المحتوى الرئيسى

تمرد بوكو حرام يجري على أراضي مملكة إسلامية سابقة

02/28 07:02

الرئيس النيجيري: نحرز تقدما في مواجهه بوكو حرام

النيجر بين جهاديين في ليبيا ومالي وبوكو حرام بنيجيريا

بوكو حرام تهاجم قري في شمال شرق نيجيريا

تعليق حساب بوكو حرام علي تويتر

عنف بوكو حرام يضر بقطاع صيد السمك في نيجيريا

لاغوس: الاراضي التي اغرقتها بوكو حرام في الفوضي في جنوب بحيره تشاد، كانت في الماضي منطقه مملكه اسلاميه قويه، استمرت حوالي الف سنه، اشار اليها المتمردون النيجيريون مرات عده لاعطاء قتالهم شرعيه تاريخيه.

الا ان عددا من الخبراء قالوا لوكالة فرانس برس ان اعلان الجماعه انتماءها الي هذه المملكه التاريخيه ليس له اي تاثير لدي السكان المحليين اولي ضحايا اعمال العنف الواسعه النطاق التي ينفذها المتمردون. وامبراطوريه كانم بورنو شهدت تغيرات عديده منذ انبثاقها في القرن التاسع حتي سقوطها في سنوات 1890. وقد امتدت في اوج ازدهارها في شمال شرق نيجيريا وبعضًا من مناطق الكاميرون وتشاد والنيجر الحاليه.

وللمره الاولي استهدفت جماعه بوكو حرام، التي كانت قد اعلنت انها تريد اقامه دولة إسلامية في نيجيريا، هجمات في الكاميرون ثم في تشاد والنيجر. واكثر المجموعات التي تضررت باعمال العنف هي اتنيه الكانوري، التي قادت امبراطوريه كانم بورنو، وموزعه في اراض في الدول الاربع التي تستهدفها بوكو حرام حاليا.

واشار خبراء الي ان بوكو حرام حاولت مرات عده تبرير هجماتها علي اهداف اعتبرتها "غير اسلاميه" بان تنسب نفسها الي هذه الامبراطوريه التاريخيه التي كانت تتخطي الحدود التي رسمها الاوروبيون لاحقا للمنطقه. واكد الاستاذ صديق محمد من جامعه احمد بيلو في نيجيريا ان هذا الرجوع الي الامبراطوريه "لن يكون له اي وقع" علي الكانوري، الذين يعانون من مجازر واعمال خطف، تنفذها بوكو حرام، التي فقدت بالتالي اي مصداقيه بحسبه. واضاف ان قاده بوكو حرام المتوالين "ليس لديهم اي علم بالتاريخ".

علي امتداد تاريخها فرضت امبراطوريه دوله كانم بورنو نفسها مركزًا مهمًا للدراسات الاسلاميه وجذبت زوارًا عربًا اتوها من بعيد من الطرف الاخر لمنطقه الساحل كما يقول فنسنت هيريبارين الاستاذ في كينغز كولدج في لندن وصاحب كتاب يصدر قريبا بعنوان "تاريخ بورنو". واوضح ان "هذا يشكل مبعث فخر كبير" لدي الكانوري الذين يتحدثون دوما عن "الامبراطوريه الكبري" التي امنت تماسكها المذهل من تفانيها من اجل الاسلام.

ومن مصادر شعورهم بالفخر ايضًا بقاء المملكه مستقله في مواجهه تقدم دوله الخلافه المجاوره التي اسسها الامام عثمان دان فوديو المجاهد والكاتب من القرن التاسع عشر. وقد اسس دان فوديو احدي اضخم امبراطوريات غرب افريقيا، وعاصمتها مدينه سوكوتو، وسيطر علي الحيز الاكبر من شمال نيجيريا الحاليه واراض في الدول المجاوره. لكن محاولته للسيطره علي كانم بورنو فشلت في النهايه، حيث صدتها قواتها المؤلفه بشكل اساسي من الكانوري.

ويشير خبراء الي ان هذا الصراع علي السلطه ما زال يثقل العلاقات المتوتره بين الكانوري والاتنيتين الاكثريتين في سائر شمال نيجيريا وهما الهاوسا والفولاني. هذه الخصومه تزيد من تعقيد اي محاوله لفك رموز خطاب بوكو حرام الاخير. ففي تسجيل فيديو نشر في 17 شباط/فبراير اشاد زعيم بوكو حرام ابو بكر شيكاو الكانوري النسب بالامام دان فوديو.

لكن هيريبارن وخبراء غيره يفيدون ان الاحالات التاريخيه التي تعتمدها الجماعه تتعلق في معظم الاحوال بدوله كانم بورنو. فقد تحدث مؤسس بوكو حرام محمد يوسف الذي اعدمته قوي الامن النيجيريه في 2009، عن تلك المملكه في خطاباته لتبرير الرفض الايديولوجي للدوله النيجيريه. واعتبر هيريبارن الامر "استعاده ملكيه لماض مجيد"، فيما راي فيه المحلل الامني مدير مجموعه موسيكون الاستشاريه يان سان بيار مسعي الي انشاء هاله من "الشرعيه التاريخيه".

لكن بيار اعتبر ان التمرد شهد "تدهورا ايديولوجيا" منذ انشائه في 2002 وباتت الاحالات التاريخيه محدوده الوقع حاليا. فالحركه التي جندت في انطلاقتها افرادا من بين السكان المستاءين من ظروف معيشتهم وشعورهم بتخلي الدوله الفدراليه النيجيريه عنهم، تحولت في السنوات الخمس الاخيره الي تمرد دام استهدف المدنيين الذين اكدت انها تريد حمايتهم واستغلت فتيات صغيرات لتنفيذ هجمات انتحاريه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل