المحتوى الرئيسى

يوسف القعيد اليكتب : محنة روائي زار إسرائيل

03/02 13:21

هل ما زلتم تذكرونه؟ بعد ان خرج من النسيان محاولاً ان يجد لنفسه مكاناً في صفحات زماننا وليته ما فعل. الروائي الالباني اسماعيل كاداريه.

الذي زار القدس المحتله اخيراً. وحصل علي جائزه من العدو الاسرائيلي وعاد لباريس سعيداً بان الجائزه الصهيونيه ستكون مقدمه لتحقيق حلم عمره بالحصول علي جائزه نوبل في الاداب التي ظل مرشحاً لها لسنوات ولم يحصل عليها.

لي حكايه شخصيه مع قراءته. ارويها قبل الوصول لمحنته او ماساته الاخيره التي لن تكون الاخيره. في منتصف ثمانينيات القرن الماضي جاء الي القاهره سفير لالبانيا يجيد اللغه العربية. وكان له اهتمام بالادب.

دعاني مع الصديق مجدي نصيف لبيته بشارع اسماعيل محمد الزمالك. عرفنا الهدف من اللقاء. فالرجل يريد التوصل لمترجمين ليترجموا ادب روائي الباني مهم. قال يومها ان البانيا تهتم به لان الزعيم انور خوجا له اهتمام بنتاجه الروائي ويتصور ان رواياته يمكن ان تصل للعالميه.

قال السفير كلامه وانا احاول الخروج من دهشتي بعد كلامه الاول الذي تناول فيه محمد علي. هاجمنا الرجل لاننا نعتبر محمد علي من بناه مصر الحديثه. وقال لنا قبل ان يستمع لردودنا عليه انه ينظر لمحمد علي باعتباره استعمارياً احتل مصر. وان ما نتحدث عنه كنهضه انشاها محمد علي في مصر ان الهدف منها كان تاسيس امبراطوريه تتوارثها اسرته. قلنا له ولكن الشعب المصري استفاد من مشروع محمد علي حتي لو كان الهدف منه تاسيس امبراطوريه علويه. قال ان هذه الاستفاده تمت بالصدفه. ولم تكن ضمن مشروع نهضوي لا لمصر ولا للوطن العربي ولا الامه الاسلاميه.

البانيا في ظل انور خوجا كانت دوله شيوعيه متطرفه. وكان المعسكر الشيوعي يدعمها باعتبارها تمثل منطقه متقدمه له تطل علي اوروبا. وكان السفير يتحدث عن محمد علي باعتبار ان قريته قوله كانت البانيه. وان محمد علي الباني. وان كتب التاريخ ارتكبت جريمه عندما حاول نسبه قوله مره لتركيا واخري لليونان.

اعود لموضوعي. كان الكلام عن نتاج اسماعيل كاداريه. المكتوب بالالبانيه. وسيكون من المستحيل العثور علي من يترجمون. قال الرجل ان اسماعيل كاداريه مترجم الي لغات العالم. وان الترجمه يمكن ان تتم عن الانجليزيه او الفرنسيه او الروسيه. فلا توجد لغه من لغات العالم لم يترجم اليها هذا الروائي الفذ.

لم يعرف مشروع السفير طريقه للنور. وترجم اسماعيل كاداريه الي العربيه ولكن في دمشق وبيروت. قرانا له: جنرال الجيش الميت. مترجمه في سوريا. وطالعنا روايته: نيسان مقصوف. مترجمه في بيروت. وترجمت باقي ابداعاته في عواصم عربيه كثيره ولم يترجم له في مصر سوي روايه وحيده هي: العرس. التي صدرت عن هيئه الكتاب.

انقلبت الاحوال وتبدلت الامور. وانتهي الحكم الشيوعي لالبانيا. وهاجر اسماعيل كاداريه الي باريس وبدا يهاجم الحكم الشيوعي لبلاده. ويصور نفسه في الغرب علي انه مهاجر من ضحايا الاضطهاد في بلده. بل انه بدا يكتب رواياته بالفرنسيه. وبدا يصف نفسه بانه من اصول اسلاميه. علماً انه قبل ذلك كان يكتب ويتحدث ويتصرف باعتباره مسلماً من المسلمين الالبان. اخيراً سافر اسماعيل كاداريه الي اسرائيل التي تعود التردد عليها. وكما كتب محمد الارناؤوط وعبده وازن في الحياه اخيراً. انه في حفله افتتاح معرض اورشاليم الدولي للكتاب في القدس الغربيه تسلم كاداريه جائزه القدس الدوليه. او اورشاليم كما يسمونها. واعلن عن فوزه بهذه الجائزه في 14 يناير الماضي. وتم نشر حيثيات لجنه التحكيم التي قالت:

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل