المحتوى الرئيسى

دنيا وطرفة: للحكاية تتمّة

03/06 02:12

دنيا اسعد سعيد، الشابه السوريه التي ضامتها الحياه، صاحبه النّخوه، ورفيقه المتعبين، الثّرثاره والطّيبه والفضوليه و «اخت الرجال»، تُشكّل نموذجاً درامياً غير قابل للتكرار، لكنّه قابل للاستنساخ ضمن قراءهٍ موضوعيه لشرطيّ الزمان والمكان... وعليه فقد اعلنت شركه «غولدن لاين» للانتاج الفنيّ والتوزيع ادراجها للجزء الثاني من مسلسل «دنيا» علي خريطه انتاجها لموسم الدراما في العام 2016.

يصحّ القول انّ الجزء الثاني من العمل الشهير، صاحب جمهورٍ مسبق الصّنع. وتنهمك الممثله أمل عرفة حالياً بكتابته، بالشراكه مع سعيد حناوي. وقد صار المشروع، رسمياً، في عهده المخرج زهير قنوع. وتبدا احداث الجزء الجديد من نقطه انتهاء احداث الجزء السّابق، من دون وجود قفزهٍ زمنيّه بينهما، فنشــاهد طُرفه مــتزوّجه من محروس ابن ضيعه بين القصرين مســقط راس دنيا. وتدور الحكايه الرئيسه في دمشق، علي خلاف ما اشيع من انباء عن تصوير المسلــسل في بيروت. مع العلم انّ تجاوز احداث «دنيا» للحــدود السوريّه سوف يكون لضروراتٍ دراميّه بحــته، تتعلّق برصد اوضاع المهجّرين السّوريين في لبنان. ويقوم العمل تمثيلياً علي رافعه امل عرفه/ شكران مرتجي، اضافهً الي نجومٍ كُثر يحلّون ضيوفاً متتابعين علي حلقاته.

يعدّ الجزء الاوّل من العمل العلامه الفارقه في تاريخ امل عرفه، اذ انّها قدّمت من خلاله، وبالتعاون مع شكران مرتجي، واحدهً من ابهي تجليّات كوميديا الشّراكات عربياً. ومعهما صارت شخصيتا دنيا اسعد سعيد وطُرفه العبد، جزءاً اصيلاً من الذاكره الدراميه للمشاهد العربيّ.

لطالما كانت الثنائيات الدراميّه صنفاً رائجاً وجماهيرياً للغايه، خصوصاً في الكوميديا. استعراض بعضها قد يذكّر بنجاحاتٍ خالده بدءاً من ثنائيّه «لوريل وهاردي» لصاحبيها ستان لوريل واوليفر هاردي بين عامي 1927 و1951، مروراً بالصراع الوجودي في «توم وجيري» منذ العام 1940 وحتي الان... لينسحب الامر لاحقاً علي الدراما العربيّه بعامّه، والسّوريه منها بخاصّه.

البحث في ثنائيّات الدراما السّوريه يقودنا، تلقائياً، نحو النموذج الاصيل الاوّل غوّار الطوشه وحسني البورظان، والذي صنع من خلاله الممثل دريد لحام مع الرّاحل نهاد قلعي واحدهً من النديّات الراسخه في ذاكره الصّنعه. فلم تقف شراكتهما عند عتبه العمل الواحد، بل جري استنساخ النجاح في مسلسلاتٍ وافلام كثيره نذكر منها «ملح وسكّر»، و «حمّام الهنا»، و «صحّ النوم» وغيرها...

كرّت سبحه الثنائيّات الدراميّه فيما بعد وصولاً الي مسلسل «ضيعه ضايعه» (نصّ ممدوح حماده، اخراج الليث حجّو)، الذي يقدّم واحده من اطرف واصدق ثنائيّات الدراما السّوريه، والحديث هنا عن الجارين جوده ابو خميس واسعد خرشوف. سوف يظلّ هذان الاسمان الافتراضيان في ذاكره المشاهد العربيّ ما عاش الفنّ، نظراً لما انضوت عليه حكايتهما من حرفيه وتضاد وطرافه قصصيّه، مضافاً اليها الاداء المُتقَن لباسـم ياخور والرّاحل نضال سيجري.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل