"تطوير صحراء النقب" .. الوجه الآخر لـ"قناة البحرين"

يشير محضر الجلسه الثامنه والخمسين للكنيست الحادي عشر، المنعقده يوم الاربعاء الموافق 13 فبراير 1985 الي الاهميه الاقتصاديه الخاصه بقناة البحرين فيما يتعلق بتنميه وتطوير منطقه النقب الصحراويه جنوبي اسرائيل.

يقول محضر الجلسه ان فكره المشروع تعتمد علي استغلال الفارق بين منسوب المياه في البحر الأحمر بالنسبه للبحر الميت، من اجل توليد الكهربا بواسطه محطه توليد هيدروكهربائيه، كما ان تنفيذ المشروع سيكون له فوائد اخري، واهمها تطوير منطقه صحراء النقب من خلال تطويرها واقامه مستوطنات ذات طابع خاص، والتوسع في الزراعه البحريه والسياحه وغيرها، من خلال استغلال المياه المحلاه من مشروع قناه البحرين في عمليات الشرب بالمنطقه، والمساهمه في اقامه البني التحتيه، اضافه الي استخدام المياه القادمه من البحر الاحمر في تبريد مفاعل ديمونه الذي يتم تبريده حتي اللحظه الراهنه باستخدام المبردات الهوائيه المكلفه جدا لاسرائيل.

وتتكشف اهميه مشروع النقب بالنسبه لاسرائيل في انشاء وزاره مستقله خاصه بهذا الملف، وتاسست وزاره تطوير النقب و الجليل في شهر يناير/كانون الثاني عام 2005 بقرار من الحكومه، وتعتبر الوزاره مسؤوله عن مجالين اثنين: تطوير النقب والجليل، والتطوير الاقتصادي الاقليمي " قناه البحرين"، بحسب الموقع الرسمي لرئاسه الوزراء في اسرائيل.

تتمثل اهداف الوزاره فيما يتعلق بمشروع النقب، في بلوره وتطبيق برنامج وطني استراتيجي لتطوير الجليل، جنبا الي جنب مع تطبيق خطه تعزيز الشمال التي صادقت عليها الحكومه؛ وتجنيد الجاليات اليهوديه في الشتات وتجنيد المستثمرين من اجل تطوير النقب والجليل؛ المبادره الي اقامه المشاريع وتشجيعها لتطوير النقب والجليل في المجالات التالي: التشغيل، الصناعه والسياحه، التربيه، المجتمع والثقافه، الاسكان والبني التحتيه.

ونشرت الوزاره عام 2012، مقطع فيديو دعائي لما تريد ان تصبح عليه منطقه النقب في المستقبل، وجهود الدوله في الانفاق علي تنفيذ مشروع تطوير النقب، ودور المشروع في توفير فرص العمل للشباب الاسرائيلي وغير ذلك.

ويضيف الموقع الرسمي لرئاسه الوزراء، ان مشروع تطوير صحراء النقب يعتبر تنفيذا لرؤيه قوميه استراتيجيه تجند الدوله الكثير من الموارد اللازمه لتحقيقه، لانه سيؤدي الي تحسين نوعي  في حيا المواطنين في النقب، ويجذب عددا كبيرا من المستوطنين الجدد الي المنطقه.

مشروع برافر او مخطط برافر، هو قانون اسرائيلي اقره الكنيست يوم 24 حزيران/ يونيو 2013 بناء علي توصيه من وزير التخطيط الاسرائيلي ايهود برافر عام 2011 لتهجير سكان عشرات القري الفلسطينيه من صحراء النقب جنوب اسرائيل، وتجميعهم في ما يسمي "بلديات التركيز"، في اطار الخطه الراميه الي تطوير المنطقه اعتمادا علي مشروع قناه البحرين.

تم تشكيل لجنه برافر لهذا الغرض. ويعتبر الفلسطينيون هذا المشروع وجها جديدا لنكبه فلسطينيه جديده، لان اسرائيل ستستولي بموجبه علي اكثر من 800 الف دونم من اراضي النقب وسيتم تهجير 40 الفا من بدو النقب وتدمير 38 قريه غير معترف بها اسرائيليا. الا ان اسرائيل قد تراجعت عن هذا المشروع في كانون الاول/ ديسمبر 2013، نتيجه للضغوط الشعبيه العربيه داخل الخط الاخضر.

في 5 ديسمبر الماضي قال المحلل السياسي بصحيفه معاريف، عامير ربابورت، ان الانتخابات المبكره قد تؤدي الي تنفيذ المشروع الطموح بخصوص نقل بعض وحدات ومكاتب المخابرات الاسرائيليه الي صحراء النقب، ووُصف المشروع بانه بارقه امل وسط حاله الاحباط السياسي التي تسود اسرائيل اليوم.

وقال رئيس شعبه الاستخبارات العسكريه بالجيش الاسرائيلي، اللواء هرتسي هليفي، ان الجيش الاسرائيلي سينقل العديد من وحداته التكنولوجيه والاستخباراتيه الي منطقه صحراء النقب بالقرب من الحدود المصريه خلال عام 2020، خاصه تلك الموجوده في منطقه "جليلوت" و "جوش دان" الي صحراء النقب.

من جهتها، قدمت وسائل الاعلام الاسرائيليه العديد من المبررات لمشروع نقل وحدات الجيش الاسرائيلي الي النقب، وقالت صحيفه "جلوبس" الاقتصاديه الاسرائيليه، في 25/6/2012، و 21/8/2012 ان المشروع يهدف الي تنميه صحراء النقب، ومحاوله خلخله تواجد قواعد ومعسكرات الجيش في وسط اسرائيل، حيث يسيطر الجيش علي ما يقرب من 80 من مساحه اسرائيل، بينما تكفي المناطق المقامه عليها ثلاثه مناطق عسكريه في وسط اسرائيل لبناء ما يقرب من 25 الف وحده سكنيه، خاصه وان هذه الاراضي تعتبر من اغلي المناطق سعرا في اسرائيل.

يشير محضر الجلسه الثامنه والخمسين للكنيست الحادي عشر، المنعقده يوم الاربعاء الموافق 13 فبراير 1985 الي الاهميه الاقتصاديه الخاصه بقناه البحرين فيما يتعلق بتنميه وتطوير منطقه النقب الصحراويه جنوبي اسرائيل.