المحتوى الرئيسى

في إسرائيل: العنصرية تبدأ من المناهج الدراسية

03/04 15:42

“ان شمعون الطيب اهدي صديقه العربي في ليله زفافه قطعه من الصابون فما كان من العربي الا ان اكل قطعه من الصابون واطعم عروسه والحاضرين وهنا تدخل شمعون قائلا: هذه ليست قطعه حلوي وانما صابون لازاله قذارتك واوساخك”.

واحده من اشهر القصص في المنهاج الاسرائيلي الذي يدرس في المدارس، وهي نتيجه طبيعيه لجهاز تعليمي في دوله الاحتلال خضع منذ بداياته لاسس ايديولوجيه متمثله في المعتقد الصهيوني، وذلك من خلال الاستعانه بالنصوص الدينيه المستمده من التوراه، والتي تهدف الي تبرير هذا الاحتلال لوجوده منذ عام 1948 وحتي اليوم.

ما هي مصادر واهداف التربيه والتعليم في دوله الاحتلال الاسرائيلي؟

التربيه الاسرائيليه هي احدي الاسس التي ترتكز عليها دوله الاحتلال في بناء اجيالها الناشئه لتكون قادره علي تحقيق الهدف الصهيوني الاول وهو “اقامه الدولة اليهودية النقيه” علي “ارض إسرائيل الكبرى”.

فالكتب التي تشكل المصادر الاساسيه للتربيه عند هذا الاحتلال هي: كتب العقيده الصهيونيه وفي مقدمتها العهد القديم «التوراه والانبياء والمكتوبات» وكتب الشراح والمفسرين من الحاخامات كالتلمود (المشنا والجمارا) والمدارش والهلاخا والهجدا.

ويضيف الباحثون علي تلك المصادر، مؤلفات مؤسسي الصهيونيه الاوائل ومن هذه المؤلفات علي سبيل الحصر: كتاب «روما والقدس» لموس هس (1875 ـ 1912) وكتاب «التحرر الذاتي» لينسكر رئيس جمعيه محبي صهيون (1891 ـ 1921) وكتاب الدوله اليهوديه لهرتزل (1860 ـ 1904).

يقول الباحث في الشؤون الاسرائيليه “صالح لطفي” ان يهوديه التوجه التربوي منذ قيام اسرائيل تعتمد علي قانون التعليم للدوله العبريه في عام 1953، والذي تنص الماده الثانيه منه علي “ان التعليم في دولة إسرائيل يجب ان يرتكز علي قيم الثقافه اليهوديه والولاء لدوله اسرائيل والشعب اليهودي، والعمل علي تحقيق مبادئ الرياده في العمل الطلائعي الاسرائيلي”، واضاف لطفي ان: “الاسرائيليه تبدا باستحضار تاريخ اليهود المليء بالماسي بدءًا من السبي البابلي ودمار الهيكل الاول، مرورًا بالمواجهات مع اليونان، وانتهاءً بخراب الهيكل الثاني والسبي الروماني وحتي الهولوكست، لافتا الي الشعار الاساسي عند الادباء اليهود “لا ننسي.. ولن نغفر” لكي تبقي الاحقاد متواليه جيلا بعد جيل.

كيف قدم المنهاج الاسرائيلي صوره العربي؟

“العرب بالنسبه لي هم شيء لا يمكنني رؤيته ولا تحمله. واذا امكنني خلال خدمتي العسكريه ان اطلق النار علي احدهم، فانني لن افكر مرتين. وانا مستعده لان اقتل بيدي هاتين احدًا ما، وهذا سيكون عربيا”، هذا ما قالته تلميذه اسرائيليه في الصف العاشر، حيث تُحشَي كتب المنهاج الاسرائيلي بعبارات التحقير والاوصاف غير الانسانيه المتوحشه لغرس العنصريه في نفوس هؤلاء الاطفال.

فهناك اكثر من 1500 كتاب من عده اصناف بين يدي الناشئه اليهود تمثل ما لا يمكن وصفه من فوقيه واستعلاء لكل ما هو عربي ومسلم، حيث يمكن العثور علي هذه الكتب في كل شارع ومكتبه، في اي مدينه او مستوطنه، ففي كتاب “صور من حياه المدرسه” للباحثين الاسرائيليين د.عيدان يارون والبروفسور يورام هارباز يتضح ان كراهيه العرب هو امر يتم التعبير عنه بشكل اساسي ومتكرر يوميًا بين الفتيه، وتحول الي عنصر هام في هويتهم، والاستنتاج الاخر من الكتاب هو “مدي عدم قدره جهاز التعليم، وعدم رغبته ايضا، في معالجه قضيه العنصريه”.

ففي دراسه اجراها البرفسور ادير كوهين علي شريحه عمريه لتلامذه اسرائيليين تتراوح اعمارهم من 10-13  لمعرفه انعكاسات شخصيه العربي لديهم وبلغ عددهم 250 يظهر ان اكثر من 75% من التلاميذ افادوا ان العربي خاطف للاطفال والمخرب والمجرم، بينما 80% وصفوه بان له ذيلًا وشعره اخضر وله ندبه بوجهه ويلبس الكوفيه ويعيش بالصحراء ويرعي البقر، ويتضح ان 90%- من الاطفال يرون ان لا حق للعربي في البلاد ويجب قتلهم وترحيلهم عنها، والغالبيه تري ان اسباب الصراع راجع لاقدام العرب علي قتل اليهود ورميهم بالبحر.

 وفيما يتعلق بتشويه الاسلام والفتوح الاسلاميه، يؤكد الباحثون انه من بين الاسس التي تعتمدها الصهيونيه في تربيه الناشئه اليهود هي تشويه الدعوه الاسلاميه والفتوح الاسلاميه في الكتب المقرره التي يصدرها مركز المناهج التعليميه في وزاره المعارف الاسرائيليه.

ماذا عن صوره الفلسطيني علي وجه التحديد في المنهاج الاسرائيلي؟

شكل المنهاج الاسرائيلي في اذهان اطفاله ارضيه ثقافيه تربويه كونت وبلورت سياستهم الارهابيه الاجراميه ضد الشعب الفلسطيني، وجعلَ ارتكاب مذبحه جماعيه ضد اطفال او نساء او رجال فلسطين امرًا سهلًا بل ان من يقتل الانسان الفلسطيني لا يؤثم ، بل يثاب، وذلك بناء علي ان العديد من الادبيات لكبار الحاخامات اليهود يدلون فيها بفتاوي تشرع “قتل الانسان العربي بلا رحمه”.

فالفلسطينيون في هذا المنهاج هم من الدرجه الثالثه او حتي الرابعه، بل ان الفلسطيني مجرد حيوان. كما ان الفلسطيني “لا يقتل الا العزّل من الاطفال والنساء والشيوخ، فهم جبناء لا يجرؤون علي مواجهه الجنود الرجال. كما ان العربي لا يعرف الرحمه ولا الشفقه، فالقتل والاجرام غريزه وهوايه عنده، حتي اصبح يشتهي لون الدم”، – وعلي حد قولهم – “ان العرب باغتوا اليهود واعتدوا عليهم كالحيوانات المفترسه وسلبوا ممتلكاتهم، بما فيها المدارس والمعابد الدينيه، ولم تسلم النساء والفتيات من اغتصابهم لاشباع رغباتهم”.

ويشير د.مصطفي رجب العميد الاسبق لكليه التربيه جامعه سوهاج ان ادب الاطفال العبري قد رسخ في نفوس الناشئه اليهود مشاعر القلق والتوتر والخوف من المستقبل المجهول، فالفلسطينيون في نظر الطفل اليهودي اشرار متعطشون للدماء، وهم يحرقون الغابات ويجرحون الاطفال بالحجاره، ويؤكد”رجب” علي ان ادب الطفوله اليهودي كان الاساس في تخطيط السياسه العنصريه التي انتهجتها الحكومات المتعاقبه في اسرائيل منذ قيام الدوله اليهوديه علي ارض فلسطين عام 1948م.

هل تسببت هذه المناهج في تنامي العنصريه الاسرائيليه تجاه الشعب الفلسطيني؟

يقول المختصون ان سلوك قوات الاحتلال في الارض المحتله واعمالها الاجراميه من قتل ونهب للاراضي، واعتقالات، وحصار، مرتبطه بشكل عضوي بالمفاهيم التعليميه والتربويه التي نشا وتربي عليها هؤلاء الجنود.

ويؤكد المؤلف خالد ابو عصبه في كتابه “جهاز التعليم في اسرائيل” ان جهاز التربيه والتعليم في اسرائيل لا زال الوسيله الاولي والاهم التي استخدمت لتحقيق اهداف الصهاينه، ومدي مساهمته في خدمه الاستيطان والاحتلال. بل ان هذا الجهاز عزز تنميه النزعه القوميه اليمينيه لدي الطلبه، فاحد المصادر الهامه التي وجهت جهاز التعليم العبري هو المصدر الديني، باعتمادها اعتمادًا كبيرًا علي الدين من اجل تشكيل اجيال مشبعه بتعاليم التوراه والتلمود، وان هذا المصدر استغل من قبل الحركة الصهيونية لمصلحه مشروعهم السياسي.

ويؤكد المسئول والكاتب الفلسطيني عيسي قراقع وجود علاقه مترابطه بين المناهج التربويه الاسرائيليه واشتداد حده الصراع واستمرار الحروب، ويعقب بالقول : “ان مفهوم السلام في هذه المناهج ظل غائبًا عن عقول الطلبه “اليهود” لتحل محله النزعه القوميه والعنصريه، والتوجهات العسكريه، والتعصب الديني والايديولوجي والغاء الاخرين”.

كما يقول قراقع ان النظام المدرسي والثقافي والكتب الدراسيه الاسرائيليه استخدمت سلاحًا فعالا في يد الدوله في عمليه بناء ذاكره جماعيه، وحتي اختراع ماضٍ للامه يحتوي علي الاساطير والرموز، وكل ما هو مشترك كذاكره توفر الخرائط وقيمٍ تضع الحدود بين “نحن” و”هم”.

كيف يتخرج الضباط والجنود الاسرائيليون من اجل تطبيق الانتقام؟

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل