المحتوى الرئيسى

أوقات اختبار مرض ألزهايمر

03/04 13:26

يُعَد مرض الزهايمر السبب الاكثر شيوعاً للخَرَف واحد اكثر اشكال الخلل والاضطراب اثاره للخوف. وبحلول عام 2050، سوف يبلغ عدد المصابين بهذا المرض 135 مليون شخص في مختلف انحاء العالم، بزياده ثلاثه اضعاف عن عددهم اليوم، وسوف تكون ثلاثه ارباع الحالات في البلدان المنخفضة والمتوسطه الدخل. ويشكل توقع ظهور مرض الزهايمر -ناهيك عن منعه او علاجه- تحدياً هائلا.

وتم تحديد هذا المرض قبل اكثر من قرن من الزمان من نتائج تشريحيه اظهرت اصابات مميزه في الدماغ تسمي "الصفائح النشويه". وتشخيص هذا المرض بين الاحياء اكثر صعوبه. فالاطباء يعتمدون علي ملاحظه فقدان الذاكره، وغير ذلك من اشكال عجز التفكير مثل الاستنتاج المنطقي او فهم اللغه، وهي اشارات تدلل علي وجود الصفائح النشويه في الدماغ. ولكن اي علاج لا بد ان يقدَّم قبل ان تتشكل هذه الصفائح، وقبل اعوام من ظهور اعراض الخَرَف.

وقد يكون التنبؤ بظهور الزهايمر اكثر احتمالاً اذا توفر للعلماء الوقت والموارد لاجراء دراسات بعيده المدي لسنوات عديده. ومن الناحيه المثاليه تشمل هذه الدراسات الدم والتصوير والذاكره وفحوصات طبيه اخري، فضلاً عن استبيانات مفصله لنمط الحياه يجيب عنها الالاف من الشباب ومتوسطي العمر. ولابد من متابعه المشاركين في الدراسه علي مدي عقود من الزمان لتحديد من منهم اصابه المرض، واي الفحوصات كانت ايجابيه قبل تشخيص الزهايمر.

والواقع ان دراستين شهيرتين، وهما دراسه فرامنغهام هارت في ماساتشوستس ومشروع كنغز هولمن في السويد، قد احرزتا تقدماً كبيراً في التنبؤ بالمرض، فقد وجدتا ان الذاكره القصيره الامد قد تضعف لمده قد تصل الي عشر سنوات قبل تشخيص الزهايمر. ومنذ ذلك الحين تم احراز تقدم كبير في وسائل تصوير الدماغ، والتحليل الكيميائي البيولوجي، وربما الاكثر اهميه الفحص الجيني.

والواقع ان خطر الاصابه بالزهايمر يتضاعف اذا كان احد الوالدين او الاشقاء مصاباً به، وربما يرجع هذا بشكل كبير الي وجود الجين (ApoE). ويتضاعف الخطر ثلاث مرات بين الاوروبيين الذين يرثون نوعاً معيناً من هذا الجين، والذي يسمي (ε4). ووراثه نسختين من (ε4) من شانها ان تزيد الخطر الي ما يقرب من عشره اضعاف.

ولكن الفحص الجيني وحده من غير المرجح ان يكون مؤشراً دقيقا، لان نحو نصف من يعانون من الزهايمر لا يحملون الجين (ε4) وربما لا يصاب بالمرض نصف هؤلاء الذين يحملون الجين (ε4).

علاوه علي ذلك، وبرغم ان دراسات دوليه اجريت علي اكثر من سبعين الف شخص وجدت اكثر من عشرين جيناً اخري مرتبطه بالزهايمر، فان تاثير هذه الجينات بسيط للغايه.

غير ان احدي الدراسات الرائده عام 2012، والتي نشرت بمجله نيو انجلاند الطبيه، حللت طفره جينيه نادره وجِدَت في خمسمائه اسره فقط في مختلف انحاء العالم، والتي ربما تؤدي للاصابه بالزهايمر قبل سن الخمسين. وقد اظهرت الدراسه اي الفحوصات كانت قادره علي التنبؤ بالنتيجه بشكل اكثر دقه قبل حدوث المرض.

وقد اصبحت هذه الاختبارات الان جزءاً من ممارسه سريريه، وهي متاحه تجاريا. ومن الممكن ان تكشف اختبارات الذاكره وغيرها من الاختبارات الادراكيه ما اذا كان شخص ما يعاني من مشاكل بسيطه مع بعض جوانب التفكير، وهي الحاله المعروفه باسم "الضعف الادراكي المعتدل" والتي تسبق ظهور الزهايمر.

والمشكله ان هذه الاختبارات لابد ان تدار بواسطه متخصص متمرس في الطب العصبي النفسي، وهي تستغرق اكثر من ساعه حتي تكتمل، وعلاوه علي ذلك فان العديد من المصابين بالضعف الادراكي المعتدل لا يصابون بالخرف.

وقد تساعد عينات السائل الدماغي الشوكي الماخوذه عن طريق البذل القَطَني في التنبؤ بمن من المصابين بالضعف الادراكي المعتدل سوف تتطور حالتهم الي الخرف بدقه تزيد علي 80%، ولكن هذا يعني التشخيص الخاطئ لمريض واحد من كل خمسه. والواقع ان المسح بالتصوير المقطعي باصدار البوزيترون اقل دقه بعض الشيء، في حين قد يُظهِر مسح الدماغ بالتصوير الروتيني بالرنين المغناطيسي، وربما بدقه لا تزيد علي 70%، تشوهات دقيقه في الاشخاص الذين يعانون من الضعف الادراكي المعتدل.

ولهذا، لا يزال العلماء يبحثون عن اختبار تنبؤي دقيق وارخص واسرع واقل "عدوانيه" من المسح بالتصوير المقطعي باصدار البوزيترون او البذل القَطَني. وهذا العام، يبدو ان بعض الدراسات لاختبارات الدم تنبات بالزهايمر قبل سنه الي ثلاث سنوات من حدوثه، ولكن الاختبارات معقده وتتطلب قياس عشر مواد او اكثر.

واياً كانت طرق التنبؤ التي يستخدمها الاطباء علي مدي السنوات القليله المقبله، فانها ربما تمكنهم من ابلاغ المرضي المصابين بالضعف الادراكي المعتدل عن فرص اصابتهم بالزهايمر في الامد القريب.

أهم أخبار صحة وطب

Comments

عاجل