المحتوى الرئيسى

حدود تأثير القبلية على البرلمان القادم صحافة عالمية

02/26 10:08

نشرت صحيفه المونيتور مقالا لريهام مقبل الباحثه بالمركز الاقليمي للدراسات السياسيه والاستراتيجيه يدور حول مدي تاثير الطبيعه القبليه في مصر علي شكل وتكوين البرلمان المصري القادم، متضمنا مقابلات مع بعض المرشحين المحتملين في مناطق تتسم بالطبيعه القبليه والخبراء المتخصصين في الشئون القبليه. وفي البدايه توضح الباحثه انه دائما ما يدور الحديث عن دور العائلات والقبائل المصريه في العمليه السياسيه ابان كل حدث انتخابي في مصر سواء قبل ثوره 25 يناير 2011 او في السنوات التاليه لها، حيث تحرص العائلات والقبائل خاصه في صعيد مصر ومحافظات سيناء ومطروح علي تواجد احد ابنائها في البرلمان. ولكن تري الباحثه ان ثمه تغييرا قد طال هذه الظاهره بعد ثوره 25 يناير ومع صعود التيارات الاسلاميه.

وقد كان من الطبيعي ان ينعكس الاستقطاب والانقسام، الذي حدث في مصر علي القبائل والعائلات، علي نحو يشابه ما حدث في المجتمع بصفه عامه، بينما يبدو من تحركات القبائل الاخيره جهوزيتهم لخوض الانتخابات البرلمانيه بشكل منظم وموحد، وذلك من خلال المجمع الانتخابي، وهو تجمع يشكل من كبار العائلات ويجري فيه تصويت انتخابي بين افراد العائله لاختيار المرشحين للانتخابات، ولكنه يظل قيد التكهنات.

تشير الباحثه الي ان مصطلح العصبيه القبليه يُعني الموالاه للقبيله العائله وتاييدها بشكل يعكس مدي سطوه ونفوذ القبيله، والتي كانت تخضع للنظام الحاكم ايا كانت توجهاته تحقيقا للمصالح المشتركه واهمها الحفاظ علي الامن مقابل منحهم النفوذ، وربما تمثل الانتخابات البرلمانيه فرصه لبقاء نفوذ القبيله وتفوقها، ولكن بعد حدوث بعض الانقسامات، وهي انقسامات داخل القبائل وفي القبائل التي تقطن التجمع السكاني الواحد (القري والنجوع)، خاصه في الانتخابات البرلمانيه لعام 2011، وقدره جماعه الاخوان المسلمين علي اختراق العائلات الصغيره والمهمّشه، لدفع مرشحين من عائلات صغيره ينتمون اما للاخوان المسلمين او حتي باقي التيارات الدينيه مثل حزب النور السلفي للترشيح في الانتخابات، تسعي القبيله للعوده من جديد والحفاظ علي تماسكها، وهو ما تري الباحثه انعكاسه من المؤتمرات التي تعقدها للتوعيه باهميه الانتخابات والاعلان عن مرشحيها، والتحالفات الانتخابيه مع الاحزاب السياسيه المصريه، متسائله حول شكل التحالفات القبليه في الانتخابات البرلمانيه المقبله؟ وهل ستسهم الانتخابات البرلمانيه القادمه في عوده نفوذ القبيله من جديد؟.

واجرت الباحثه لقاءات مع مرشحين للبرلمان القادم واولهم وائل زكريا، برلماني سابق ما بين عامي 2000 الي عام 2010، ومرشح في الانتخابات البرلمانيه القادمه التي ستعقد يومي 22 و23 مارس 2015، وينتمي الي قبيله "المطاعنه"، حيث بين رغبه اهل دائره اسنا محافظه الاقصر، في ترشيحه للانتخابات، حيث تتوارث عائلته المقاعد البرلمانيه منذ عام 1923. وارجع زكريا السبب في ذلك الي حب الناس لشخصه ولعائلته وتقديمه الخدمات لاهل بلده.

وانضم زكريا الي قائمه حزب المصريين الأحرار، وبرر ذلك بالقول: "لانهم اصدق في كلامهم وبرامجهم من باقي الاحزاب التي عرضت علي شخصه. امّا سبب اختيار الحزب لزكريا فهو تاريخه المشرف ونزاهته، حسب زكريا. ولكن زكريا لم يفلح في الفوز بمقعد البرلمان السابق عام 2011. وارجع السبب في ذلك الي دخوله في قائمه باسم "حزب الحريه"، وهو مشابه لاسم جماعه الاخوان المسلمين "حزب الحريه والعداله"، مما اربك الناخبين، وظنوا انه مُمثل للاخوان. ويقر زكريا في حديثه بحدوث تغيير في مصر بعد 25 يناير، بسبب سعي الشباب الي التغيير. وشدد في حديثه علي قدره جماعه الاخوان المسلمين من اختراق العائلات والقبائل بعد 25 يناير، وكسب تعاطف الناخبين باسم الدين.

في ظل بدء الماراثون الانتخابي، وتنافس المرشحين في الدخول الي قوائم، اشارت الباحثه الي ما اعتبره الاستاذ ابو الفضل الاسناوي، الباحث المتخصص في الصوفيه وشئون القبائل بمؤسسه الاهرام المصريه، عجز القبائل عن تشكيل قوائم انتخابيه بمفردها. مفسرا ذلك بالقول: "القبائل لا تستطيع تشكيل قوائم نظرا لاتساع نطاق القوائم في قانون الانتخابات الجديده، الذي يمتد من حدود محافظه اسوان الي محافظه الجيزه". مشبها علاقه الأحزاب السياسية بالقبائل "بالحضن الدافئ" حيث تلجا الاحزاب الي العائلات للحصول علي اصواتهم.

وتوضح الباحثه ما ركز عليه الاسناوي حيث التفتت الذي اصاب القبائل بعد ثوره 25 يناير، خاصه فيما اسماه "الالتزام القبلي"، اي اتفاق العائلات علي مرشح بعينه، والمستمر حتي الان. ويشرح: "العائله لديها مستويان وهما؛ البيت الحاكم ويكون المقعد البرلماني منه، اما المستوي الثاني وهو الخدمي، فتذهب اصواته للبيت الحاكم، مقابل تقديم الاخير خدمات لهم. واعتبر المستوي الخدمي كان الاسهل اختراقا من قبل الاخوان. ولكنه يري ان الالتزام القبلي عاد بعد ثورة 30 يونيو، ولكن بصوره اضعف. مؤكدا قدره القبائل في احداث حراك انتخابي علي خلاف الاحزاب السياسيه، التي مازالت تتعارك حتي الان. وفسر ذلك بالقول: "القبائل يستعدون بفاعليه للانتخابات عبر عقد مؤتمرات".

ويعتبر ان الترشيح القبلي هو الرهان الكاسب للانتخابات القادمه. وشرح بالقول: لان اغلبيه المرشحين من الاحزاب هم من ابناء تلك القبائل والعائلات في محافظات مصر، بالاضافه الي ان النسبه الاكبر من المستقلين من العائلات والقبائل. وبالتالي، قد يكون التنافس في الانتخابات المقبله هو تنافس عائلي ــ عائلي او قبلي ــ قبلي.

وتبرز الباحثه ما طرحه الاسناوي من تساؤل اعدّه بالهام وهو: هل الترشيحات المقبله تقتصر علي محافظات الدلتا والصعيد؟!. مجيبا بالايجاب. غير ناف لحقيقه وجود ترابط عائلي في محافظات القاهره مثل منطقه مصر القديمة ومنشيه ناصر، ومحافظه حلوان ومحافظه الفيوم، ولكن بدرجه اقل من الصعيد، مضيفا ان "هذا يعطي رساله مفادها ان التنافس العائلي في مصر لا يقتصر علي الاقاليم والريف، ولكن يمتد الي العاصمه المصريه".

وتطرق الاسناوي في حديثه مع الباحثه الي الترابط بين الدوله والقبائل.

والذي يتحقق من خلال وزاره الداخليه، التي تعين العمد والمشايخ مقابل المساعده في ضبط الحاله الامنيه. كما تسيطر العائلات علي المجالس الشعبيه المنتخبه وتحصل علي عدد اكبر من التعيينات في المجالس التنفيذيه واجهزه الدوله المختلفه منها القضاه والنيابه والشرطه والجيش"، حسب الاسناوي. والذي وصفه بـ"التغلغل الداخلي".

واستبعد الاسناوي نجاح القوي الثوريه من داخل القبائل في الانتخابات البرلمانيه، الا لو كانوا من ابناء العائلات الكبيره.

وتلفت الباحثه النظر الي ان الصراعات والمشكلات تتجدد بين القبائل وداخل القبيله الواحده اثناء فتره الانتخابات البرلمانيه. وفي هذا السياق، تشير الي حديث الشيخ احمد الادريسي، شيخ مشايخ الطريقه الاحمديه الادريسيه، واحد اهم وسطاء المصالحه بين القبائل ومن بينها النوبيين والهلايل بمحافظه اسوان، عن ان دوره في المصالحات بين القبائل يزيد من التوافق بين القبائل وداخل القبيله نفسها واختيار افضل المرشحين. واضاف: "ولكن في وقت الصراعات تزداد النزاعات بين القبائل حول اختيار المرشحين، والذي يتم في النهايه علي اساس شخصي وليس علي اساس الكفاءه".

وشدد الادريسي علي وجود توافق قبلي حاليا، مستشهدا بقبيله الجعافره في محافظه اسوان، حيث يوجد اكثر من ثمانيه بيوت يجتمعون علي مرشح واحد. والاكثر من ذلك، هناك قبائل قريبه من بعضها، تتفق علي اختيار مرشح الاعاده، حسب الادريسي.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل