المحتوى الرئيسى

كل قلوب الناس جنسيتك | المصري اليوم

02/26 22:35

«مصر قلب الوطن العربي، ان انصلح حالها انصلح حال جميع البلدان العربية، وان لم تنتقل الي مصاف الدول المتقدمة، ضاعت بلدان المنطقه وراءها»!! كانت هذه كلماتها حينما جمعني بها لقاء خارج الكاميرات؛ فتساءلت: ما الذي يجعلك تتركين موقعك المتميز، لتخوضي تجربه غير مضمونه النجاح؟ فواصلت كلامها لتشرح: مصلحه كل مواطن عربي في «انصلاح» الاحوال في مصر! واضافت ايضًا انها ارادت لابنتها ان تعرف بلدها جيدًا، وتزور اهلها باستمرار في محافظة اسيوط بصعيد مصر.

ليليان داوود، التي عملت اثنى عشر عامًا مراسله، ثم مذيعه، في كبريات المؤسسات الاعلاميه في العالم مثل اسوشيتد برس ثم بي بي سي، وجعل منها نجاحها في تلك المؤسسات، شخصيه اعلاميه مرموقه يفتخر بها كل عربي، مثلما نفتخر بقصص نجاح اخرين من بلادنا في الغرب؛ فهناك تري العرب يفخرون بليليان كما يفخرون بمجدي يعقوب وزويل وكارلوس غصن وغيرهم.

اليوم تدفع ليليان ثمن اختياراتها! تدفع ثمن انها حلمت بوطن يمكن لابنتها ان تعود اليه فتحيا حياه كريمه؛ بدلًا من ان تعيش في بلاد ليس لها جذور في تربتها، رغم كل الاغراءات. وتدفع ثمن حلمها ببناء دول عربية حديثه تعيد اجتذاب الكفاءات التي لم تجد لنفسها مكانا في موطنها! تدفع ثمن موضوعيتها وكفاءتها الاعلاميه، ونقلها الحقيقه دون زياده او نقصان! تدفع ثمن اصرارها علي قول الحقيقه، في وقت انتشر فيه الكذابون ونالوا المكافات والملايين مقابل بث كذبهم وكراهيتهم يوميًا علي الشاشات! تدفع ثمن ايمانها بحرمه الدم وعدم قيامها بالتحريض علي القتل ايًا كان اختلافها، حين اصبح التحريض علي القتل بطوله مدفوعه الثمن! تدفع ثمن ايمانها بان مهنتها هي كشف الحقيقه لا التعبير عن انحيازاتها!

اذكر يومها، عندما علمت بتلقيها عروضا من اكثر من قناهـ بحكم عمل مكتبي مستشارًا قانونيًا لعدد من المؤسسات الفنيه والاعلاميهـ انها تفكر فعلًا في الانتقال نتيجه سوء الاحوال الماديه لقناتها؛ هاتفتها قائلًا: بلادنا تحتاج لمن يقول الحقيقه دون تجميل او تهويل، ولم يبق للباحثين عن الحقيقه في بلادنا غيرك، واذا كانت مشكلتك في دفع ايجار الشقه التي تسكنين بها، فبيوتنا جميعًا مفتوحه لك ولابنتك، ردًا لجميل سيعترف به الجميع حينما ياتي زمن الحقيقه في بلادي. ليليان التي لم يكتف طيور الظلام بما تتحمله لتمارس عملها كما تعلمته في كبريات المؤسسات الاعلاميه في العالم، بل زادوها بمحاوله الاساءه لها والتبجح بانها ليست مصريه!!

هل يعلم هؤلاء المحرضون المدفوعون، ان الامم تتقدم بجهود ابنائها بالجنسيه وابنائها بالانتماء؟ هل يعلم هؤلاء ان مصر الحديثه اسسها محمد علي باشا الذي ولد باليونان لاسره البانيه؟ وان احد رموزنا الوطنيه هو جمال الدين الافغاني؟ وان اكبر مؤسسه اعلاميه مصريه ـ الاهرام ـ اسسها بشاره وسليم تقلا اللبنانيان؟ وان مؤسس اول اتحاد عمال في مصر، الذي اضرب عن الطعام حتي الموت ـ عندما تم حل الاتحاد واعتقال قياداته، لدورهم الوطني في مطلع القرن ـ كان السوري انطوان مارون؟ وان من بين رموز الادب والفن المصريين الذين نفخر بهم، بيرم التونسي، وفؤاد حداد اللبناني الاصل، وفريد الاطرش واسمهان وفايزه احمد السوريين، وصباح اللبنانيه، وغيرهم الالاف الذين ساهموا في نهضه بلادنا، واختاروها وطنًا طواعيه؟.. فان اخترت الفاشيه كن فاشيًا حقيقيًا وطالب بترحيلهم جميعًا! الا اذا كان هناك من يدفع لك مقابل هجومك علي شخصيات بعينها!! وهل اصبح من الطبيعي في بلادنا ان يدعي من يبحثون عن ربع فرصه للخروج من هذه البلاد فيفشلون لانهم معدومو القيمه ـ انهم اكثر وطنيه من الناجحين الذين اختاروا الانتماء والانحياز لهذا الوطن بارادتهم!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل