'عبد الله بن أم مكتوم' صحابي لم ير الرسول.. عانى بطش قريش.. ونزلت في شأنه آيات قرآنية

عبد الله بن ام مكتوم قرشيٌّ مكيٌّ، من مكه المكرمة، فهو مهاجر، تربطه بالرسول (صلي الله عليه وسلم) رحم، فهو قريب من اقرباء النبي (صلي الله عليه وسلم)، فقد كان ابن خال ام المؤمنين خديجة بنت خويلد رضوان الله عليها، اما ابوه فقيس بن زائد، واما امه فعاتكه بنت عبد الله، وقد دُعيت بام مكتوم، لانها ولدته اعمي مكتوما.

شهد عبد الله بن ام مكتوم مطلع النور في مكه، فشرح الله له صدره للايمان، وكان من السابقين الي الاسلام، وعاني من قريش ما عاناه اصحابه، وبلي من بطشهم وقسوتهم فما لانت له قناه.

واطلق عليه الصحابي الذي لم ير الرسول (صلي الله عليه وسلم) اذ انه ولد اعمي، وهو من نزل في شانه قران يُتلي الي يوم القيامه نزل به جبريل الامين علي قلب النبي (صلي الله عليه وسلم) بوحي من عند الله، وعُوتب فيه النبي (صلي الله عليه وسلم)من فوق سبع سموات من قِبَل الله عز وجل، وذلك لموقفه مع الرسول، اذ وقف الوليد بن المغيره مع الرسول (صلي الله عليه وسلم) يكلمه وقد طمع في اسلامه، فبينما هو في ذلك اذ مر به ابن ام مكتوم الاعمي، فكلم رسول الله (صلي الله عليه وسلم) وجعل يستقرئه القران فشق ذلك منه علي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) حتي اضجره، وذلك انه شغله عما كان فيه من امر الوليد وما طمع فيه من اسلامه، فلما اكثر عليه انصرف عنه عابسا، وتركه فانزل الله تعال فيه "عَبَسَ وَتَوَلّي اَنْ جَاءَهُ الاَعْمَي الَي قَوْلِهِ تَعَالَي: فِي صُحُفٍ مُكَرّمَهٍ مَرْفُوعَهٍ مُطَهّرَهٍ"، اي انما بعثتك بشيرا ونذيرا، لم اخص بك احدا دون احد.

وكان رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يستخلفه علي المدينه المنوره في غزواته فيصلي بالناس ويرعي شئونهم، وقد استخلفه ثلاث عشره مره في الابواء وبواط وذي العشيره، وغزوته في طلب كرز بن جابر، وغزوه السويق، وغطفان، وفي غزوه احد، وحمراء الاسد، ونجران، وذات الرقاع، وفي خروجه الي حجه الوداع، وفي خروجه الي بدر.