المحتوى الرئيسى

مسيرة الوفاء لمعروف سعد في صيدا

03/02 02:19

كانت مسيره صيدا بمناسبه الذكري الاربعين لاستشهاد المناضل معروف سعد، مسيره وطنيّه بكلّ ما للكلمه من معني، فشاركت فيها كلّ القوي السياسيّه الوازنه، ولم يغب عنها الا من استثني نفسه او استُثني عن هذا المشهد الوطني.

سار المتحالفون والمختلفون كتفاً الي كتف داخل شوارع صيدا. كانوا من المشارب كافه: وطنيين وعروبيين وقوميين واسلاميين وشيوعيين واشتراكيين لبنانيين وفلسطينيين، متحلّقين حول «التنظيم الشعبي الناصري»، «مجددين البيعه» لنهج هذا الشهيد بعد مضي اربعين عاماً علي اغتياله. الصوره النادره التي تظّهرت داخل عاصمه الجنوب، اثبتت انّ المدينه تحنّ الي معروف سعد وزمنه البعيد عن المذهبيه والطائفيه والمناطقيه.

وما لم تتمكن من تحقيقه كل الظروف الصعبه والخطيره التي مرت علي صيدا، والتي كان اشدّها ظهور حقبه احمد الاسير، استطاعت مسيره سعد ان تفعله، فاوفدت النائبه بهيه الحريري ممثلاً عنها ومعه ممثلون من «تيار المستقبل» لاوّل مره.

وبالرغم من انّ المشاركين قُدّروا بالالاف من سياسيين ورجال الدين وحشد بشري، فانّه يسجّل للمنظمين بانّهم تمكّنوا من تنظيم مسيره ضخمه ناجحه ومضبوطه الايقاع من الالف الي الياء، بما فيها عدم تفلت اي شعار او هتاف.

وكانت المسيره الحاشده انطلقت من البوابه الفوقا قرب نصب الشهيد معروف سعد، ووصلت الي ساحه النجمه علي مقربه من المكان الذي اصابت فيه رصاصات الغدر الشهيد معروف سعد في 26 شباط سنه 1975. وهناك القي الامين العام لـ «التنظيم» الدكتور أسامة سعد كلمه اكدت علي نهج الشهيد.

وقد امتلات الساحات والشوارع في صيدا بمناصرين ومحبين اتوا من صيدا والجنوب واقليم الخروب والمخيمات الفلسطينيه ومختلف المناطق اللبنانيه ومن الفئات كافه، رافعين شعارات كـ «الدفاع عن قضايا الشعب وحمايه الوطن»، و «تجديداً للعهد»، و «وفاءً لنضالات الشهيد معروف سعد ولنهجه العربي المقاوم المدافع عن قضايا الوطن والفقراء».

والي جانب اسامه سعد، تقدم المسيره منسق «تيار المستقبل» في صيدا والجنوب ناصر حمود ممثلاً النائبه الحريري، والامين العام لـ «الحزب الشيوعي اللبناني» خالد حداده علي راس وفد، نائب رئيس المجلس السياسي لـ «حزب الله» الحاج محمود قماطي ممثلاً «حزب الله» علي راس وفد، والحاج ابو احمد الصفاوي ممثلاً «حركه امل» علي راس وفد، المسؤول السياسي لـ «الجماعه الاسلاميه» بسام حمود علي راس وفد، رئيس بلديه صيدا محمد السعودي علي راس وفد من المجلس البلدي، والعديد من الاحزاب القوميه والوطنيه والاسلاميّه والفاعليات وقاده الاحزاب في صيدا والجنوب واقليم الخروب وبقيه المناطق اللبنانيه، بالاضافه الي هيئات واتحادات شبابيّه ونسائيه وتربويه، وشخصيات اجتماعيه ونقابيه واقتصاديه وتربويه ونسائيه وشبابيه ورجال دين.

كما شارك ايضاً سفير فلسطين في لبنان اشرف دبور علي راس وفد من السفاره، امين سر حركه «فتح» و «منظمه التحرير الفلسطينيه» في لبنان فتحي ابو العردات، وممثلون عن فصائل منظمه التحرير الفلسطينيه: «فتح»، «الجبهه الشعبيه»، «الجبهه الديموقراطيه»، «جبهه التحرير الفلسطينيه»، «جبهه التحرير العربيه»، «جبهه النضال الشعبي»، «الجبهه العربيه الفلسطينيه»، و»حزب الشعب الفلسطيني»، وممثلون عن فصائل التحالف الوطني الفلسطيني: حركه «حماس»، و «حركه الجهاد الاسلامي» و «الجبهه الشعبيه ـ القياده العامه»، حركه «انصار الله»، «الصاعقه»، «جبهه التحرير الفلسطينيه»، «جبهه النضال الفلسطيني».

ومشي في الطليعه الفرق الكشفيه، ورفع المشاركون الاعلام اللبنانيه والفلسطينيه، ورايات «التنظيم» وبقيه القوي، وصور الشهيد معروف سعد وصور رمز المقاومه الوطنيه مصطفي معروف سعد.

وبعد كلمه لعضو قياده «التنظيم» طلال ارقه دان، شدّد سعد في كلمته علي انّ «قوي الظلام والارهاب المتستّره بستار الدين والمتاجِره بالاسلام والمذهبيه، لا تطلق طلقه واحده ضد العدو الصهيوني، بل هي ترتمي في احضانه كما يحصل جهاراً نهاراً في الجولان، وهي تخدم اهداف اسرائيل عبر شنّ الحرب علي لبنان وسوريا والعراق ومصر وليبيا وغيرها من البلدان العربيه، وعبر العمل علي تدمير الجيوش العربيه، والدول العربيه والمجتمعات العربيه».

وراي انّ «مواجهه الطائفيه والمذهبيه والارهاب لكي تكون مواجهه ناجحه لا بد لها ان تكون شامله ولا بد ان تشمل ايضاً الجوانب السياسيه والثقافيه والاجتماعيه والفكريه، بالاضافه الي الجوانب الامنيه والعسكريه».

واستهجن سعد ان «تصنِّف بعض القوي الطائفيه والمذهبيه في لبنان نفسها في خانه الاعتدال، ومن المستغرب ان هناك من داخل لبنان ومن خارجه، من يتبني هذا التصنيف». واضاف: «تلك القوي التي تعمل علي افتعال الانقسامات بين اللبنانيين، وتمارس الاستفزازات، وتحرض علي الاقتتال بين ابناء الشعب الواحد، لا يمكن بتاتاً اعتبارها قوي معتدله، بل هي لا تمت للاعتدال باي صله. تلك القوي التي تكثر من الكلام عن العبور الي الدوله بينما هي لا تقوم في الحقيقه الا بتدمير الدوله ورعايه الفساد والمحسوبيه والزبائنيه في جسد الدوله، وتهميش مؤسسات الدوله وتدميرها ونهب مواردها وتعميم الشلل علي المؤسسات الدستوريه، هي التي وفرت الحضن الدافئ للجماعات الارهابيه التي ترتكب الجرائم الوحشيه بحق الشعب اللبناني والجيش اللبناني».

ولفت سعد الانتباه الي انّ «تلك القوي الطائفيه والمذهبيه السلطويه لا تزال تمتنع عن توفير ما يحتاج اليه الجيش من سلاح حديث وعديد وعتاد، ومع ذلك يواجه الجيش جحافل الارهابيين»، موجهاً التحيه الي الجيش اللبناني الباسل.

ودعا الي الالتفاف حول المقاومه، والي تعميق التعاون بين المقاومه والجيش اللبناني، كما دعا الي الوحده الوطنيه الفلسطينيه تحت رايه المقاومه. وشدد سعد علي اهميه التعاون بين القوي التقدميه العروبيه في لبنان وفي سائر ارجاء الوطن العربي، مطالباً بالارتقاء بمستوي التنسيق بين قوي تيار المقاومه لمواجهه التحديات الخطيره التي تواجهنا في لبنان وبقيه الاقطار العربيه.

ولفت سعد الانتباه الي انّ «المقاومه في لبنان وفلسطين تقف وحيده في مواجهه العدو الصهيوني، وتوجه له بكل بساله الضربات الموجعه، وتمنعه من تحقيق اهدافه».

كما اكد اسامه سعد «الالتزام بنهج معروف سعد، النهج العربي المقاوم المؤدي الي الانتصار علي العدوان الصهيوني والاستعماري وعلي ارهاب الظلاميين والي اسقاط النظام الطائفي العفن»، مجدداً عهد الاستمرار بالمطالبه بالاقتصاص من المجرمين الذين اغتالوا الشهيد.

ولمناسبه الذكري الاربعين للشهيد، زار صيدا وفد من «الحزب التقدمي الاشتراكي» موفداً من رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط، ضم كلاً من تيمور جنبلاط والنائب علاء الدين ترو، والتقي سعد في حضور قياديين من «التنظيم».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل