المحتوى الرئيسى

موقع الصعيد على خارطة المستقبل

03/02 22:24

منذ عقود نمحص عن خطط حقيقية لتنمية الصعيد فلا نجد إلا عناوين جوفاء تنشر على استحياء بالصحف، بينما تستمر تنمية الفقر والفقراء هناك،حيث يفر بعضهم من أمه وأبيه وزوجته وذويه للعمل بالخارج بينما يضطر بعضهم الآخر للهجرة إلى الشمال في مواسم مستمرة طوال العام لينحشر في عشوائيات القاهرة.

وعلى الرغم من كل ما تعلن عنه الحكومات المتعاقبة من برامج لموجهة الفقر خاصة في الصعيد، فإن معدلات الفقر مازالت مرتفعة جداً.

هذه الحقائق تظهرها التقارير العلمية من حين الى آخر، ومنها التقرير الذي أصدره الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء مؤخرا عن نسب الفقر بمصر حيث تصدرت محافظات الصعيد القائمة،فاحتلت أسيوط المركز الأول بنسبة فقر 61.7% وتلتها قنا (59.6% ) ثم سوهاج (55.8%.) وأسوان (47%..) والأقصـر(44.3% )وبنى سويف (38.5%.) والفيوم (36.9%) والمنيا (33.1%). وأرجع التقرير ارتفاع نسب الفقر في محافظات الصعيد إلى غياب التنمية فيها.

هذه النتائج تجلي حجم المعاناة التي تمتد الى نصف قرن، حيث لم تفلح الحكومات المتعاقبة في إنقاذ الصعيد من أزماته. وحتى مبادرات بعض رجال الأعمال التي ظاهرها تنمية الوطن وباطنها «البزنس» توارت وذبلت حسبما ظهر في اخر منتدي لتنمية الصعيد تبنته وزارة الاستثمار الذي أوصى بإنشاء شركة قابضة لتنمية الصعيد رأسمالها 4 مليارات جنيه مناصفة بين رجال الأعمال والحكومة.

ومع ذلك لم يتم تنفيذ هذه الشركة التي وئدت قبل ولادتها لتختصر المسافة التي قطعتها سابقتها «شركة تنمية الصعيد» التي أنشئت بمشاركة عدة بنوك وشركات عام 2008 لتكون ذراعاً دافعة للعديد من الشركات للعمل في الصعيد ولكن وللأسف حدث توقف نسبي في عملها منذ ثورة يناير 2011م، وهو يشابه لما حدث أيضا مع شركة الصعيد للاستثمار والتنمية التابعة لوزارة الاستثمار حيث أصابها بعض التراجع.

ربما الجديد الذي أضافه المنتدي هو الاعتراف الرسمي بأن الصعيد بعيد عن محاور التنمية منذ فترة طويلة، تصل إلى 50 عاما.

في المنتدى نفسه ذكر مسئولون كبار مشاركون حقائق محبطة على تؤكد انخفاض نصيب محافظات الصعيد من النشاط الاقتصادي، فقد شهد العام 2013 تأسيس 6 آلاف شركة كان نصيب محافظات الصعيد 635 شركة بنسبة 10٪ فقط، على الرغم وجود العديد من الفرص الاستثمارية بالجنوب وقامت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بحصرها.

وتضاعفت هذه المعاناة خلال السنوات الاربع الماضية بسبب الخسارة الكبيرة في مجال السياحة التي نتج عنها توقف الدخل لدى الآلاف من أبناء محافظات الصعيد بخاصة في الأقصر وقنا واسوان.

واليوم ونحن بصدد بداية صفحة جديد لبناء الوطن، فإن تنمية الصعيد هي حجر الزاوية في هذا البناء والأمر هنا أكبر من مجرد تأسيس شركات أو إنشاء مصانع، وإنما نحتاج إرادة سياسية ترفع الظلم الواقع على محافظات الجنوب، وتضع خطة وطنية لتنميته ضمن خطة مستقبلية لمصر يكون الصعيد في قلبها خصوصا أنه يحتوي على العديد من الفرص الاستثمارية البكر.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل