اشوريون مسيحيون سوريون مفرج عنهم: ''نشعر أننا ولدنا من جديد''

دمشق - (د ب ا):

اكد اشوريون مسيحيون سوريون، اليوم الاثنين، افرج عنهم تنظيم داعش، في محافظة الحسكة شمال سوريا انهم '' بصحه جيده رغم تعرضهم للاذي المعنوي والجسدي''.

وقال نمرود شليطه احد المفرج عنهم لوكالة الأنباء الألمانية (د ب ا) '' نشعر اننا ولدنا من جديد، لم اتوقع ان اعود الي اهلي وعائلتي اتمني ان يتم الافراج عن جميع المختطفين''.

واضاف شليطه '' نحن مسالمون، الحرب فرضت علينا فقط نحن نريد ان نعيش حياه هادئه ومستقره بعيدا عن كل هذه الفوضي والحرب المدمره والان افكر فقط بالهجره الي الخارج، واطلب المساعده في ذلك من الجميع ، الحياه هنا تراجعت الي الحد المخيف امنيا واقتصاديا و اجتماعيا ''.

وافرج تنظيم داعش امس الاحد عن عشرات الاشوريين كانوا مختطفين لديه منذ 23 فبراير الماضي عندما اجتاح قراهم علي طرفي نهر الخابور في محافظه الحسكه شمال سوريه علي الحدود مع تركيا و العراق و التي تعتبر الخزان الاقتصادي لسوريه كونها تحوي المحاصيل الاستراتيجيه القطن والقمح والنفط فضلا عن المحاصيل الموسميه .

يقول الكاتب والسياسي المتخصص في شؤون الاقليات سليمان يوسف لـ (د ب ا) :''الاشوريون سريان- كلدان من اقدم الشعوب التي اعتنقت المسيحيه و قبل ذلك كانوا قوميات حكمت بعض البلاد في المنطقه '' بلاد ما بين النهرين، الان وقع ما كان يخشاه اشوريو سوريه ،البالغ تعدادهم نحو مليون من كل الطوائف والمذاهب المسيحيه ، وهو وقوعهم ضحيه العنف الديني والعرقي المنفلت الذي يضرب سوريه والعراق منذ سنوات ''.

واضاف يوسف انهم '' يتعرضون لعمليه تطهير عرقي وديني علي يد التنظيمات الاسلاميه المتطرفه مثل داعش والنصره والقاعده ، و كما في كل الحروب المحليه والاقليميه التي شهدتها المنطقه في العقود والعصور السابقه، يقع الاشوريون والمسيحيون مجدداً ضحيه حروب الاخرين من غير ان يكونوا طرفاً فيها '' .

و اعتبر المفرج عنه عمانويل صليبا ان التجربه كانت قاسيه ''فانا اعاني من بعض الامراض و لم يكن معي الادويه التي احتاجها ، و كنت افكر دوما بعائلتي و مصيرها لم اكترث لنفسي طويلا ، اشكر كل من ساعدني و اتمني لاخواتي و اخوتي المختطفين الخير و السلامه ، اتذكر الان كيف تعرضت قرانا ومنازلنا وكنائسنا الي الحرق و التدمير و لا يمكن ان يمحي ذلك من ذاكرتي ''

يقول مدير المرصد الاشوري لحقوق الانسان جميل دياربكرلي لـ (د ب ا) :''نحن نعيش حاله قلق و حذر و ترقب، نطالب العالم اجمع المساعده في الافراج عن باقي المختطفين و لدينا خشيه علي حياتهم خاصه انهم مدنيون مسالمون بينهم نساء و اطفال'' .

ويقول الكاتب سليمان يوسف ''المؤلم في القصه ان القوات السورية تتمركز علي بعد نحو 20 كلم فقط من المعارك هناك قرب القري الاشوريه ، ولا تتدخل لحمايه المدنيين الاشوريين المسيحيين السوريين لاسيما ان السلطات السوريه تقدم نفسها حاميه للاقليات'' .

و كان محافظ الحسكه زار النازحين الاشوريين في الكنائس في 24 شباط /فبراير الماضي ، متعهدا بتقديم المساعدات دون ان يحدد خطه حكوميه واضحه لمساعده النازحين من الاشتباكات المسلحه .

وتقاتل قوات كرديه في تلك المناطق عناصر داعش ميدانيا حيث سيطرت القوات الكرديه مؤخرا علي مئات القري في شمال محافظه الحسكه و احدثت فيها تغيرا ديمغرافيا في اطار اداراتها الذاتيه للمناطق تلك التي تقول انها مستقبلا ستكون غرب كردستان العراق .

وقإل آلكاتب الاشوري السرياني سليمان يوسف انه ''رغم الاحباط الاشوري السرياني خصوصا والسوري عموما ، من المجتمعين العربي و الدولي ، الا اننا لا نزال نطالبهم باتخاذ اجراءات عمليه جاده وسريعه لانقاذ الاسري والمخطوفين من جريمه قتل وشيكه ومحتمله بحقهم، وتامين كافه اشكال الحمايه لشعبنا المهدد بوجوده من قبل هذه القوي الظلاميه الارهابيه''.

واشار الي ان ''ما حصل لاشوريي الحسكه السوريه هو حلقه جديده في مسلسل القضاء علي مسيحيي الشرق واخلاء المنطقه من هذا المكون المشرقي الاصيل والقديم في ارضه و المتعايش مع ابناء المنطقه المنفتحين ''.