المحتوى الرئيسى

"القتل أو الرحيل".. خياران كلاهما مر لأقباط شمال سيناء

03/01 17:16

كانت الساعه تشير الي الواحده ظهرا عندما توقفت الطالبه القبطيه "مريم " امام مدرسه ضاحية السلام الاعداديه لتصافح زميلاتها بحراره، وقد انفرط عقد دموعها وهي تودعهن الوداع الاخير قبل مغادرتها مدينه العريش.

ولدت "مريم " ونشات في حي الرائد العربي لاب يعمل بمجلس مدينه العريش، وام موظفه بديوان عام محافظه شمال سيناء، وفي هذا الحي كبرت والتحقت بالمدرسه الابتدائيه ومن ثم الاعداديه واصبح لها زميلات وصديقات .

اليوم قرر والد "مريم" الرحيل من مدينه العريش ومن شمال سيناء كلها، بعد ان باتت حياتهم مهدده بالخطر، نتيجه تهديدات تنظيم " ولايه سيناء " لكافه المسيحيين المقيمين بشمال سيناء بالرحيل بعد 48 ساعه والا سيتم استهدافهم وتصفيتهم داخل بيوتهم.

كانت مدينه العريش قد شهدت خلال الفتره الماضيه عده حوادث قتل خلالها مواطنون اقباط بمناطق مختلفه بمدينه العريش كان اخرها اطلاق عناصر مسلحه وملثمه  النار علي المواطن القبطي نبيل محروس والذي كان يعمل موظف بمرور العريش .

كما تم حرق منزل المواطن عبد الشهيد عازر والذي يعمل ببيع البيلاستيك علي “عربه كارو” وبعدها من الهجوم علي منزل احد المواطنين المقيمين بحي ضاحيه السلام وتلاها علي فتره متقاربه جدا استهداف وقتل المواطن وليام ميشيل “ابو هاني” صاحب محل سن السكاكين وذلك امام المحل الخاص به بمنطقه سوق السمك بالعريش .

وقبل ايام، وزعت عناصر تابعه لتنظيم " ولايه سيناء " منشورات تطالب الاقباط بالرحيل من جميع انحاء شمال سيناء ، وامهلتهم 48 ساعه فقط للرحيل ، وهددت من سيبقون بعد هذه المهله بالتصفيه واستهدافهم داخل بيوتهم ومحلاتهم .

لم تكن هذه المره الاولي التي يجبر خلالها الاقباط علي الرحيل من شمال سيناء، حيث كانت بدايه الاحداث خلال شهر اكتوبر من عام 2012 عندما تم لصق منشور علي واجهه محلين تجاريين احدهما للمفروشات والاخر بقاله في مدينه رفح يطالب الاقباط بالرحيل و الا سيتعرضون للقتل ، وبعد مرور يومين فقط من لصق المنشور وعدم استجابه الاقباط لرغبه المسلحين بمغادره المدينه ، تم اطلاق النار علي مواطن قبطي يدعي ممدوح نصيف وشهرته "ابو جورج" وتم تدمير محل البقاله الخاص به بمنطقه صلاح الدين برفح.

تلا هذه الواقعه اطلاق النيران بكثافه علي منازل تعود لمواطنين اقباط برفح وسادت حاله من الذعر بين العائلات المسيحيه  ، ما اضطر كافه الاسر القبطيه برفح وعددها 11  لنقل امتعتها ومغادره رفح الي العريش ، خشيه استهداف اسرهم وابناءهم، وبعض الاسر اقامت بالمجمع الكنسي الملحق بكنيسه مار جرجس بحي المساعيد بالعريش ، وبعضهم استاجر شقق بانحاء المدينه.

ولم تتوقف التهديدات من قبل المسلحين للاسر القبطيه ومطالبه كافه المواطنين بالرحيل من شمال سيناء ، بدعوي انه لا مكان لهم في سيناء ، بل نفذ المسلحين تهديداتهم بالفعل، وتم استهداف المواطن القبطي مجدي لمعي 60 عاما وفصل راسه عن جسده بمدينه بالشيخ زويد ، وقتل المواطن  القبطي - هاني سمير كمال 37 عاما بالمساعيد بالعريش ، وقتل القس مينا عبود كاهن كنيسه العذراء بالمساعيد بالعريش.

دفعت هذه الوقائع 4 اسر قبطيه كانت تقيم بمدينه الشيخ زويد بالرحيل الي مدينه العريش ، فيما غادرت 15 اسره شمال سيناء تماما بعد انتشار حوادث استهداف وقتل الاقباط.

