المحتوى الرئيسى

"بحيرة السماء" جنة المستثمرين المجهولة

03/10 16:33

له شهره تاريخيه قويه فهو المكان ذو الهواء النقي الرطب، والذي شهر بملوحه بحيراته، ولكن مع صدور قرار رئيس الجمهورية الراحل انور السادات رقم 1018 لعام 1974 باعتباره من المناطق النائيه، واصبح مهمشًا لم ياخذ ما يستحقه من اهتمام المسئولين او حتي الباحثين،

هو"وادي النطرون" او "بحيره السماء" كما اطلق عليه الفراعنه، لكنه ظل مكانا معزولا لا يطفو اسمه علي سطح الاحداث الا في حوادث المشاجرات والنزاعات علي الارض.

يقع وادي النطرون في الجزء الشمالي الشرقي من الصحراء الغربيه، حيث تبلغ مساحته حوالي 500 كيلو متر مربع، حيث يقع في منتصف الطريق الصحراوي الرابط بين القاهره والاسكندريه تقريباً؛ والمواجه لمدينه السادات.

كان لوادي النطرون وبحيراته التي كثيرا منا لم يسمع عنها شئ، تاريخ عظيم حيث يرجع تاريخ بحيراته الي العصر الفرعوني، وهذا لاستخراج ملح النطرون منه، والذي بعد عصور كبيره عرف انه كان يستخدمه القدماء المصريين في تحنيط الموتي.

ومن اكثر الدلائل علي ان وادي النطرون له اهميه تاريخيه هي اكتشاف تمثال نصفي من الجرانيت الاسود يرجع الي عصر الاسره السابعه عشر الفرعونيه، وهناك ايضاً بوابه من الجرانيت واحجار من "عتب باب" تحمل خراطيش للملك امنمحات الاول، في منطقه به تسمي "كوره الضهر".

اما عن عصور المسيحيه فعرف هذا المكان بقدسيته، وهذا بعد مرور سيدنا عيسي والسيده العذراء منه، هرباً من بطش الملك هيرودس حاكم اليهوديه، فبعد ان زارت العائله المقدسه تل بسطه ومنيه سمنود، عبرت النهر الي الضفه الغربيه لنهر النيل - فرع رشيد، وراوا من بعيد وادي النطرون الذي باركته العذراء مريم حسب المصادر المسيحيه.

كما تم انشاء دير الانبا مقار علي يد مقار الكبير علي ارض الوادي منذ القرن الرابع الميلادي والذي زاد من قيمه الارض التي كان بها اول دير مسيحي في مصر ومن بعده توالت بناء الاديره التي اصبحت فيما بعد لمسه فنيه اثريه جميله لجذب الكثير من السياح.

ومن ثم يعد وادي النطرون من اهم المناطق المكرّمه بالنسبه لاتباع الكنيسه القبطيه الارثوذكسيه، حيث كانت المنطقه تحوي حوالي 700 دير في النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي، ومن بين هذه الاديره "دير الانبا بيشوي ودير البراموس ودير السريان".

سمي وادي النطرون بعده اسماء بداها الفراعنه القدماء نظرا لانهم اول من كشف عن الوادي، حيث سمي حينها "سخت حمات" اي حقل الملح بالهيروغليفي، متاثرين بوفره ملح النطرون به، ثم عرف من بعدها باسم "انتت حسمن"، وتعني حرفياً "وادي النطرون"، فقد كان في مصر القديمه منبعان لهذا الملح؛ احدهما في الشمال هو وادي النطرون، والاخري في الجنوب وهي الكاب.

وسمي الوادي ايضاً باسم "شِت بت" وتعني بحيره السماء، وقد ذُكر هذا الاسم في نصوص الاهرامات كمكان لانتاج البخور، ومن الاقاويل الثائره ان يكون هذا هو الاسم الديني لوادي النطرون في مصر القديمه.

ليس من العجيب ان نلاحظ بان وادي النطرون منطقه قيمه تتميز بالعديد من المقومات السياحيه التي تمثل لنا قيمه رائعه علي نحو غير اعتيادي، حيث يوجد بها حوالي 8 بحيرات متوفر بها ملح النطرون بالاضافه الي ان يتوسط بعضها العيون النابع منها معدن الكبريت، الذي يعد ماده علاجيه طبيعيه.

تعد بحيره نبع الحمراء او بحيره ايوب، من البحيرات الشاسعه التي تتميز بملوحتها الشديده مما يجعل بها خصائص علاجيه قويه للامراض الجلديه علي وجه الخصوص، كما في وسطها "ينبوع مريم" الذي ينبعث منه مياه العذب، حيث قيل عنه في الاساطير المسيحيه انه تفجر اثناء رحله السيده مريم وسيدنا المسيح الي مصر مما يكسبها قيمه تاريخيه ودينيه عاليه.

بينما الغريب في الامر هناك في مدخل المنطقه يوجد لافته كتب عليها " منتجع بيئي نبع الحمراء"، ولكن يجب ان تكون العباره هي منتجع بيئي سري، فلا احد في مصر يعلم عن هذا الجمال الالهي شيئاً، كما ان ترجع هذه الارض الي شركه نبع الحمراء للاستثمار السياحي والعقاري، ولكن من المحزن انه لا يوجد بها اي استثمارات سياحيه او ابنيه فاخره لجذب السياح لها.

ومثل نبع الحمراء التي تندرج ضمن السياحه العلاجيه، تاخذ بحيره "الجعار" نفس الكينونه، حيث يتواجد بها ملاحه الرايزونيه بالاضافه الي ملاحات اخري التي يستفيد منها المواطنين في العلاج الطبيعي.  

اما الجانب السياحي التاريخي فيحمل طابعاً دينياً، ويتمثل ذلك في الاديره المسيحيه القبطيه الارثوذكسيه الاربعه العامره بها، وهم: دير الانبا مقار، ودير الانبا بيشوي، ودير البراموس، ودير السريان، ويمكن الوصول اليهم بسهوله وزيارتهم في اي وقت؛ ما عدا دير الانبا مقار الذي يحتاج الي تصريح خاص لزيارته.

وحسب الاحصاء الرسمي لمناطق الجذب السياحي بمحافظه البحيره عام 1995، كان نصيب وادي النطرون 10000 سائح فقط، وبالفعل هذا العدد يعد ظلما لمنطقه تكتظ بالاماكن السياحيه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل