي تعتبر اول ثوره شعبيه في افريقيا وفي الشرق الاوسط، وتبعتها الهند وثوره العراق وليبيا.

الاسباب التي ادت الي قيام ثوره 1919:

ففي الريف، كان مالوفا ان تصادر ممتلكات الفلاحين من ماشيه ومحصول لاجل المساهمه في تكاليف الحرب، كما حرصت السلطات العسكريه علي اجبار الفلاحين علي زراعه المحاصيل التي تتناسب مع متطلبات الحرب، وعلي القيام ببيع المحاصيل باسعار تقل كثيرا عن الاسعار السائده، وتم تجنيد مئات الالاف من الفلاحين بشكل قسري للمشاركه في الحرب فيما سمي بـ«فرقه العمل المصريه» التي استخدمت في الاعمال المعاونه وراء خطوط القتال في سيناء وفلسطين والعراق وفرنسا وبلجيكا وغيرها.

في الوقت نفسه شهدت هذه الفتره ارتفاعا للاسعار بشكل ملحوظ، بما فيها اسعار السلع الاساسيه، حيث سجلت الارقام القياسيه للاسعار ارتفاعا بلغ 216 عام 1918 مقارنه بسنه 1914، وارتفع سعر القمح بمعدل 131% والسكر 149% والفول 114% والبترول 103% كما بلغ سعر الفحم في نهايه الحرب تسعه امثال ما كان عليه قبل اندلاعها. 

وارتبط ذلك ايضا بنقص حاد في السلع الاساسيه، وكان لهذه الاوضاع ان ادت الي تدهور الاوضاع المعيشيه لكل من سكان الريف والمدن، حيث شهدت مدينتا القاهره والاسكندريه مظاهرات للعاطلين ومواكب للجائعين تطورت احيانا الي ممارسات عنيفه تمثلت في النهب والتخريب، ولم تفلح اجراءات الحكومه لمواجهه الغلاء، مثل توزيع كميات من الخبز علي سكان المدن او محاوله ترحيل العمال العاطلين الي قراهم، في التخفيف من حده الازمه، وعلي الجانب الاخر كان هناك استياء من قبل كبار الملاك بسبب تدخل السلطات في نوع المحصول علي حساب زراعه القطن ولصالح السلع الغذائيه واهمها القمح، رغم ان هذه الطبقه قد استفادت من ارتفاع اسعار المنتجات الزراعيه بما فيها القطن والسلع الغذائيه.

من ناحيه اخري، ادت سنوات الحرب الي ازدهار بعض اقسام الراسماليه المصريه بسبب اغلاق الطرق البحريه، ومن ثم صعوبه وردود المنتجات الاجنبيه، وهو ما اتاح فرصه للتوسع الصناعي والتجاري، وبشكل عام ارتفعت معدلات العماله خلال سنوات الحرب.

غير ان هذا التوسع تزامن مع زياده الاسعار ونقص الغذاء، كما سبق القول، اضافه الي تعرض العمال ونقاباتهم لهجوم بسبب اعلان الاحكام العرفيه واصدار القوانين التي تحرم التجمهر والاضراب، وفي حقيقه الامر فقد شهدت الفتره منذ العقد الاخير من القرن التاسع عشر حتي اندلاع الحرب، قدرا من النمو في حجم الطبقه العامله بسبب تدفق الاستثمارات الاجنبيه والتوسع في شبكات النقل. ومنذ بدايه القرن العشرين حتي نشوب الحرب، خاض عمال الصناعه والنقل عددا من الاضرابات للمطالبه برفع الاجور وتقليل ساعات العمل، كما تشّكل عدد من النقابات للدفاع عن حقوق العمال مثل الرابطه الدوليه لعمال السجائر والورق في القاهره، ونقابه عمال الصناعه اليدويه، ولكن مع نشوب الحرب تم اجهاض النشاط النقابي واصبح العمال عاجزين عن الدفاع عن حقوقهم. 

عقب اندلاع الحرب العالميه الاولي عام 1918، تم وضع مصر تحت الحمايه البريطانيه، وظلت كذلك طوال سنوات الحرب التي انتهت في نوفمبر عام 1918، اُرغم فقراء مصر خلالها علي تقديم العديد من التضحيات الماديه والبشريه، وقد مثّل اضطراب وتفكك النظام الاوروبي نتيجه الحرب، اضافه الي ما ارتبط بهذا من تفاقم القهر والاستغلال لشعوب المستعمرات، وقيام الثورة الروسية وما طرحته من امكانيه قلب الانظمه السائده، دوافع لتطور الحركات الوطنيه في كثير من المستعمرات، ومن ثم فقد اندلعت ثوره 1919 في ظل موجه من الحركات الوطنيه شملت الهند والصين وايرلندا وبعض مناطق امريكا اللاتينيه.

قام الزعيم خالد الذكر سعد زغلول بتاليف الوفد المصري للدفاع عن قضيه مصر سنه 1918م حيث دعا اصحابه الي مسجد وصيف «في قصر سعد زغلول بجوار جسر النيل» عابرين كوبري خشبي يعتبر سريًا في تلك الفتره وقد دمر هذا الكوبري فيما بعد لمنع الوصول الي قصر سعد باشا زغلول، وهذا الكوبري قد اعيد الان باسم كوبري صفيه نسبه الي ام المصريين صفيه هانم زغلول، وذلك للتحدث فيما كان ينبغي عمله للبحث في المسألة المصرية بعد الهدنه «بعد الحرب العالميه الاولي» عام 1918، وتم تشكل الوفد المصري الذي ضم سعد زغلول ومصطفي النحاس ومكرم عبيد وعبدالعزيز فهمي وعلي شعراوي واحمد لطفي السيد واخرين.. واطلقوا علي انفسهم «الوفد المصري».

وقام الوفد بجمع توقيعات من المصريين وذلك بقصد اثبات صفتهم التمثيليه وجاء في الصيغه:

«نحن الموقعين علي هذا قد انبنا عنا حضرات: سعد زغلول و.. في ان يسعوا بالطرق السلميه المشروعه حيثما وجدوا للسعي سبيلاً في استقلال مصر تطبيقاً لمبادئ الحريه والعدل التي تنشر رايتها دوله بريطانيا العظمي».

وطالب الوفد بالسفر للمشاركه في مؤتمر الصلح لرفع المطالب المصريه بالاستقلال، وازاء تمسك الوفد بهذا المطلب، وازاء تعاطف قطاعات الشعب الواسعه مع هذا التحرك، قامت السلطات البريطانيه بالقبض علي سعد زعلول وثلاثه من اعضاء الوفد هم محمد محمود وحمد الباسل واسماعيل صدقي، ورحّلتهم الي مالطه في الثامن من مارس عام 1919، وكان ذلك ايذانا بقيام الثوره التي اجتاحت جميع انحاء البلاد، وتصدت لها القوات البريطانيه باقصي درجات العنف.

في اليوم التالي لاعتقال الزعيم الوطني المصري سعد زغلول واعضاء الوفد، اشعل طلبه الجامعه في القاهره شراره التظاهرات، وفي غضون يومين، امتد نطاق الاحتجاجات ليشمل جميع الطلبه بمن فيهم طلبه الازهر، وبعد ايام قليله كانت الثوره قد اندلعت في جميع الانحاء من قري ومدن، ففي القاهره قام عمال الترام باضراب مطالبين بزياده الاجور وتخفيض ساعات العمل وغيرها، وتم شل حركه الترام شللا كاملا، تلا ذلك اضراب عمال السكك الحديديه، والذي جاء عقب قيام السلطات البريطانيه بالحاق بعض الجنود للتدريب بورش العنابر في بولاق للحلول محل العمال المصريين في حاله اضرابهم، ما عجّل بقرار العمال بالمشاركه في الاحداث. 

ولم يكتف هؤلاء باعلان الاضراب، بل قاموا باتلاف محولات حركه القطارات وابتكروا عمليه قطع خطوط السكك الحديديه – التي اخذها عنهم الفلاحون واصبحت اهم اسلحه الثوره.

واضرب سائقو التاكسي وعمال البريد والكهرباء والجمارك، تلا ذلك اضراب عمال المطابع وعمال الفنارات والورش الحكوميه ومصلحه الجمارك بالاسكندريه.

ولم تتوقف احتجاجات المدن علي التظاهرات واضرابات العمال، بل قام السكان في الاحياء الفقيره بحفر الخنادق لمواجهه القوات البريطانيه وقوات الشرطه، وقامت الجماهير بالاعتداء علي بعض المحلات التجاريه وممتلكات الاجانب وتدمير مركبات الترام. 

في حين قامت جماعات الفلاحين بقطع خطوط السكك الحديديه في قري ومدن الوجهين القبلي والبحري، ومهاجمه اقسام البوليس في المدن.

ففي منيا القمح اغار الفلاحون من القري المجاوره علي مركز الشرطه واطلقوا سراح المعتقلين، وفي دمنهور قام الاهالي بالتظاهر وضرب رئيس المدينه بالاحذيه وكادوا يقتلونه عندما وجه لهم الاهانات.

وفي الفيوم هاجم البدو القوات البريطاينه وقوات الشرطه عندما اعتدت هذه القوات علي المتظاهرين، وفي اسيوط قام الاهالي بالهجوم علي قسم البوليس والاستيلاء علي السلاح، ولم يفلح قصف المدينه بطائراتين في اجبارهم علي التراجع، اما في قريه دير مواس محافظه المنيا, هاجم الفلاحون قطارا للجنود الانجليز ودارت معارك طاحنه بين الجانبين.

وعندما ارسل الانجليز سفينه مسلحه الي اسيوط، هبط مئات الفلاحين الي النيل مسلحين بالبنادق القديمه للاستيلاء علي السفينه، وعلي الجانب الاخر كان رد فعل القوات البريطانيه من افظع اعمال العنف الذي لاقاه المصريون في التاريخ الحديث، فمنذ الايام الاولي كانت القوات البريطانيه هي اول من اوقع الشهداء بين صفوف الطلبه اثناء المظاهرات السلميه في بدايه الثوره.

وعقب انتشار قطع خطوط السكك الحديد، اصدرت السلطات بيانات تهدد باعدام كل من يساهم في ذلك، وبحرق القري المجاوره للخطوط التي يتم قطعها، وتم تشكيل العديد من المحاكم العسكريه لمحاكمه المشاركين في الثوره، ولم تتردد قوات الامن في حصد الارواح بشكل لم يختلف احيانا عن المذابح، كما حدث في الفيوم عندما تم قتل اربعمائه من البدو في يوم واحد علي ايدي القوات البريطانيه وقوات الشرطة المصرية، ولم تتردد القوات البريطانيه في تنفيذ تهديداتها ضد القري، كما حدث في قري العزيزيه والبدرشين والشباك وغيرها، حيث اُحرقت هذه القري ونُهبت ممتلكات الفلاحين، وتم قتل وجلد الفلاحين واغتصاب عدد من النساء. 

اضطرت انجلترا الي عزل الحاكم البريطاني وافرج الانجليز عن سعد زغلول وزملائه وعادوا من المنفي الي مصر، وسمحت انجلترا للوفد المصري برئاسه سعد زغلول بالسفر الي مؤتمر الصلح في باريس، ليعرض عليه قضيه استقلال مصر.

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل