المحتوى الرئيسى

العثمانيون في ذاكرة فيينا

03/05 12:57

وعلي زاويه اخري تمثال فارس عثماني يقال انه بلغ اقصي نقطه توغّل خلال الحصار، كما تصوِّر جداريه في شارع طابور وقائع الحصار العثماني الثاني وكتابات متصله به.

كما يظهر تمثال لناقل البريد كوليشيتسكي الذي اسهم في تزويد النمساويين بخدمات استخباريه خلال الحصار الثاني، ثم اصبح اول صانعي القهوه في فيينا مستخدما ما خلّفه العثمانيون وراءهم من حبوبها.

ولم تكن القهوه وحدها ما دخل النمسا عن طريق العثمانيين، حيث اقتبست فطيره التفاح النمساويه الشهيره من البقلاوه التركيه باستخدام اسلوب تحضير مشابه مع حشوها بالتفاح بدل المكسّرات.

امّا خارج فيينا، فتحضر ذكريات الاتراك وقواتهم في بلدات نمساويه عده، معززه بكثير من القصص الشعبيه والاساطير والحكايات عن تلك المرحله.

وتضم بعض متاحف فيينا اقساما خاصه بالتاريخ العثماني، تظهر فيها لوحات تصوّر معارك الزمن الغابر واخري لشخصيات عثمانيه اسهمت في الاحداث، علاوه علي بعض ما غنمه النمساويون من الجيوش العثمانيه.

وترجع جذور اتصال النمسا بالشرق الاسلامي الي اربعه مراحل: المرحله الاولي كانت مع الحروب الصليبيه، حيث شاركت جيوش النمسا في الهجوم علي ساحل الشام، ويعود العَلم النمساوي الذي يشتمل علي خطين احمرين يقطعهما خط ابيض عرضاً الي تلك الفتره.

وجاءت المرحله الثانيه مع الحمله العثمانيه الاولي، حيث حاصر العثمانيون فيينا في سبتمبر/ايلول 1529 ولم يتمكنوا من فتحها بسبب الشتاء القاسي ونقص المؤن.

ويذكر الدكتور محمد حرب في كتابه "العثمانيون في التاريخ والحضاره" ان السلطان سليمان شنّ حمله تاديبيه ضد ال هابسبورغ عام 1632 لكن الاخيرين لم يخرجوا لمواجهته.

ثم كانت المرحله الثالثه مع الحمله العثمانيه الثانيه عام 1683 وانتهت بهزيمه العثمانيين، وبعد هذا التاريخ بدا النفوذ العثماني بالتراجع عن شرق اوروبا.

ويوضح كتاب "النمسا.. حقائق وارقام" الصادر عن دار الصحافه الفيدراليه في فيينا عام 1993 ان الانتصار علي العثمانيين خلق شعوراً جديداً بالحياه، وتم تشييد المباني الرائعه كالقصور والكنائس والاديره في الفتره المعروفه بعصر الباروك، الذي تميز في النمسا بالاقبال علي مباهج الحياه الي جانب التدين العميق.

وجاءت المرحله الرابعه والاخيره مع انتزاع النمسا البوسنه والهرسك من الدولة العثمانية بعد مؤتمر برلين عام 1878، حيث اخذت السلطات النمساويه انذاك تلتفت الي حاجات المسلمين، فاقامت مسجداً في فيينا، بعدها تبرع القيصر فرانس يوسف الاول بمبلغ 25 الف غولدن لانشاء مسجد، لكنّ انحلال الامبراطورية النمساوية بعد الحرب العالميه الاولي اعاق تحقيق المشروع.

ويؤكد الخبير في الشؤون الاوروبيه حسام شاكر -في حديثه للجزيره نت- انّ "تاريخ التواصل بين الامبراطوريه النمساويه والسلطنة العثمانية لا يمكن اختزاله بمحطات الحصار والمواجهه، لكنّ بعض الحكايات والاغاني الشعبيه النمساويه الموروثه ضخّمت الوعي بالصراع علي حساب القيمه الثقافيه في التبادل" بين الجانبين خاصه بعد اخفاق حصار فيينا الثاني سنه 1683، الذي ازاح الاتصال العسكري لصالح حاله جديده من التفاعل.

واوضح شاكر انّ الاحتفاظ ببعض تذكارات الحصارين الاول والثاني وابرازها في جنبات فيينا جاء من باب الحفاظ علي ذاكره المدينه، لكنّ الموروث الثقافي تشبّع ببعض القوالب النمطيه عن المسلمين والاتراك.

وكان الاكاديمي البوسني الراحل اسماعيل باليتش يري انّ السياسه الثقافيه النمساويه في البوسنه والهرسك شجعت الثقافه العربيه علي حساب العثمانيه.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل