المحتوى الرئيسى

تاريخ التجارب السريَّة التي أجرتها الحكومة الأمريكيَّة على البشر

02/25 16:03

للاجهزه الامنيه الامريكيه تاريخٌ طويل في اجراء التجارب العلميه والطبيه علي البشر، احيانًا دون علمهم، واحيانًا دون النظر الي مخاطر هذه التجارب علي صحه المواطنين الامريكيين، او حتي الاجانب، الذين كان حظهم سيئًا بما يكفي ليكونوا «فئران تجارب» للكثير من الامراض، والمواد المُشعه، والعقاقير الغريبه، وحتي تجارب التحكُّم في العقول.

اربعون عامًا من التجارب «غير الاخلاقيه» علي مواطنين امريكيين سود بين عامي 1932 و1972، خضع خلالها 399 رجلاً الي خدعه اخبرهم فيها «معهد توسكيجي» انهم سيتلقون علاجًا مجانيًا من الحكومة الأمريكية لمشاكل الدم لديهم، لكنهم في الحقيقه كانوا مشاركين في برنامج سري تحت رعايه هيئه الصحه العامه الامريكيه.

هدف البرنامج هو دراسه اثر عدم علاج مرض «الزهري» علي المزارعين الامريكيين من اصل افريقي. لم يُخبرهم احدٌ انهم مصابون بمرض «الزهري»؛ ولم يتلقَ الرجال العلاج طوال فتره الدراسه، حتي بعد اكتشاف البنسلين علاجًا للمرض في عام 1940.

احدثت الدراسه جدلاً طبيًا، واخلاقيًا، وعِرقيًا واسعًا في امريكا؛ ادَّي الي انشاء «مكتب حمايه البشر في الابحاث العلميه» ليُحدد قواعد وشروط اشتراك البشر في الابحاث العلميه والطبيه لضمان اخلاقيتها.

واعتذر الرئيس الأمريكي الاسبق «بيل كلينتون» لضحايا التجربه نيابهً عن الحكومه الامريكيه في عام 1997.

في اربعينات القرن الماضي، كانت الولايات الامريكيه تخوض معارك الحرب العالميه في المحيط الهادئ، لكن الملاريا والامراض الاستوائيه الاخري كانت تعوق القوات.

ما العمل؟ محاوله التوصُّل الي علاج الملاريا.

لكننا بحاجه الي مرضي بالملاريا لتجربه العلاج؟ الحل اذًا هو اصابه بعض المساجين بالملاريا، ودراسه اثر العلاج عليهم.

اجري الدراسه قسم الطب في جامعه «شيكاغو»، بالتعاون مع الجيش الأمريكي، ووزارة الخارجية الامريكية، علي 400 سجين في مؤسسه «Stateville Penitentiary» العقابيه. كانوا يُسجِّلون الملاحظات علي بعضهم، منعزلين عن بقيه نُزلاء السجن، ومُعرَّضين لما وصفه «المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيويه» بـ «مخاطر قاتله».

كانت التجربه احدي الحُجج التي قدَّمتها هيئه الدفاع عن مجرمي الحرب النازيين في «محكمه نورنبيرغ»، قائلين ان التجارب التي اجراها النازيون علي البشر لا تختلف، في اساسها الاخلاقي، علي تجارب اصابه المساجين بالملاريا في امريكا.

«هل باستطاعتنا السيطره علي البشر لنرغمهم علي ان يفعلوا امورًا لا يريدونها، او حتي امورًا مُخالفه لطبيعتهم البشريه وقواعد الطبيعه، مثل حِفظ النفس؟»

اُثير هذا السؤال في احدي المناقشات التي سبقت مشروعًا اطلقته وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) لدراسه اثار «عقارات الهلوسه» او ما يُعرف بالانجليزيه باسم LSD علي مئات من المدنيين والعسكريين بين عامي 1953 و1964.

تضمَّن المشروع الذي اُطلق عليه Project MKUltra عده تجارب تهدف الي دراسه اثر استخدام المواد الكيميائيه في الاستجواب والتعذيب، وفي الاعمال الاستخباراتيه بهدف التاثير علي ادراك الانسان، او ذاكرته، او سلوكه.

مع انطلاق المشروع، حُقن المئات من المرضي العقليين، والسجناء، والعاملات في الدعاره وزبائنهن بعقار الهلوسه بغير علمهم، كما استخدمه الكثير من الضباط وموظفي الاستخبارات المشاركين في المشروع علي بعضهم البعض.

توقَّف المشروع في عام 1964 بعد ان اعلن المسؤولون عنه ان البحث فيه لا يؤدي الغرض منه.

قضي الطبيب الامريكي الشهير «البيرت كليجمان» عده اعوام في سجن «هولمسبرج» في ولايه «فيلاديلفيا» الامريكيه، اجري فيها مئات من التجارب علي المساجين لكبري شركات الادويه والمستحضرات في العالم، وكذلك لوزارة الدفاع الأمريكية.

ركَّزت دراسات الدكتور «كليجمان» علي العديد من الادويه والمستحضرات الطبيه، لكنها تضمنَّت ايضًا عقاقير نفسيه، وتعريض اكثر من 75 سجينًا لكميات كبيره من ماده «العامل البرتقالي» السامه، التي استُخدمت في الحرب ضد فيتنام.

شمل مجموع التجارب اكثر من 350 سجينًا، رفع بعضهم دعاوي قضائيه ضد الدكتور «كليجمان» قبل وفاته في عام 2010 عن 93 عامًا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل