المحتوى الرئيسى

المرأة في الأساطير.. "أميرة وضحية وشريرة"

03/08 14:16

اذا اخذت من الغصن البان قوامه، ومن النسيم رقته، ومن الارنب وداعته، ومن الطاووس غروره، ومن الماس لمعته، ومن الصخر صلابته، ومن العسل حلاوته، ومن الثلج برودته، ومن النار حرارتها، ومن الافعي خبثها، سيكون هذا الخليط "المراه" كما صورتها الاساطير الهنديه، واذا كان الامر كذلك فما صورتها اذا في باقي الاساطير القديمه؟

تقول الاسطوره الاغريقيه، ان هيرا، زوجه زيوس، كبير الالهه، كانت تمتلك وحشا عزيزا الي قلبها هو "الارجوس" ذو العيون المائه، الا ان غيره هيرا وحدتها علي زيوس دفعاها لارتكاب حماقات جعلت زيوس يغضب عليها، فارسل من يقتل الارجوس، وحزنت هيرا عليه حزنا شديدا، ما جعلها تعلن الحداد، وعلي سبيل مواساه نفسها، نزعت عيون الارجوس المائه ورشقتها علي ذيل طاووسها العزيز، وهكذا فسر الاغريق سبب وجود هذه العيون علي ريش الطاووس، بانها عيون الارجوس.

تحكي الاسطوره عن شابه مسكينه اسمها ايكو، ورغم ان هذه الفتاه لم ترتكب ذنبا، عوقبت عقابا صارما، حيث يقال ان زيوس كان كثير المغامرت النسائيه، وكان يعشق فتاه جميله ولكن غيره زوجته هيرا عليه ومراقبتها المستمره له، جعلته لا يستطيع ان يدنو من حبيبته، لذا قرر ان يتخلص من مراقبه زوجته بخطه شريره، فارسل لها خادمه تُدعي ايكو، وهي فتاه كثيره الكلام، وبدات تجالس هيرا وتحكي لها قصصا من هنا وهناك لالهائها عما يفعله زوجها.

وتمر الايام وتدرك هيرا ان زوجها يخدعها، بفضل جاسوسها الارجوس ذو العيون المائه، فتقرر ان تعاقب ايكو وتحرمها من اجمل ما كانت تملك وهو لسانها، فحكمت عليها ان تسمع اي صوت، وتظل تردد اخر مقطع منه، وهكذا عاشت ايكو وحيده حزينه تردد ما تسمعه مع الرياح، وسُمي بعد ذلك تردد الصوت علي اسمها، ظنا من الاغريق ان ايكو هي التي تردد هذا الصوت وحدها في الرياح والصحاري والظلام.

في البدايه، نري النحات بيجالمون، عقد العزم علي ان يصنع تمثال لالهه الجمال، فينوس، وها هو يمسك بالمطرقه والازميل، ويتفنن في نحت الحجر المرمري الجميل، الذي اصر علي ان يفجر فيه كل مواهبه، وبعد ان فرغ من نحت التمثال نظر اليه بوله وهيام، ثم القي بالازميل، والقي بنفسه عند قدمي التمثال يقبلها ويغسلها، فقد احب بيجالمون التمثال الذي صنعه وهام به وراح لا يبرح قدمي التمثال يقبلها ويغسلها بدموعه ويشعل عندها البخور.

وراح بيجالمون يتعذب علي هذه الحاله الي ان عطفت عليه فينوس، ورقت لحاله فجعلت الحياه تدب في هذا التمثال وحولته الي فتاه جميله جدا تُدعي جالاتيا، ففرح بها بيجالمون جدا وتزوجها وهو ممتن كل الامتنان لفينوس صاحبه القلب الكبير، التي عطفت عليه وراح يقدم لفينوس في معبدها القرابين، ويشعل البخور لتبارك له زواجه السعيد.

تحكي الاسطوره قصه اميره رائعه الجمال، كانت محط اعجاب الجميع، ولكن احد لم يجرؤ علي طلب يدها للزواج، وبدافع الياس، طلب الملك مشوره الاله ابولو، وقال الاخير انه يجب ان تُترك بسيشه وحيده، علي قمه جبل، وقبل ان يطلع الصبح سياتي وحش ليقابلها ويتزوجها، اذعن له الملك، وقبعت الاميره طوال الليل في انتظار ان يقبل زوجها، وقلبها يرتعد خوفا، وجسدها يرتجف بردا، فاستسلمت للنوم اخيرا.

وعندما استيقظت وجدت نفسها في قصر جميل، وتحولت الي ملكه، كان زوجها ياتي اليها كل ليله ويتسامر معها، ولكنه وضع شرطا واحدا ووحيدا، وهو ان تحظي بسيشه بكل ما ترغب علي ان تظهر ثقتها التامه بزوجها ولا تنظر الي وجهه علي الاطلاق، ولكنها  كانت تخشي ان تكون قد تزوجت مسخا.

وذات صباح، بينما كان زوجها نائما، انارت مصباحا، ورات الرجل الذي كان مستلقيا الي جانبها وهو ايروس (كيوبيد)، وكان يتمتع بجمال فريد، ايقظه نور المصباح، واكتشف ان المراه التي احب عجزت عن احترام رغبته الوحيده، واختفي عن الانظار، وعندما يئست من عوده رجلها، خضعت بسيشه الي سلسله من المهام فرضتها عليها افروديت (او فينوس)، وهي والده كيوبيد (او ايروس)، التي كانت تحسدها علي جمالها.

وكانت احدي هذه المهام، التخلي عن جانب من جمالها الي افروديت، وسيطر الفضول علي بسيشه، وارادت معرفه ما بداخل الصندوق الذي كان من المفترض ان يحتوي علي الجمال، ومجددا عجزت عن التعاطي مع اللغز، فقررت فتح الصندوق، ولم تجد الجمال وبدلا من ذلك وجدت وحشا نائما، الامر الذي تركها ساكنه بلا حراك، وكان كيوبيد غارقا في الحب ايضا، وكان نادما لانه لم يكن صبورا تجاه زوجته.

وتمكن من دخول القلعه وايقاظها من سباتها العميق بطرف سهمه ومجددا قال لها: "كنت علي وشك الموت بسبب فضولك"، يا له من تناقض كبير، سعت بسيشه الي الامن في المعرفه ولم تجد سوي النقيض، فذهب الاثنان الي جوبيتر، وناشداه ان يبقيهما متحدين الي الابد، ودافع جوبيتر عن قضيه العاشقين بحماسه ونجح في كسب تاييد فينوس، ومنذ ذلك اليوم، اصبحت بسيشه (التي تمثل جوهر الانسان) وايروس (الذي يمثل الحب) معا، وكل من لا يقبل هذا الامر ويحاول ايجاد تفسير للعلاقات الانسانيه السحريه والمكتنفه بالغموض، سيفقد الجانب الافضل من الحياه.

من الأساطير الأغريقية، وهي تعبر عن تحول المراه من كائن رقيق وديع الي اخر شديد القسوه والشراسه، الاسطوره معبره جدا، وتحكي عن ميديا، تلك الفتاه التي احبت شخصا من اعداء وطنها، وفي سبيل حبها خانت وطنها وباعته للاعداء، وساعدت حبيبها في قتل ابيها واخويها ثم هربت معه ليتزوجها وتقضي معه اوقات من المتعه واللذه وانجبت منه طفلين صغيرين.

ولكن مع الايام بدا حب هذا الزوج يقل، حتي كف عن الاكتراث لها ولم يعد يرمقها الا بكره واحتقار، وفي احد الايام علمت ميديا بنيه الغدر التي بيتها لها زوجها، بعد ان قرر الزواج من اخري، وان ميديا في نظره ما هي الا حقيره خانت اهلها ووطنها ولعنتها الالهه، وانها احقر من ان تظل زوجته، وانه سيتزوج من غيرها وياخذ الاطفال منها ويتركها هكذا ذليله، مثل كلاب الشوارع ولن يكترث لها احد.

فجن جنون ميديا، وقررت الانتقام من هذا الزوج الخائن، وفي اليوم التالي وقفت امام زوجها الذي كان يستعد للزواج من اخري، وذبحت امامه طفليها الصغيرين، لتري في عينيه دموع القهر والمراره، وليحرق الانتقام والحقد قلبها الاسود القاسي.

اذا اخذت من الغصن البان قوامه، ومن النسيم رقته، ومن الارنب وداعته، ومن الطاووس غروره، ومن الماس لمعته، ومن الصخر صلابته، ومن العسل حلاوته، ومن الثلج برودته، ومن النار حرارتها، ومن الافعي خبثها، سيكون هذا الخليط "المراه" كما صورتها الاساطير الهنديه، واذا كان الامر كذلك فما صورتها اذا في باقي الاساطير القديمه؟

تقول الاسطوره الاغريقيه، ان هيرا، زوجه زيوس، كبير الالهه، كانت تمتلك وحشا عزيزا الي قلبها هو "الارجوس" ذو العيون المائه، الا ان غيره هيرا وحدتها علي زيوس دفعاها لارتكاب حماقات جعلت زيوس يغضب عليها، فارسل من يقتل الارجوس، وحزنت هيرا عليه حزنا شديدا، ما جعلها تعلن الحداد، وعلي سبيل مواساه نفسها، نزعت عيون الارجوس المائه ورشقتها علي ذيل طاووسها العزيز، وهكذا فسر الاغريق سبب وجود هذه العيون علي ريش الطاووس، بانها عيون الارجوس.

تحكي الاسطوره عن شابه مسكينه اسمها ايكو، ورغم ان هذه الفتاه لم ترتكب ذنبا، عوقبت عقابا صارما، حيث يقال ان زيوس كان كثير المغامرت النسائيه، وكان يعشق فتاه جميله ولكن غيره زوجته هيرا عليه ومراقبتها المستمره له، جعلته لا يستطيع ان يدنو من حبيبته، لذا قرر ان يتخلص من مراقبه زوجته بخطه شريره، فارسل لها خادمه تُدعي ايكو، وهي فتاه كثيره الكلام، وبدات تجالس هيرا وتحكي لها قصصا من هنا وهناك لالهائها عما يفعله زوجها.

وتمر الايام وتدرك هيرا ان زوجها يخدعها، بفضل جاسوسها الارجوس ذو العيون المائه، فتقرر ان تعاقب ايكو وتحرمها من اجمل ما كانت تملك وهو لسانها، فحكمت عليها ان تسمع اي صوت، وتظل تردد اخر مقطع منه، وهكذا عاشت ايكو وحيده حزينه تردد ما تسمعه مع الرياح، وسُمي بعد ذلك تردد الصوت علي اسمها، ظنا من الاغريق ان ايكو هي التي تردد هذا الصوت وحدها في الرياح والصحاري والظلام.

في البدايه، نري النحات بيجالمون، عقد العزم علي ان يصنع تمثال لالهه الجمال، فينوس، وها هو يمسك بالمطرقه والازميل، ويتفنن في نحت الحجر المرمري الجميل، الذي اصر علي ان يفجر فيه كل مواهبه، وبعد ان فرغ من نحت التمثال نظر اليه بوله وهيام، ثم القي بالازميل، والقي بنفسه عند قدمي التمثال يقبلها ويغسلها، فقد احب بيجالمون التمثال الذي صنعه وهام به وراح لا يبرح قدمي التمثال يقبلها ويغسلها بدموعه ويشعل عندها البخور.

وراح بيجالمون يتعذب علي هذه الحاله الي ان عطفت عليه فينوس، ورقت لحاله فجعلت الحياه تدب في هذا التمثال وحولته الي فتاه جميله جدا تُدعي جالاتيا، ففرح بها بيجالمون جدا وتزوجها وهو ممتن كل الامتنان لفينوس صاحبه القلب الكبير، التي عطفت عليه وراح يقدم لفينوس في معبدها القرابين، ويشعل البخور لتبارك له زواجه السعيد.

تحكي الاسطوره قصه اميره رائعه الجمال، كانت محط اعجاب الجميع، ولكن احد لم يجرؤ علي طلب يدها للزواج، وبدافع الياس، طلب الملك مشوره الاله ابولو، وقال الاخير انه يجب ان تُترك بسيشه وحيده، علي قمه جبل، وقبل ان يطلع الصبح سياتي وحش ليقابلها ويتزوجها، اذعن له الملك، وقبعت الاميره طوال الليل في انتظار ان يقبل زوجها، وقلبها يرتعد خوفا، وجسدها يرتجف بردا، فاستسلمت للنوم اخيرا.

وعندما استيقظت وجدت نفسها في قصر جميل، وتحولت الي ملكه، كان زوجها ياتي اليها كل ليله ويتسامر معها، ولكنه وضع شرطا واحدا ووحيدا، وهو ان تحظي بسيشه بكل ما ترغب علي ان تظهر ثقتها التامه بزوجها ولا تنظر الي وجهه علي الاطلاق، ولكنها  كانت تخشي ان تكون قد تزوجت مسخا.

وذات صباح، بينما كان زوجها نائما، انارت مصباحا، ورات الرجل الذي كان مستلقيا الي جانبها وهو ايروس (كيوبيد)، وكان يتمتع بجمال فريد، ايقظه نور المصباح، واكتشف ان المراه التي احب عجزت عن احترام رغبته الوحيده، واختفي عن الانظار، وعندما يئست من عوده رجلها، خضعت بسيشه الي سلسله من المهام فرضتها عليها افروديت (او فينوس)، وهي والده كيوبيد (او ايروس)، التي كانت تحسدها علي جمالها.

وكانت احدي هذه المهام، التخلي عن جانب من جمالها الي افروديت، وسيطر الفضول علي بسيشه، وارادت معرفه ما بداخل الصندوق الذي كان من المفترض ان يحتوي علي الجمال، ومجددا عجزت عن التعاطي مع اللغز، فقررت فتح الصندوق، ولم تجد الجمال وبدلا من ذلك وجدت وحشا نائما، الامر الذي تركها ساكنه بلا حراك، وكان كيوبيد غارقا في الحب ايضا، وكان نادما لانه لم يكن صبورا تجاه زوجته.

وتمكن من دخول القلعه وايقاظها من سباتها العميق بطرف سهمه ومجددا قال لها: "كنت علي وشك الموت بسبب فضولك"، يا له من تناقض كبير، سعت بسيشه الي الامن في المعرفه ولم تجد سوي النقيض، فذهب الاثنان الي جوبيتر، وناشداه ان يبقيهما متحدين الي الابد، ودافع جوبيتر عن قضيه العاشقين بحماسه ونجح في كسب تاييد فينوس، ومنذ ذلك اليوم، اصبحت بسيشه (التي تمثل جوهر الانسان) وايروس (الذي يمثل الحب) معا، وكل من لا يقبل هذا الامر ويحاول ايجاد تفسير للعلاقات الانسانيه السحريه والمكتنفه بالغموض، سيفقد الجانب الافضل من الحياه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل