المحتوى الرئيسى

لماذا لا أُطلِق شركةً ناشئةً من الصفر؟ ‎

03/02 14:57

سبق ونُشرت علي "فاينانشال تايمز" Financial Times.

لو كنتُ انوي الانطلاق كرائد أعمالٍ في هذه الايام، لكنتُ اشتريتُ شركهً قائمهً وعملتُ علي توسعه نطاقها بدلاً من بناء شركهٍ ناشئهٍ من الصفر. لوددتُ القيام بتحسيناتٍ تدريجيهٍ بدلاً من الابتكار، والقيام باتّخاذ القرارات المعتدله بدلاً من الشعور بالشغف القويّ وبناء خطّه المغادره منذ اليوم الاوّل.

لماذا لا اُطلِق شركهً ناشئهً مذهلهً من الصفر؟ لانّ العديد من افكار الشركات الناشئه اليائسه تتحصّل علي خططٍ "مصيرها القمامه" منذ البدايه. ومن الاساطير الرومنسيه التي قد تصدر عن الخبراء امثالي، انّ روّاد الاعمال يطلقون مشاريع عظيمه ويحصدون الملايين ويجعلون العالم مكاناً افضل. ولكن عدداً قليلاً منهم يفعل ذلك، عددٌ قليلٌ بشكلٍ مخيف.

فاكثر الشركات الناشئه (اكثر من 95% منها) تنطفئ، او علي الارجح تصاب بنوبهٍ قلبيهٍ بعد العام الاوّل لها او الثاني، وذلك عندما يصبح المؤسِّسون غير متحمّسين لعملٍ من دون راتب.

وفي الواقع، انّ الكثير من الشركات الكبري، مثل "باي بال" PayPal [نظام الدفع عبر الانترنت] و"كاسبيرسكي" Kaspersky [شركة أمن الانترنت]، اقتُطِعَتْ او دُمِجَتْ من اصولٍ كنت موجودهً فعلاً، او انّها كانَت شركاتٍ عائليهً حقّقت انجازاتها بفضل الجيل الثاني او الثالث.

ومن ناحيتي، بدلاً من اطلاق شركهٍ جديده، فانّني ساشتري شركهً قديمهً صدئه محاولاً اصلاحها وتنميتها باسرع ما يمكنني. اريد شركهً مهمَلهً لا قيمه لها، ولكن يمكن نفض الغبار عنها وتجديدها وتوسعتها من خلال الرؤيه والموهبه. وايضاً، اودّ ان اكلّم اصحاب راس المال المُخاطِر.

اودّ البحث عن شيءٍ بسيطٍ ومقنعٍ في ان. لقد قراتُ يوماً ما انّ الشركه الناشئه يجب ان تكون "نموذجيهً" وترتكز الي تقنيه القنبله الصغيره والسريعه، ولكنّني اعرف انّ التكنولوجيا الخاصّه ليست من صنّاع السوق بحدّ ذاتها. فالتسويق والاداره الجيّدَين، هما في معظم الاوقات تقريباً الورقه الرابحه للابتكارات الكبيره.

بعض التعديلات علي المنتَجات الحاليه Minnovation، هي ما يدفع عجله النموّ قُدُماً. فلا "فايسبوك" Facebook ولا حتّي "جوجل" Google، كانا من الاوائل في مجال التكنولوجيا.

الابتكارات الكبيره بدورها قليله ومتباعدهٌ فيما بينها، وتكون في العاده من شان الشركات الكبيره التي تمتلك الصبر الطويل والموارد الماليه الوفيره.

وفيما يلي، اودّ ان انتزع الشغف من مشروعي واستبداله بالالتزام والعمل الجاد والتقييم الذاتيّ الواقعيّ والقاسي. فاذا كنتُ املك دولاراً واحداً لكلّ متفائلٍ منذ البدايه يقول لي انّ "هذه هي الفكره التي اتحمّس لها،" لكنتُ تقاعدتُ منذ فترهٍ طويله.

وبدلاً من ذلك، فانّ مشروعي القادم سيصمد امام الاختبار القويّ لاضواء النيون اللاذعه، اذ ساكشف عن كلّ عيبٍ واقاضي وقتاً طويلاً في معالجته قبل ان يفعل السوق ذلك وقبل ان يقترع العملاء لمنتَجي باقدامهم.

 واخيراً، ساخطط لاخفاء احاسيسي منذ البدايه، واعمل علي ايجاد منصّهٍ تسمح للاشخاص والشركاء الذين اوظّفهم ان يتفوّقوا عليّ في اقصر وقت. ولكنّ هذا لا يعني بالضروره انّني ساترك الشركه، بل سيفرض الانضباط في منظّمهٍ مكتفيهٍ ذاتياً.

انّ مقبره ريادة الأعمال تمتلئ بالمؤسِّسين الذين كانوا "لا بديل لهم" او لم يعرفوا كيف يتركون.

نرشح لك

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل