المحتوى الرئيسى

أرجوك تأكلنى بسرعة..

03/01 02:06

** ضاقت المساحه امس فلم اتمكن من التعليق علي كلمتين من ثلاث كلمات («كلب» و«حظر» و«سيجاره»)، اعتبرتهم يختصرون احداث الاسبوع الماضي، وقد استهلكت الكلمة الاولي كل سطور امس، ووعدتك عزيزي القارئ ان اعلق اليوم علي «الحظر» و«السيجاره»، وها انا افعل.. وابدا بسيل قرارات «حظر النشر»، التي تصدرها النيابة العامة هذه الايام، وباتت من فرط التكرار حدثا روتينيا متوقعا في كل قضيه مهمه وخطيره، لذلك انا شخصيا لم يدهشني صدور هذا القرار في قضيه المحامي الشاب، الذي قتل قبل ايام تحت تعذيب وحشي في قسم شرطه المطريه، فرغم ان اخر خبر في الموضوع قبل اعلان «الحظر» ان النيابه التي تحقق في الجريمه اصدرت بالفعل قرارا بحبس اثنين من الضباط اتهمتهما بارتكاب الجريمه، فان الحظر لم يتاخر، وجاء مستعجلا واسرع كثيرا من شقيقه، الذي ادرك قضيه الشهيده «شيماء الصباغ»، وانزل عليها ستارا كثيفا من «العتمه» المعلوماتيه، لكنها لم تقوَ علي فتح باب النسيان.

باختصار، حظر النشر بشان التحقيقات في اي قضيه، هو حق قانوني للنيابه العامه، تستخدمه طبقا لاعتبارات تقدرها هي، غير ان الاسراف في استعماله يصنع مشكلات كثيره (بعضها يلامس حدود الكوارث)، اقلها ان الاعلام ربما يجد ان الخبر الوحيد المتاح له بثه ونشره بحريه تامه، هو خبر حظر النشر والبث!

تبقي السيجاره التي زاد سعرها الاسبوع الماضي زياده ضخمه، فاضحي قرار الاقدام علي اقتنائها من جانب الاغلبيه الساحقه من المصريين الغلابه المحرومين من كل متع الحياه (تقريبا) يشبه الي حد كبير قرار اقتناء غساله او ثلاجه.. لهذا ليس من قبيل المبالغه الكبيره ان يتداول الشباب علي مواقع التواصل الاجتماعي صوره لعلبه سجائر محليه مكتوب عليها عباره الحلوه دي عليها اقساط !

انا شخصيا، اعلن الان عن رغبتي في بيع علبه سجائر اجنبيه قديمه، للزبون الذي يتقدم الي العبد لله باعلي سعر.. والمعاينه في مقر الصحيفه.

** واختم، دون مناسبه، بعقده الدونيه و احتقار الذات التي لو تاملنا قليلا في الاوضاع حولنا وفي دنيانا الواسعه لوجدنا لها امثله ونماذج لا تكاد تقع تحت حصر، سانتقي منها نموذجا واحدا هو الرئيس الامريكي الحالي باراك اوباما، الذي هو اول رئيس امريكي امبريالي منتخب واسود البشره، وقد اغدقت عليه جحافل هائله من الناس الطيبين السذج حول العالم لحظه ان تبوا مقعد سيد البيت الابيض في واشنطن، فيضًا كاسحًا من حسن الظن، وحملوه وقتها امالا حلوه (بقدر ما هي مستحيله) ان يقلب راسا علي عقب توجهات الامبراطوريه الامريكيه، ويغير من طبيعتها العدوانيه، ويجعلها اقل ميلا للعربده والبلطجه واستغلال وقهر الشعوب.. غير ان شيئًا من ذلك لم يحدث اطلاقا، انما حدث العكس تماما، وسكن باراك اوباما في الصوره النمطيه، التي رسمها الامريكيون السود للانتهازيين من بني جلدتهم، واطلقوا عليها اسم انكل توم !

فمن هو انكل توم ذاك؟ انه المعادل الكاريكاتوري والمقابل الهزلي لـ انكل سام ، الذي باتت صورته وهو يشير باصبعه في وجه خلق الله متحديا ومتغطرسا، رمزا رسميا للولايات المتحده الامريكيه في طبعتها البيضاء المتباهيه بجنس صناعها الاوائل اصحاب البشره الاوروبيه، وهي صوره تخيليه رسمها احد الرسامين في مطلع القرن الماضي، لرجل حقيقي يدعي صامويل ويلسون عاش في القرن التاسع عشر، وكان يعمل جزارا يورد اللحوم لاحدي قواعد الجيش الامريكي القريبه من نيويورك، وكان من عادته ان يكتب علي صناديق بضاعته الحرفين US ، اشاره الي انها تخص الدوله الامريكيه، ومن هذين الحرفين اشتق الناس لقب انكل (او العم) سام .

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل