المحتوى الرئيسى

"سميرة موسي".. الحلم الذي قتلوه

03/03 15:58

امراه برز اسمها وسط مجتمع ذكوري، حيث كان تواجد النساء في الحياه العامه وخارج نطاق المنزل محدود للغايه، فكسرت هي كل ذلك، ولمعت وبرز اسمها داخليًا في مصر وعالميًا، فهي صاحبه لقب ميس كوري الشرق، واول اول عالمه ذره مصريه عربيه، وكذلك اول معيده في كليه العلوم بجامعة فؤاد الأول، جامعة القاهرة حاليا، هي سميرة موسي الذي قتلها طموحاتها النوويه.

ولدت موسي في مثل اليوم 3 مارس 1917، في قريه سنبو الكبرى، بمركز زفتي في محافظه الغربيه، تعلمت منذ الصغر القراءه و الكتابه، وحفظت اجزاء من القرآن الكريم، نبوغها منذ الصغر كان كالشمس وضح النهار، فكانت مولعه بقراءه الصحف، وكانت تتمتع بذاكره قويه تؤهلها لحفظ الشيء بمجرد قراءته.

ومن اجل استكمال مشوارها الذي بداته في التعليم، انتقل معها والدها الي القاهره واشتري ببعض امواله فندقًا بالحسين، حتي يستثمر امواله فيها، والتحقت سميره بمدرسه "قصر الشوق" الابتدائيه، وبعدها "مدرسه بنات الاشراف" الثانويه الخاصه، والتي قامت تاسيسها و ادارتها نبوية موسى السياسيه المرموقه.

في جميع المراحل التعليميه لسميره موسي حصدت المراكز الاولي، فقد كانت الاولي علي شهاده التوجيهيه عام 1935، وفي ذلك الوقت كان فوز الفتيات بهذا المركز غير مالوف، حيث لم يكن يسمح لهن بدخول امتحانات التوجيهيه الا من المنازل حتي تغير هذا القرار عام 1925 بانشاء مدرسه الاميره فايزه، لتكون اول مدرسه ثانويه للبنات في مصر.

كانت الحكومه تقدم معونه ماليه لمدرستها، وذلك بفضل تفوقها المستمر، حيث كانت تعطي الدوله حينها هذه المنحه للمدارس التي يخرج منها الاول، وهو ما دفع ناظره المدرسه نبويه موسي الي شراء معمل خاص حينما سمعت يومًا ان سميره تنوي الانتقال الي مدرسه حكوميه يتوفر بها معمل.

ومن شده نبوغها، قامت باعاده صياغه كتاب الجبر الحكومي في السنه الاولي الثانويه، و طبعته علي نفقه ابيها الخاصه، ووزعته بالمجان علي زميلاتها في عام 1933.

مجموع سميره كان يؤهلها لدخول كليه الهندسه، الا انها اختارت كليه العلوم، وهناك لفتت نظر استاذها الدكتور علي مشرفه، وتاثرت به تاثرا مباشرًا، ليس فقط من الناحيه العلميه بل ايضا بالجوانب الاجتماعيه في شخصيته.

ودافع مشرفه علي تعينها كاول معيده بالكليه، وتجاهل احتجاجات الاساتذه الاجانب، وذلك بعد حصولها علي بكالوريوس العلوم، وكانت الاولي علي دفعتها، واستكملت تميزها، فحصلت علي شهاده الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات، وسافرت في بعثه الي بريطانيا درست فيها الاشعاع النووي، وحصلت علي الدكتوراه في الاشعه السينيه و تاثيرها علي المواد المختلفه.

وفي ابحاث متصله لها، وصلت من خلالها الي معادله هامه تمكن من تفتيت المعادن الرخيصه مثل النحاس ومن ثم صناعه القنبله الذريه من مواد قد تكون في متناول الجميع، و لكن لم تدون الكتب العلميه العربيه الابحاث التي توصلت اليها.

وكان لها الكثير من التطلعات والاحلام لمصر والوطن العربي، فاملت ان يكون لهما مكان وسط هذا التقدم العلمي حيث كانت تؤمن بان زياده ملكيه السلاح النووي يسهم في تحقيق السلام، فان اي دوله تتبني فكره السلام لا بد و ان تتحدث من موقف قوه .

ونظمت سميره موسي، مؤتمر الذره من اجل السلام الذي استضافته كليه العلوم و شارك فيه عدد كبير من علماء العالم، وكانت دائمه الحرص علي ايفاد البعثات للتخصص في علوم الذره فكانت دعواتها المتكرره الي اهميه التسلح النووي.

وكان لها امنيه وهي "ان يكون علاج السرطان بالذره مثل الاسبرين"،ويذكر ان لها عدد من المؤلفات، منها مقالات مبسطه عن الطاقه الذريه واثرها و طرق الوقايه منها، شرحت فيها ماهيه الذره تاريخها و بنائها، و وكذلك عن الانشطار النووي و اثاره المدمره و خواص الاشعه و تاثيرها البيولوجي.

وسافرت الي عده دول، منها بريطانيا ثم الي امريكا لتدرس في جامعه "اوكردج"، و لم تنبهر ببريقها او تنخدع بمغرياتها، بل رات فيها انها دوله ليست فيها عادات وتقاليد كتلك التي نعرفها في مصر، وتصرفات اهلها في الغالب كتصرف زائر غريب يسافر الي بلد يعتقد انه ليس هناك من سوف ينتقده لانه غريب.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل