لودرات جهاز التعمير تدمر أحلام ألف أسرة فى سوهاج

محافظه سوهاج من المحافظات الطارده للسكان نظرا لانحصارها بين جبلين، كما ان الرقعه الزراعيه تقلصت بها بسبب اعمال البناء التي لا تتوقف،

بل ازدادت في اعقاب ثوره يناير بعد ان منيت البلاد بضعف الجهاز الامني في تلك الفتره، دون وازع من ضمير او خوف من رقيب، لذلك اتجه البعض الي الهجره الداخليه في القاهره والاسكندريه ومدن القناة، والي الهجره الخارجيه في ليبيا ودول الخليج، بينما اتجه البعض الاخر الي المناطق الجبليه لاستصلاح الأراضي، لكن «يا فرحه ما تمت خدها الروتين وطار».

ماساه حقيقه يعيشها ابناء مركز المنشاة المتاخم للظهير الصحراوي الغربي، حيث اتجهوا منذ ثلاثين عاماً لاستصلاح الاراضي، وبذلوا الجهد والعرق، بل اخذوا نساءهم واطفالهم واستاجروا العديد من ابناء مركزهم، وبداوا في عمليه الاستصلاح، وانفقوا في عمليه الزراعه كل ما يملكون بل استدانوا من البنوك ليتمكنوا من شراء ماكينات الري، التي تتكلف الواحده منها حوالي ربع المليون جنيه، ليعتمد عليها في عمليات الري حوالي خمسين فداناً، بل عندما ضاقت سبل العيش علي بعض ابناء المركز في الدول العربيه وخاصه ليبيا وضاقت عليهم انفسهم قرروا العوده، لينضموا الي اهلهم في كتيبه استصلاح الاراضي بالجبل الغربي، حالمين بمستقبل مشرق، تحدوهم الامال في توفير عيشه كريمه لاسرهم البسيطه، يريدون شيئاً واحداً من المطالب الرئيسه الثلاثه التي من اجلها قامت الثورات، فقط حياه كريمه، لكنهم فوجئوا في اعقاب شهر فبراير الماضي بسيارات ومصفحات ومدرعات ومسئولين يرتدون نظارات سوداء فظنوا ان بعض الارهابيين الذين يقومون بالتفجيرات ضد الوطن قد اختبئوا في تلك المناطق الجبليه المتاخمه لهم، وعندما اقتربوا منهم كانت الطامه الكبري، فقد بدات تلك المعدات في هدم احلامهم وامالهم لتقطف منهم ثمار الجهد والعرق، فاصبحوا يقلبون اكفهم علي ما انفقوا فيها وهي خاويه علي عروشها، وعندما سالوهم لماذا تفعلون ذلك رد عليهم كبيرهم الذي اعطاهم الامر بالهدم والتخريب انهم ينفذون القانون لانهم تعدوا علي املاك الدوله.

عاطف عبدالراضي، مزارع من قريه الخنانسه غرب، قال: بعض المزارعين حاول الاعتراض علي قرارات الازاله فكان نصيبه التهديد من قبل المسئولين باصطحابه الي مركز الشرطه، فقمت بالتوجه الي مركز شرطه سوهاج وحررت المحضر رقم 1083 لسنه 2015 واختصمت فيه رئيس الوحده المحليه بالمنشاه ورئيس مدينه سوهاج الجديدة، مضيفاً بان المسئولين السابقين وضعوا حدودا لنا مرتبطه بمنطقه الحزام الاخضر ولم نتجاوزها بل التزمنا بها، فلماذا تركونا نعمر ونستصلح لمده تزيد علي عشرين عاما؟

ويضيف السيد خاطر من قريه الكوامل قبلي: باننا فوجئنا اثناء خروجنا من صلاه الجمعه اخر فبراير بمعاول الهدم تقتلع ماكينات الري والغرف المبنيه بالطوب اللبن، مما ادي الي هروب مواشينا في الجبل بعد ان قامت اللوادر والكراكات باعمال الهدم، ويشير احمد هارون من قريه اولاد هارون: الي ان معظم المزارعين المستصلحين لا يملكون سوي تلك الاراضي المستصلحه وانهم علي استعداد لتملكها مقابل المبالغ المقننه في هذا الشان.