من جانبه، اجتمع اللواء عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء واللواء احمد بكر مدير امن شمال سيناء السابق مع الانبا قزمان اسقف عام شمال سيناء والاسر القبطيه بالعريش بمقر المجمع الكنسي بحي المساعيد بالعريش وتم احتواء الامر ومنع وسائل الصحافه والاعلام من مقابله الاقباط او تناول الازمه التي يمرون بها ووعد المحافظ ومدير الامن الاسر القبطيه بتوفير الامن والحمايه اللازمه لهم ، واخبروهم بان الاسر التي تريد العوده لرفح والشيخ زويد لن ينالها اي سوء لانها ستكون مؤمنه من قوات الجيش والشرطه ، الا ان الجميع اثروا السلامه واستقروا بمدينه العريش بعيدا عن مناطق الحدود.

الا ان تجدد الاحداث ووقوع حوادث قتل لمواطنين اقباط وتوزيع المنشورات التي تحدد مهله 48 ساعه للمغادره اجبرت الكثير من الاسر القبطيه علي اتخاذ القرار الصعب بانهاء ارتباطهم وتصفيه اعمالهم وبيع ممتلكاتهم ومغادره مدينه العريش عائدين لمدنهم ومحافظتهم وخاصه بمحافظات الصعيد.

يقول ايهاب لويس مدرس ابتدائي بالعريش ، بكلمات ممزوجه بالالم والحزن  : "كنت في رفح وغادرت الي مدينه العريش خوفاً علي حياه اسرتي حيث تم تهديدي تليفونيا بحرق بيتي حياتي كلها تغيرت، واليوم بعد استهداف مواطنين اقباط في العريش وتنفيذ المسلحين لتهديداتهم فانني استعد الان لمغادره شمال سيناء كلها.

يضيف لويس : انا عندي اسره واطفال، الوضع ف العريش الان صعب تهديدات ليل نهار، وابناؤنا منذ اسبوع وهم لا يذهبون للمدارس ، وبعد توزيع منشورات تهديد باستهدافنا داخل منازلنا لم يبقي لدينا اي متسع للتفكير والان زوجتي وبناتي يحزمون امتعتنا للرحيل الي مسقط راسنا في مركز ابو تيج بمحافظه اسيوط.

اما المواطن جبرائيل حنا فقد اكد ل "مصر العربيه " ان : سيناء التي كانت تمثل لنا الجنه علي مدي 30 عاما من الاقامه علي ارضها في محبه وسلام ، اصبحت تمثل لنا الجحيم واصبح الموت يتسلل للاقباط في بيوتهم وبالشوارع وداخل محلاتهم ، ولذلك فلم تعد لنا حياه في سيناء ، ولن ننتظر حتي نري ابناءنا واسرنا وقد وقعوا مضرجين في دماءهم ، في حين لم تستطيع الاجهزه الامنيه ان توفر لنا الامن والامان ، وقال ساخرا " شرطه مش قادره تحمي نفسها هتحمينا ازاي؟! ".

واكدت المواطنه القبطيه " مريان كيرلس": ان الجميع هنا بمدينه العريش ينتظر استهدافه في اي لحظه بعدما اشار البعض الي انهم يرصدون كافه المسيحيين الموجودين علي ارض شمال سيناء بالاسم ، وسط عدم توفير اي حمايه للاقباط من قبل قوات الجيش او الشرطه.

فيما اعرب عدد من مشايخ، القبائل بشمال سيناء عن استنكارهم لما حدث في العريش في حق الاسر القبطيه، واكد الشيخ حميد منصور ان استهداف الاقباط وقتلهم بسيناء بعيد كل البعد عن التسامح الديني ولا ينتمي الي دين من الديانات السماويه.

ووصف الشيخ محمد ابو سعيد ما حدث من تهديدات واطلاق نار علي المواطنين الاقباط بشمال سيناء بانه نوع من البلطجه ولا علاقه له بالفتن الطائفيه او الصراع الديني. ، وانتقد المشايخ الانفلات الامني في شمال سيناء وخاصه بمدينه العريش

واصدر ائتلاف اقباط مصر بيانا ، الجمعه ،اكد خلاله مغادره ما يقرب من 40 اسره قبطيه محافظه شمال سيناء من مناطق متفرقه من المحافظه ولكن الاكثريه من منطقه ضاحيه السلام بالعريش ,

واكد منسق ائتلاف اقباط شمال سيناء ابانوب جرجس المحامي بان الاسر المسيحيه التي رحلت من سيناء خلال الايام الثلاثه الماضيه بلغت قرابه 40 اسره من وقع 200 اسره قبطيه تقيم بمدينه العريش .

واضاف قائلا : بعض ارباب الاسر التي غادرت العريش ، غادروا بعد تقديم طلبات اجازه للسيد اللواء محافظ شمال سيناء والذي لم يتردد عن الموافقه في الحال عليها ومنهم من كان يقوم بتصفيه اعماله الحره وبيع ممتلكاته لمغادره المدينه بلا عوده ويقوم الان الغالبيه من اقباط شمال سيناء يبحث كيفيه رحيله عن المحافظه سواء كان سيعود مره اخري ام لم يعد وذلك علي خلفيه تزايد حوادث الاستهداف الواضحه والممنهجه ضد الاقباط بمحافظه شمال سيناء.

 واستنكر المحامي ابانوب جرجس منسق ائتلاف اقباط شمال سيناء ما يحدث مع بعض المسيحيين المقيمين بحي ضاحيه السلام وحي المساعيد من مراقبه لمنازلهم ومتابعه تحركاتهم وخطواتهم ومراقبه اماكن عملهم بل والسؤال علي اماكن سكنهم وتواجدهم من قبل المسلحين ذلك لاستهدافهم وهذا ما نهابه جميعاً في الفتره القادمه.

واوضح جرجس ان عمليه رحيل الاسر القبطيه تهدف الي احراج الدوله في المقام الاول بعدم مقدرتها علي حمايه الاقباط بالعريش وثانياُ  لعدم اشعال فتنه طائفيه بين المسيحيين والمسلمين ، خاصه مع تزايد حالات بالخطف والقتل للمواطنين الاقباط واستهدافهم وحرق منازلهم وحرق الكنائس والاعتداء علي الابرياء .

من ناحيته اكد النائب القبطي السابق " باسل عادل " لـ" مصر العربيه ": ان استمرار تهجير الاسر القبطيه من العامريه سابقاً و رفح والعريش حاليا ليعد اشاره قويه علي غياب الدوله امام المد المتطرف ،و تهجير الاقباط هذه المره من العريش يعد امر خطير بعد الدعوات السابقه باقامه اماره اسلاميه من قبل بعض الجهاديين .

واضاف عادل قائلا : اعتقد ان تهجير الاقباط من شمال سيناء  يشبه الهجمه المتطرفه علي سيناء ؛ فهذان الملفان يتم ادارتهم في الخفاء فلابد من زياده في الشفافيه في اعلان النتائج في هذه القضايا.

وبدوره، قال الانبا قزمان اسقف عام شمال سيناء باقتضاب بعد ان رفض الحديث في البدايه ل "مصر العربيه " : ان احدا لم يجبر الاسر القبطيه علي مغادره مدينه العريش ، وان الحوادث التي وقعت مؤخرا وطالت مواطنين اقباط لا تمثل خطرا علي جميع الاقباط ، لكونها تطال المسلم والمسيحي المقيمين بسيناء علي السواء.

واشار قزمان الي ان هناك تطمينات من قيادات عليا – لم يسمها – بتامين الاقباط والعمل علي توفير الامن والسلامه لهم ، رافضا ان تقوم الاسر القبطيه بمغادره العريش وشمال سيناء.

اللواء علي العزازي مدير امن محافظه شمال سيناء اشاد بجهود قوات الشرطه بشمال سيناء بالتعاون مع القوات المسلحه المصريه في حفظ الامن والقبض علي العناصر الارهابيه بالمحافظه .

 واوضح ان تلك الافعال التي تحدث عامه ضد قوات الشرطه والجيش لا يمكن حجبها وان الاحداث التي تحدث ضد الاقباط ما هي الا استعراض للقوي من بعض "الفئران" -علي حد قوله - والتي تفعل المصيبه وتختبئ فهم لا يقدروا علي المواجهه لانهم يعلمون ان الامر سيكلفهم الغالي والنفيس .

وقال العزازي: علينا جميعاً الا نخاف من تلك الحوادث الفرديه وان يد الارهاب تطولنا جميعاً فهي لا تفرق بين احد.

فيما اكتفي اللواء السيد عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء بالتاكيد علي ان ما تقوم به الجماعات المسلحه ضد الاقباط هي حوادث فرديه وغير ممنهجه ولم تتحول الي ظاهره ، وطالب وسائل الاعلام بعدم اشعال النار في سيناء بنشر مثل هذه الاخبار التي من شانها بث الفتنه والفرقه بين المسلمين والاقباط.

وكانت "ولايه سيناء"، التابعه لتنظيم انصار بيت المقدس، قد نشرت عبر حسابها علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر، صورًا خاصه بالتاجر المسيحي، وليم ميشيل، الشهير بابو هاني، وذلك عقب مقتله داخل محل لسن السكاكين تعود ملكيته له بسوق السمك، واعترف التنظيم بان عناصره هم من قاموا بتنفيذ عمليه القتل.

مقتل 6 مسلحين بسيناء في قصف جوي للجيش.. وضبط قيادي اخواني

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل