المحتوى الرئيسى

المصري محمد سلام .. من القاهرة إلى المريخ "رحلة بلا عودة"

02/25 22:28

القاهره/ هاجر الدسوقي/ الاناضول -

"لو كان لي زوجه واولاد، لما تركت كوكب الارض، وصعدت الي المريخ"، بتلك الكلمات البسيطه، قال محمد سلام، الشاب المصري، الذي جري اختياره الاسبوع الجاري في تصفيه اولي، ضمن 100 حول العالم، ليصعدوا كوكب المريخ في "مهمه بلا عوده"، ليكون بذلك المصري الوحيد ضمن القائمه.

محمد سلام، (32 سنه)، قرر ومعه اخرون ان يغادروا كوكب الارض الي جاره الذي يتشابه معه في الحال، لكنه غير ماهول بالسكان، ويحمل بقعاً حمراء، منها اكتسب اسمه "الكوب الاحمر".

سلام الذي تتجاوز احلامه صعوده الي المريخ، قال في مقابله مع وكالة الأناضول: عندما قررت المشاركه في هذه المهمه، تريثت قليلا، لان الرحله ستكون بلا عوده، وفي النهايه اتخذت قرار بالموافقه لانني مؤمن بالمخاطره من اجل تطوير البحث العلمي.

"عدم عودتي الي كوكب الارض، هي اكثر شيء دفعني للمشاركه في هذه المهمه"، هكذا يكمل سلام، لكنه يعود ليعاتب نفسه قائلاً: لكن ذهابي الي هناك لا علاقه له بالاحباط او الاوضاع السياسيه.. فلا احد يختار المكان الذي يكون فيه.. مثلما نقول هذا هو الوطن.. والكوكب الوحيد الذي اعرفه والذي يوجد عليه ناس.. وبالتالي مهما كانت الاشياء التي لا احبها فيه، فمازالت احب هذا المكان.

تابع محمد، المتوفي والديه: ربما لو كنت متزوجا، ولدي اطفال، لم اكن لافكر في المشاركه في هذا البرنامج.. بصراحه لو كان عندي اطفال كان مستحيل اصعد الي المريخ.. لاني كنت بمثابه الام والاب لاخي الصغير، فاعرف هذا الشعور جيدا.. اعرف ما الذي يعنيه ان يكون لك مثل اعلي، وما الذي يحدث ان تركته وذهبت لاجل حلم شخصي.

تحدث محمد عن الانانيه، فيربط بينها وبين حلم اختياره في قائمه الـ 24 من المشاركين، قبل ان تتم تصفيه لاحقه الي 4 اشخاص (ولدين وفتاتين) هم من سيافرون الي المريخ فعليا قائلا: من اهم المتطلبات لهذا البرنامج الا يكون المشارك اناني، لاننا سنعمل سويا، من اجل ان نبقي.

الشاب المصري، الذي بدا مصمما علي استكمال طريقه قال: لا يوجد شيء يعدلني عن قراري، والدعم الذي القاه من اخي يشعرني بايجابيه اكثر، ولا افكر صراحه في الموقف الذي قد يدفعني للانسحاب لانني لا اريد ان اغير قراري، ويكفي ان لدي حلم.

الحلم الذي يجمع محمد و99 اخرين، ليس من بينهم عرب عداه وشاب عراقي يعيش في الولايات المتحده، بدا عام 2012 عندما اعلنت "مارس ون" منظمه غير ربحيه مقرها في هولندا تهدف لاقامه مستعمره بشريه علي كوكب المريخ بحلول عام 2025 خاصه، عن رحله للمريخ بلا عوده لاقامه مستعمره بشريه علي كوكب المريخ بشكل دائم، وجري تصفيه المشاركين من 200 الف مشارك الي قائمه تضم 100 شخص.

اضاف محمد: في اخر عام 2016 سنتعرف علي القائمه قبل النهائيه التي ستضم 24 مشاركاً، ويمضوا معاً 9 سنين في تدريبات شاقه، ودراسه لكل المجالات من طب وهندسه وجيولوجيا وكل شيء، والحقيقه اني مؤمن بما افعله، وسعيد للغايه لاني امثل بلدي والوطن العربي، وحلمي يقترب مني، يبقي فقط خطوه واحده، لانني قطعت شوطاً كبيرا.

اعتبر سلام انه يمثل الوطن العربي لانه بحسب قوله، المصري الوحيد في القائمه من اصل اثنين عرب، والاخر متواجد في امريكا، فيبقي الوحيد الذي يعيش في الوطن العربي فعلياً، وبالتالي يمثل مساحه كبيره من شمال افريقيا والشرق الاوسط.

ولا يبدو من حديث محمد الذي تعددت هوايته خلال اعوامه الثلاثين بين العزف علي الكمان، ولعب كره السله، انه سيمل العيش علي كوكب المريخ، حيث قال: بالنسبه للعيش هناك علي كوكب المريخ، اعتقد ان المساله بالنسبه لي علي المستوي الشخصي بمثابه مغامره كبيره، وساكون منشغل الي حد كبير بالابحاث، وسيكون هناك مليون عالم لديهم اسئله وتجارب يريدون مني الاجابه عليها.

مضي الشاب المصري قائلا: "ساخذ معي كتاب الله، والبيانو الخاص بي، لان التحدي الحقيقي هو عدم الشعور بالملل، كما اني ساشغل معظم وقتي بالقراءه وبالحديث لزملائي الثلاثه، الذين حتماً سيكونون من ثقافات مختلفه".

العالم الافتراضي، ساعد سلام علي استيعاب فكره صعوده الي المريخ، فيقول: 28 مليون كيلو متر فاصل بين الاتصال بين الكوكبين وبالتالي سيكون هناك تاخير في الانتقال، لن نستطيع التحدث لذوينا في الهاتف، لكننا سنتمكن من ارسال رسائل الكترونيه، وهذا ما نفعله علي كوكب الارض، جميعنا يرسل رسائل علي المواقع، والبريد.

تابع سلام: خلال فتره تواجدي علي كوكب المريخ، ساهتم كثيراً بتطوير البحث العلمي في علوم الفضاء، اعرف ان المهمه ليست سهله، واصعب وقت سامر به هو ذلك الوقت الذي سابتعد فيه عن كوكب الارض، ولا اري بعد كوكب المريخ، لكن حينما ساصل سيتغير كل شيء، هذا علميا وسيكولوجيا صعب للغايه لكن خلال العشر سنوات سنتدرب علي ذلك.

ولا يفكر سلام مثل زميلته البريطانيه "ماجي ليو" والتي جاءت ضمن قائمه المائه، وهو ان يكون اسره ويضع مولود يحمل جنسيه "مريخي"، فيقول؟: ساترك هذا الامر للعلماء ليخبرونا قبل الذهاب بما اذا كان هذا ممكنا ام لا، فالاهم لدي الان هو القيام بالتدريبات التي تؤهلني للمهمه.

ويدور جدل بين العلماء حول فاعليه المهمه التي تنظمها "مارس ون" حيث اتفق البعض علي اهميتها لتحقيق حلم لدي الكثيرين بالصعود الي المريخ، بينما يري، البعض، انها ستعتمد بشكل رئيسي علي تطور التكنولوجيا خلال تلك السنوات.

اما سلام فهو متاكد انه خلال العشر سنوات المقبله سيكون هناك تكنولوجيا اكبر مما هي الان، وسنصل اسرع من الان، وربما يجعل ذلك المهمه امان اكثر.

تابع سلام: حتي لو لم اصل فانا مؤمن بما افعل، والايمان لا علاقه له بالنتيجه النهائيه.. يكفيني شرف المحاوله.

المحاوله، في هذه المهمه، تعني كيف يضع سلام وزملاؤه اقدامهم علي كوكب المريخ، وهي الجزء الاصعب بالنسبه للعلماء والاسهل بالنسبه لسلام الذي يري ان التدريب خلال 9 سنوات قادمه سيتطلب منه جهدا شاقاً فهو علي الاقل يجب ان يحصل علي شهاده الدكتوراه في مجال من المجالات المتصله بعلوم الفضاء، فاما هندسه او طب او زراعه او جيولوجيا او حفريات.

تبني الشاب المصري، كغيره من المشاركين، حلم "مارس ون"، حيث قال: هي رحله بلا عوده، لان المعضله العلميه لم تكن في الذهاب ولكن في كيفيه الذهاب والعوده، وبالتالي كانت المهمه، باننا نستخدم التكنولوجيا المتاحه في الذهاب الي هناك ونعمر وندرس ونجيب علي الاسئله المعقده.

الاسئله المعقده بحسب سلام هي: ما الكوكب؟ ما المجموعه الشمسيه؟ هل كانت هناك انهار فعلاً تجري علي المريخ وجفت لاحقا؟

كلها اسئله وغيرها سنرد عليها، حتي لو لم نصل ولم نكتشف ولم نجيب، هذا سيجعل العلماء حينها يغلقون هذا الباب ويركزون جهودهم في امور، بحسب سلام.

صمت سلام قليلاً، وكانه يري حلمه ثم يقول: عام 2018 ستقوم المنظمه بارسال اول مهمه وهي قمر صناعي يدور حول المريخ لعمل اتصال بين الارض والمريخ لاحقا، وفي 2020 سيكون هناك مهمه اخري حيث ينزل الي علي المريخ ويقوم بعمل بعض اعمال الحفريات وتحليل بيانات وهناك مرحله اخري وهي نزول وحدات كبيره علي المريخ فيما سنسافر نحن رواد الفضاء عام 2024.

الشاب المصري يرسل رساله لبلاده قبل مغادره الارض، بقوله "كل ما اتمناه ان تختلف النظره الي التعليم، فمن خلال تجربتي الشخصيه، لو كنت عرفت ما احبه ووجدت من ينميه ويعلمني واقرا فيه، لكان الوضع مختلفاً ولكنت رائد فضاء".

لكن محمد الذي درس في مجال نظم معلومات بالعاصمه القاهره، اكتشف حبه لعلوم الفضاء بنفسه، منذ ان كان صغيراً فقرر،  بالتزامن مع ثوره 25 يناير/ كانون الثاني 2011، ان يشتري تلسكوب، كان يريد ان يري شيئاً مختلفاً كغيره من المصريين، لكنه اختار ان يكون هذا الشيء في السماء.

قاول سلام: عندما رايت القمر اول مره ظللت ابحث كيف اكون رائد فضاء؟.. هل يمكن ان اقتحم هذا المجال رغم سني الكبير ام انه اصبح صعباً؟ حاولت حتي تعثرت بمهمه "مارس ون"، وجدتهم يريدون متطوعين مثلي، حتي يجعلوهم رواد فضاء، لم اتردد للحظه كي اكون اول رائد فضاء مصري .. وربما ياتي بعدي 100 عالم فضاء مصري في جميع المجالات .. وهذا هو حلمي.

وبحسب الموقع الرسمي لمشروع مارس ون، ففي عام 2015، يقضي كل مجموعه، بضعه اشهر سنويا، في التدريب، من خلال التواجد بمستعمره مماثله للوضع علي كوكب المريخ، للتحضير للمهمه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل