المحتوى الرئيسى

م الآخر| رحلة سقوط أمة "اقرأ"!

03/05 01:48

مرت سنون عاش فيها المغرب الاقصي، تحت امره سلطه متطرفه دينيًا، تدعي الحكم الإسلامي، ومر عامًا بعد عام، وجهل ينخر في عقول كانت مناره العالم، ليحولها من العلم للجهل والتطرف والكراهيه، فما يشهده الوطن العرب في الوقت حالي من ادعاء الحكم الديني لم يكن امرًا جديدًا في ربوع امه نسيت اول ما وجه اليها في كتاب الله الكريم "اقرا".

نجحت دولة الموحدين التي اسهها احمد بن تومرت، في شمال افريقيا، في عإم 1121 ، في تشويه العقليه العربيه لتتحول من العلم للجهل، وصبغ اتجاهاتهم الفكريه بتشدد وكراهيه، شوهت الدين ودمرت العلم.

وجاء الخليفه ابو يعقوب يوسف المنصور.. ذلك الرجل الذي رفض كل ما هو "فاسد" من فكر بن تومرت، فلم يقتنع كثيرًا بافكار من سبقوه في الحكم، ليصرح جهرًا بعدم عصمه ابن تومرت، مؤسس الدوله، ماحيًا الباطل من دعوته، بعد مرور نصف قرن من الزمان.

واحرق المنصور، كل ما وقع تحت يديه من مؤلفاته، وكتبه، كما انشغل بتوسيع رقعه دولته ولم يتوانَ عن الاهتمام بالمحدثين، ووفر لهم ما يحتاجون لتبليغ رسالتهم، واحتضان الفلاسفه مثل ابن الطفيل، وابن رشد، واعطائهم المكانه اللائقه بهم.

ورغم محاولاته.. كان الجهل تفشي في عقول امه "اقرا"، فلم يرضَ اهل البلاد بالعلم منهجًا وبالتفكير مصباحًا، ولم ترضَ الغالبيه العظمي من شعبه عليه، واندلعت الثورات الرافضه لكل ما هو جديد لابعاد ابن رشد عن شؤون البلاد، وان اختلف ذاك المشهد مع المشهد الحالي في طريقه عرضه، الا ان العرب "صناع العلم" نشروا علي شاشاتهم في الالفيه الثالثه "حريق كتب".

حرق "داعش" كتبًا ليست الاهم في عصور الازدهار، وانما كان نبراسًا خافتًا في ربوع وطن ترك علمه وعَلمه، وصار كالقطيع المشتت بلا قوي، فاتت "داعش" تستبيح ما هو مباح منذ عقود، استغلت فراغ العقول لتضع في فراغها سموم.

وتاريخيًا.. رغم احتضان الحاكم للعلم، حرق الشعب "الكتب"، في مشهد درامي كما فعل التتار، احرقوا منابر الفلسفه العربيه وهم لا يدركون مدي جرمهم، في اعتقاد منهم بانتصارهم في رافضين النهوض، وكان افكار بن تومرت تغلغلت حتي وصلت الي العقول فتحول الامر من الابيض للاسود، ولا مجال للتقدم، فنكل به، من شعب جرت عادته علي وقف العقل، ومنع التدبر في الدين، ولو كلفهم جهلهم حياتهم، الي ان مات هو وخلف علم ينتفع به، رغم عنهم.

وجاء "العقاب" بعد ان توالت الثورات، ووهنت الدوله، وضعفت، فاودت بحكم الموحدين، ويلخص اسم المعركه اسبابها ونتائجها، فهي بدايه النهايه للوجود الاسلامي بالاندلس .

وظهرت قبائل بنو مرين، كقوه لا يستهان بها، وتوالت انتصاراتهم امام جيوش الموحدين، حتي نجحوا بالفعل في اسقاط دوله الموحدين في مراكش 1269، اخر معاقلهم، لتقوم دوله اساسها حريه الاعتقاد "المرينيون"

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل