المحتوى الرئيسى

غضب بين سكان فوكوشيما باليابان بعد خطط لإقامة منشأة للنفايات النووية

03/10 07:48

فقد الياباني نوريو كيمورا زوجته وابيه وابنته يونا البالغه من العمر سبع سنوات في كارثه امواج المد العاتيه (تسونامي) في مارس اذار 2011.

والان يخشي كيمورا ان يفقد ارضه ايضا لان حكومة اليابان تريد بناء موقع لتخزين النفايات المشعه علي مساحه شاسعه وراء محطه فوكوشيما النوويه.

ومثل الكثيرين يشعر كيمورا بالغضب لان الحكومه تعتزم تخزين 30 مليون طن من الحطام المشع الذي خلفته الكارثه النوويه بالقرب من منزله السابق. ولا يصدق سوي قله تطمينات طوكيو بان الموقع سيطهر ويغلق بعد 30 عاما.

وقال كيمورا (49 عاما) بينما كان يقف فوق الواح علي تله تعلوها الشجيرات هي كل ما تبقي من منزله "لا اصدق انهم سيلقون بمخلفاتهم هنا بعد كل ما مررنا به."

واجبر كيمورا علي الكف عن البحث عن اسرته بعد الساعات العصيبه التي تلت التسونامي وتلقي امرا بالاجلاء بعدما هزت الانفجارات مجمع فوكوشيما الواقع علي بعد ثلاثه كيلومترات فقط عن منزله. وبعد ذلك بشهور عثر كيمورا علي جثتي زوجته وابيه. لكن كل ما تبقي من يونا هو تنوراتها الورديه الملوثه بالطين وسروالها المقلم ولعبه عثر عليها كيمورا وسط كومه من الحطام.

وبعد اربع سنوات من كارثه الزلزال والتسونامي لا يزال كيمورا يعود الي مسقط راسه ويمشط الشاطئ المهجور بحثا عن جثه يونا في مهمه لا تتعدي الخمس ساعات كل مره وفقا للضوابط الصحيه للحمايه من الاشعاع.

وهز الزلزال بلدات ساحليه في شمال اليابان يوم 11 مارس اذار 2011 واجتاحها التسونامي مما تسبب في عمليات انصهار بمنشاه فوكوشيما دايتشي التابعه لشركه كهرباء طوكيو والتي يقع جزء منها في اوكوما.

وخصصت اليابان منذ ذلك الحين اكثر من 15 مليار دولار لمشروع لم يسبق له مثيل للحد من الاشعاع في بلدات محيطه بالمحطه مثل اوكوما. وتقوم فرق من العمال يوميا بغسل الطرق بالماء ومسح المنازل وتقطيع فروع الاشجار وازاله التربه الملوثه من الارض الزراعيه بمقاطعه فوكوشيما.

وتوجد هذه النفايات المشعه الان في اكياس بلاستيكيه زرقاء وسوداء في انحاء متفرقه من فوكوشيما وضعت في اكوام بحقول ارز مهجوره ومرائب سيارات وحتي في باحات خلفيه لبيوت بعض السكان.

وتعتزم اليابان بناء منشاه تخزين دائمه خلال السنوات المقبله في اوكوما وفوتابا وهي بلده اخري اصبحت مهجوره وتقع بالقرب من محطه فوكوشيما النوويه لكن بعض السكان يعارضون ذلك.

وقال كوجي مونما (60 عاما) وهو ساكن في اوكوما يراس جماعه لملاك الاراضي "يسري دمنا وعرقنا في هذه الارض ولا يمكنني ان اتركها بهذه السهوله."

ووافق حاكم فوكوشيما علي بناء منشاه النفايات بعدما قالت طوكيو انها ستخصص دعما قيمته 2.5 مليار دولار ووعدت باخراج النفايات من المقاطعه بعد 30 عاما. ووافق رئيسا بلديه فوتوبا واوكوما منذ ذلك الحين علي استضافه المنشاه التي ستكون علي مساحه 16 كيلومترا مربعا وتضم عده محارق.

ويواجه نحو 2300 ساكن يملكون قطعا من الاراضي في فوتوبا واوكوما تحتاجها الحكومه لبناء منشاه النفايات ما يصفه الكثيرون بانه خيار مستحيل. وسيبني موقع التخزين اذا استطاعت الحكومه تاجير او شراء مساحه كافيه من الاراضي مهما كانت مخاوف الرافضين له.

وخلال 12 اجتماعا نظمتهم وزاره البيئه اليابانيه العام الماضي واجه ملاك الاراضي الغاضبون مسؤولين صغارا بشان تصريح لنوبوتيرو ايشيهارا الذي كان وزيرا وجاء فيه ان اي اتفاق مع ملاك الاراضي يتوقف علي المال.

ولم يحضر سوي نصف ملاك الاراضي المسجلين في المنطقه الاجتماعات ولم يتم التوصل لاتفاقات بين اي من السكان والحكومه.

ولا يثق سكان المنطقه في وعود الحكومه. فبعد اكثر من اربعه عقود من عمليات المنشات النوويه في اليابان لم تنشئ البلاد بعد موقع تخزين دائما للوقود النووي المخزن في محطات مثل فوكوشيما.

وقال تاكاشي سوجيموتو (73 عاما) وهو من ملاك الاراضي في اوكوما "انا متاكد من انهم يدرسون هذا الموقع ليكون وجهه نهائيه لتخزين النفايات المشعه. لا يمكنني الوثوق بهم.. ولا يمكن لاحد الوثوق بهم بشان ما سيحدث في غضون 30 عاما."

واقر قانون في نوفمبر تشرين الثاني ينص علي اسناد مسؤوليه تشغيل المنشاه الي الشركه اليابانيه للتخزين والسلامه البيئيه -وهي جماعه يدعمها دافعو الضرائب وليست لديها خبره في التعامل مع الاشعاع النووي- مع وعد بنقل النفايات المشعه الي خارج فوكوشيما بعد 30 عاما.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل