المحتوى الرئيسى

تخيّل لو كنت «جزمة»!

03/08 01:43

رقصَت مع الامير وفرحَت واحبّها هو حتي اقتربت عقارب الساعة من الثانيه عشره، فتركَته وجرَت لتعود لحياتها البائسه كما اتفقت مع الساحره الطيبه (هوّ دايمًا بيبقي فيه فصلان كده في الساعات الحلوه)، ولكنها تركت وراءها حذاءً. ولان الامير «له قرايب مهمين» استطاع ان يلفّ البلد كله حتي وجد السندريلا صاحبه الحذاء الذي لا يتشابه مقاسه مع مقاس اي حذاء لفتاه اخري من البلد لان «المخرج عايز كده». كان الحذاء هنا في تلك القصه الخياليه سببًا للسعاده المُنتظره.

المعروف انه كان اعتراضًا علي العدوان الثلاثي علي مصر، ولكن مصادر تقول انه كان اعتراضًا علي تنديد الفلبين بسياسات الإتحاد السوفييتي الذي لم يسمح به رئيس الاتحاد حينها نيكيتا خروتشوف. ايًّا كان سبب الاعتراض، ولكن تصور ان رجلاً روسيًّا اسمه خروتوشوف (اسم يخوّف كانه اسم سلاح) غاضب الوجه ينزع حذاءه ويخبط به علي مائده اجتماع الامم المتحده ليوضّح مدي اعتراضه.

بعد الغزو وبعد الحرب وبعد الكذب وبعد القتل وبعد التشريد وبعد التدمير وبعد الاهانات، جاء بوش لزياره العراق في نهايه فترته، وتم عقد مؤتمر صحفي لاقرار الاتفاقيه الامنيه. وكان الصحفيون يجلسون يسالون ويستمعون في ادب القرود المعتاد، ثم فجاه وفي اخر المؤتمر قام منتظر بالقاء زوجَي حذائه نحو الرئيس الامريكي، وتماسك الرئيس كالطفل الرخم اللي لما تضربه يقول لك برضه ماوجعتنيش .

المهم، لو حاولت القراءه عن منتظر الزيدي لن تجد له انجازا شديد التميز كصحفي، لن تجد اي عمل مميز سوي قذف بوش بالحذاء كردّ ارضَي اغلب العرب.

حكت لنا مدرّسه اللغه العربيه في الصف الثاني الابتدائي قصه نتعلم منها الرفق بالحيوان بعد ان رات طالبًا يحاول ان يؤذي قطه في اثناء الفسحه، وهي القصه المبنيه علي حديث له روايتان: روايه بطلها رجل، واخري بطلتها مومس. وهي ان رجلاً (او مومسًا) راي كلبا يلهث من العطش، فنزع حذاءه وملاه بالماء وسقاه، فدخل الجنه (او غفر الله للمومس ودخلت الجنه).. ايًّا كان، رجلاً او مومسًا، وايًّا كان مدي ايمانك بالاديان، لكنها قصه فيها الحذاء كان وسيله للرحمه.

منذ عامين، في برنامج لطوني خليفه رايت ضيفًا لا اعرف اسمه يتناقش مع شيخ سلفي اشتهر بصريخه هاتولي راجل ، وفي احتدام النقاش وتضارب الاراء قال الشيخ محمود شعبان للضيف: والله ليا حذاء البسه ، في اشاره الي انه هيقوم يديله بالجزمه . وردّ الضيف: ده انا هامرمطك .

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل