المحتوى الرئيسى

الملك فاروق الأول.. نقش خالد بماء الذهب على جدران المسجد الأقصى منذ 72 عاما

02/24 23:40

بين المدخل الرئيسي للمصلي القبلي بالمسجد الاقصى والباب الذي يقع غربه، توجد بلاطه من المرمر نقشت عليها سطور بماء الذهب تتضمن اعمال الترميم التي قامت بها الحكومة المصرية في عهد الملك فارق الاول، وذلك علي خطي من سبقه من الملوك والسلاطين خلال الفترات التاريخيه المتعاقبه، حيث كانوا يقومون بنقش ما انجزوه من ترميمات وتوسعات علي اماكن مختلفه من جدران المسجد الاقصي.

ونقش علي هذا التذكار "جدد المجلس الإسلامي الأعلى القسم الشرقي والرواق الاوسط وواجهه الرواق الشمالي للمسجد الاقصي المبارك باشراف الاثار العربيه بمصر، وقامت الحكومه المصريه بتجديد السقف الخشبي للرواق الاوسط في عهد جلاله الملك الصالح فاروق الأول حفظه الله وايد ملكه في سنه 1363 للهجره 1943".

ومر المسجد الاقصي وبواباته واروقته وباحاته وقبابه بالعديد من عمليات الترميم والاعمار والتوسع علي مر العصور المختلفه للحفاظ عليه سواء من الانتهاكات التي يتعرض لها من الاحتلال الاسرائيلي او الهزات الارضيه التي تعرضت لها المدينه المقدسه في فترات مختلفه او لتزيين جدران المسجد بالنقوش والزخارف، وحافظ الملوك والسلاطين خلال هذه الفترات المتعاقبه علي نقش ما تم انجازه علي جدران المسجد الاقصي.

واول مره يتم فيها ترميم المسجد الاقصي كانت في عهد الخليفه العباسي ابوجعفر المنصور، ولكنه ما لبث وان تعرض لهزه ارضيه عنيفه عام 158 هجريه - 774 ميلاديه، مما ادي الي تدمير معظم البناء، الامر الذي جعل الخليفه العباسي المهدي ان يقوم بترميمه واعاده بنائه من جديد سنه 163هجريه/ 780 ميلاديه، وقد كان المسجد الاقصي في عهده يتالف من 15 رواقا.

وفي الفتره الفاطميه، تعرض المسجد الاقصي لهزه ارضيه اخري سنه 425 هجريه/ 1033 ميلاديه، ادت الي تدمير معظم ما عمر في عهد المهدي، حتي قام الخليفه الفاطمي الظاهر لاعزاز دين الله بترميمه في سنه 426 هجريه/ 1035 ميلاديه، حيث قام باختصاره علي شكله الحالي وذلك عن طريق حذف اربعه اروقه من كل جهه، الغربيه والشرقيه، كما قام بترميم القبه وزخارفها من الداخل.

وقد اشير لترميمات الظاهر من خلال نقشه التذكاري الموجود والذي جاء فيه ما نصه "بسم الله الرحمن الرحيم نصر من الله لعبد الله ووليه ابي الحسن علي الامام الظاهر لاعزاز دين الله امير المؤمنين صلوات الله عليه وعلي ابائه الطاهرين وابنائه الاكرمين امر بعمل هذه القبه واذهابها سيدنا الوزير الاجل صفي امير المؤمنين وخاصته ابو القاسم علي بن احمد بن احمد ايده الله ونصره وكمل جميع ذلك الي سلخ ذي القعده سنه ست وعشرين واربع مائه صنعه عبدالله بن الحسن المصري المزوق".

وعندما احتل الصليبيون بيت المقدس سنه 492 هجريه/ 1099 ميلاديه، قاموا بتغيير معالم المسجد الاقصي والذي استخدموه لاغراضهم الخاصه، منتهكين في ذلك حرمته الدينيه، فقاموا بتحويل قسم منه الي كنيسه والقسم الاخر مساكن لفرسان الهيكل، كما اضافوا اليه من الناحيه الغربيه ببناء استخدموه مستودعا لذخائرهم.

وقد زاد استهتارهم وانتهاكهم لقدسيه المسجد الاقصي عندما استخدموا الاروقه الواقعه اسفل المسجد الاقصي كاسطبلات لخيولهم، والتي عرفت منذ تلك اللحظه باسطبل او اسطبلات سليمان، وظل المسجد منتهكا بهذا الشكل طوال فتره الغزو الصليبي لبيت المقدس، وحتي الفتح الصلاحي سنه 583 هجريه/ 1187 ميلاديه .

وفي سنه 583 هجريه/ 1187 ميلاديه، قام القائد صلاح الدين الايوبي باسترداد بيت المقدس وتطهير المسجد الاقصي من دنس الصليبيين، حيث قام صلاح الدين باعاده المسجد الاقصي علي ما كان عليه قبل الغزو الصليبي له، والشروع بترميمه واصلاحه، ومن اهم الترميمات التي انجزت علي يدي صلاح الدين، تجديد وتزيين محراب المسجد، حيث يشير الي ذلك النقش التذكاري الذي يعلوه والمزخرف بالفسيفساء المذهبه، وجاء فيه ما نصه "بسم الله الرحمن الرحيم امر بتجديد هذا المحراب المقدس وعماره المسجد الاقصي الذي هو / علي التقوي عبد الله ووليه يوسف بن ايوب ابوالمظفر الملك الناصر صلاح الدنيا والدين/ عندما فتحه الله علي يديه في شهور سنه ثلاث وثمانين وخمس مائه/ وهو يسال الله اذاعه شكر هذه النعمه واجزال حظه من المغفره والرحمه".

كما امر السلطان صلاح الدين باحضار المنبر الخشبي الذي صنع خصيصاً في عهد السلطان نور الدين زنكي، ليكون بمثابه تذكار لفتح وتحرير المسجد الاقصي، حيث احضره من حلب ووضعه في المسجد الاقصي.

وظل هذا المنبر قائما فيه حتي تاريخ 21 اغسطس 1969 عندما تم احراق المسجد الاقصي المبارك علي يدي مايكل روهان، وقد اتي الحريق علي المنبر حتي لم يتبق منه الا قطع صغيره محفوظه الان في المتحف الاسلامي في الحرم الشريف.

كما اسهم المماليك في المحافظه علي المسجد الاقصي بشكل منقطع النظير، وذلك من خلال ترميماتهم الكثيره والمتتابعه فيه، حيث تركزت وتمت في الفتره المملوكيه الواقعه علي يدي سلاطين المماليك ومنها قيام السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون في سنه 686 هجريه/ 1286 ميلاديه بترميمات القسم الجنوبي الغربي من سقف المسجد الاقصي المبارك.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل