المحتوى الرئيسى

عملية استباقية للجيش تحمي ظهره.. وقرى السهل

02/27 01:27

خرج الجيش اللبناني، امس، من رد الفعل علي اعتداءات المسلحين في جرود سلسله جبال لبنان الشرقيه علي الحدود السوريه الي صناعه الفعل، في منطقه تُعتبر الاسخن في لبنان حالياً. وبادر الجيش في الـ24 ساعه الماضيه الي شن هجوم علي مواقع المسلحين في المواقع المحيطه بتله الحمرا في جرود راس بعلبك، مكّنته «من السيطره التامه علي مرتفعي صدر الجرش وحرف الجرش، شمال شرق التله»، وفق ما اكدت مديريه التوجيه في الجيش اللبناني في بيان لها.

ويمكن العمليه التي تكللت بالنجاح، برغم اصابه خمسه عسكريين بينهم ضابط، ان تؤمن ظهر قوات الجيش في تله الحمرا والمواقع القريبه التي تمت السيطره عليها قبل شهر تقريباً من جهه، وان تؤمن ظهر قري الفاكهه وراس بعلبك والقاع من جهه ثانيه.

والاهم في معركه الامس، انها خطوه اساسيه علي طريق هدف مهم يتمثل في ربط الجرد المنخفض من السلسله الشرقيه ببعضه البعض. ويمتد هذا الجرد من جرد عرسال بعد حاجز وادي حميد، حيث يتمركز الجيش في نقطه كبيره ومحصنه، باتجاه جرد الفاكهه وراس بعلبك والقاع.

ويمكن سيطره الجيش اللبناني علي هذه الجرود، التي يطلق عليها اهالي عرسال الجرد «الواطي» او «البريه»، ان تحل مشكله اساسيه بالنسبه لاهالي عرسال تتمثل في منعهم عن جزء كبير من ارزاقهم ومزارعهم القريبه من جهه، وان تبعد شبح تسلل المسلحين نحو قري السهل من جهه ثانيه، وان تحصن مواقع الجيش الذي يصبح مسيطراً بالنار علي جزء كبير من منطقه سهل الوسعه في جرد عرسال، وهي التي تفصل ما بين الجردين الاوسط والعالي.

ووقعت عمليه الامس «برداً وسلاماً» علي اهالي راس بعلبك وغالبيه اهالي عرسال الذين امل بعضهم ان تكون خطوه علي درب طويل يؤدي الي تحرير بلدتهم وجرودها، وبالتالي تحريرهم من المسلحين مع لقمه عيشهم واستعاده بلدتهم بكل ما تحمل الكلمه من معني، كما اكد اكثر من مواطن عرسالي لـ «السفير».

واكد ناجي نصرالله من راس بعلبك لـ «السفير» ان البلده عاشت يوماً عادياً «حتي ان المدارس لم تقفل ابوابها، وان السكان مطمئنون الي ما يقوم به الجيش ومن قدرته علي حمايه البلده».

ووضع الجيش عمليته في اطار «تامين الحيطه الامنيه للقري والبلدات المتاخمه للحدود الشرقيه، منعاً لتسلل الجماعات الارهابيه والاعتداء علي المواطنين»، وفق بيان التوجيه. واستخدمت في العمليه «رمايات بالمدفعيه والاسلحه المناسبه ضد تجمعات المسلحين وتحركاتهم، وادت الي تحقيق اصابات مباشره في صفوفهم، كما ضُبط عدداً من العبوات الناسفه والاسلحه المتوسطه والخفيفه والذخائر، بالاضافه الي اعتده عسكريه عائده للارهابيين». واشار بيان الجيش الي «اصابه ثلاثه عسكريين بجروح غير خطره».

وافادت المعلومات عن قصف الجيش تجمعات مشبوهه في محيط مدينه الملاهي التي تقع خارج نطاق عرسال البلده، وبالتحديد بعد وادي حميد، وخربه داوود والعجرم في جرود عرسال، كما قصف الطيران مراكز حيويه في مرطبيا.

وتقع مرطبيا شرق خربه داوود، وفيها نبع مرطبيا، وهي تحد وادي المير علي، الذي يتواجد فيه تنظيم «داعش». وتقع مرطبيا تحديداً علي المثلث بين خربه داوود في جرد عرسال وقاره السوريه ووادي حورته في جرد راس بعلبك، اي علي الحدود اللبنانيه - السوريه مباشره.

ويفتح قصف بعض المواقع المشبوهه للمسلحين بعد منطقه وادي حميد، الباب علي تنظيف المنطقه الممتده من وادي حميد الي جرود الفاكهه وراس بعلبك. وتبدا هذه المنطقه من وادي حميد مروراً بـ «شبيب» و «صفا الاقرع» وصولاً الي «طاحون الهوا» المتصله باعلي «تنيه الراس».

ويشكل ترابط هذه المناطق مع ضهر الجبل، شمال غرب عرسال لناحيه الفاكهه وتنيه الراس، المثلث الذي تلتقي عنده جرود عرسال والفاكهه وراس بعلبك، ومن شانه ان يتيح للجيش حمايه ظهر مواقعه ومعها السيطره بالنيران علي سفح الجرد العرسالي الاعلي.

وعسكرياً، يتمكن الجيش عبر سيطرته علي تله «ام خالد» صعوداً من راس بعلبك ثم سرج الدبس وتله «الحمرا»، ومعها تلَّتا «خرخونه» في جرد الفاكهه وضهر الجبل التي تطل علي قري البقاع من شمال غرب عرسال، من السيطره بالنار علي مناطق وادي حورته المتصل بجرد عرسال من ناحيه الشرق والجنوب وببلده قاره السوريه من جهه الشمال والشمال الشرقي، وتحول دون وصول المسلحين الي عدد من المرتفعات التي تمكنهم من استهداف المناطق اللبنانيه الاهله. ويؤمن تعزيز مواقع الجيش في «ضهر الجبل» سيطرته علي «عقبه النصاري» علي الحد بين جردي عرسال والفاكهه والتي تشرف علي معبر وحاجز «المصيده» حيث يوجد مركز كبير لقواته.

يامل اهالي عرسال ان تؤدي خطوه الجيش الي «تحرير» جردهم بالكامل علي المدي البعيد، وطبعاً معه البلده، من المسلحين كافه. اما علي المدي القريب، فقد استبشر البعض منهم ان يكمل الجيش ما «يصفونه» بخطه «لوصل الجرد الواطي بجرود الفاكهه وراس بعلبك والقاع»، وهو ما يحرر منطقه كبيره في خراج بلدتهم من سيطره المسلحين في جزء منها، وبالتحديد الجزء المتصل بعرسال.

تقع في هذه المنطقه، وبالتحديد بعد وادي حميد، الغالبيه العظمي من مناشر الحجر العرساليه البالغ عددها نحو 300 منشره. ومن هناك يخرج «العراسله» الي مزارع الخضار وبعض كروم الاشجار المثمره التي تعتاش منها مئات العائلات، والتي تعجز حالياً عن الوصول الي ارزاقها. وياخذ عجز المزارعين عن الوصول الي اراضيهم بُعداً مهماً مع اقتراب فصل الربيع وبدء موسم الزرع الذي يؤسس للموسم المقبل.

وزار وفد من المزارعين بعض مسؤولي الجيش في المنطقه مؤخراً وبحثوا معهم اوضاعهم الناتجه عن الوضع الامني حيث تم وعدهم بـ «ايجاد حلول تسّهل وصولهم الي اراضيهم». وبالاضافه الي الاراضي الزراعيه، يعجز العاملون في المناشر الحجريه واصحابها وكذلك العاملون في نقل الحجر، عن الوصول ايضاً الي اماكن عملهم بسبب الاوضاع الامنيه في محيطها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل