المحتوى الرئيسى

بالصور| نفط داعش.. كيف يبيعه؟ ومَنْ يشتريه ؟

02/24 03:14

لم يكن تحرك داعش صوب منطقه الجزيره السوريه واستيلاؤه علي اجزاء كبيره منها اعتباطيا، فالتنظيم الذي غدا اغني التنظيمات الارهابيه في العالم، اغوته رائحه النفط الاتيه من هذه المنطقه الغنيه منذ البدايه، فسيطرته عليها ضمنت له اهم مورد لبقائه وتمدده الي جانب مصادر تمويل اخري ثانويه.

وبحسب "العربيه.نت"، اذا كان من الصعب تحديد قيمه المداخيل التي تدرها تجاره النفط السوري علي التنظيم بدقه، فالتقديرات تتحدث عن موارد تتراوح بين 1.2 الي 3 ملايين دولار يوميا.. ارقام مهوله تدفع لطرح سؤال مفاده لمن يبيع داعش النفط؟

من الواضح ان النظام السوري ما زال يحصل علي الطاقه رغم استيلاء داعش علي معظم آبار النفط السوري الواقعه في منطقه الجزيره، ورغم الدعم الايراني والروسي المستمر منذ اندلاع الثوره في سوريا، الا ان هذا الدعم بحسب خبراء لا يستطيع تامين حاجات النظام اليوميه من النفط بالشكل القائم حالياً، ما يؤشر لوجود صله بين اكتفاء النظام لجهه الطاقه ووجود قنوات اتصال بينه وبين تنظيم داعش، تضمن له شراء النفط من التنظيم ذاته الذي يدعي محاربته.

يقول الدكتور اسامه قاضي، رئيس مجموعه عمل اقتصاد سوريا في تصريح للعربيه.نت: "في ضوء الازمه الخانقه التي يعاني منها الاقتصاد السوري والمحاوله المستميته من قبل النظام للظهور بمظهر المتحكم باقتصاد البلاد، لجا الاخير الي جانب الدعم الايراني الذي يصل اليه عن طريق العراق، الي التعامل مع تنظيم داعش المسيطر علي غالبيه نفط سوريا".

صفقه داعش مع النظام السوري

تشير المعلومات الي ان ما يسمي بـ "والي الرقه" المدعو بابي لقمان يشكل حلقه الوصل بين تنظيم داعش والنظام السوري، فهو المكلف باداره عمليات تزويد النظام اليوميه بالنفط والغاز.

يوضح رئيس مجموعه عمل اقتصاد سوريا: "هناك معلومات تفيد بوجود صفقه عقدها النظام مع تنظيم داعش فيما يخص حقل توينان، باشراف ما يسمي بـ "والي الرقه" ابو لقمان في بدايه ابريل 2014، حين فرض داعش سيطرته علي الحقل وعلي جميع املاك الشركه النفطيه في المنطقه، وباستشاره من احد عناصر لواء "اويس القرني" المنضمّين الي داعش، تم حينها التوصل الي اتفاق مع النظام السوري لتوقيع عقد ينص علي قيام التنظيم بحمايه الحقل وتامين وصول المواد الخام الي مصافي النظام، فيما يقوم الاخير بتامين الصيانه والمهندسين لادارتها، علي ان تقسم الارباح الي قسمين: 60% للنظام و 40% لتنظيم داعش".

يتابع د. قاضي: "لقد قام النظام بارسال عدّه ورشات لصيانه تلك المصافي اخرها منذ فتره ليست بالبعيده، وتفيد معلومات بان النظام يشتري ماده المازوت من تنظيم داعش بـ 55 ليره سوريه ليبيعها للمواطن السوري بـ 125 ليره".

ويري د.قاضي ان "التفاهمات بين النظام وتنظيم داعش في ما يخص الحصول علي الغاز اكبر بكثير من مساله النفط، خاصه من معمل توينان جنوب مدينه الطبقه ومعمل كونيكو قرب دير الزور، بالاضافه الي امدادات الغاز لمحطات توليد الكهرباء التابعه للنظام في دير الزور كذلك، وخط نقل الغاز العربي لمحطات توليد الكهرباء لدي النظام في كل من محرده واللاذقيه ودمشق والسويداء".

استولي تنظيم داعش علي 95 في المئه من حقول وابار النفط السوري، فيما تسيطر الميليشيات الكرديه والنظام علي ما تبقي، بعد ان كانت خريطه القوي المسيطره علي حقول النفط السوريه الي غايه يونيو من العام 2014 مختلفه تماما، اذ كانت حينها بيد القوي العشائريه والجيش الحر وقوي اخري معارضه.

يقول د.قاضي: "علي سبيل المثال كانت حقول الحباري جنوب الطبقه وحقل الثوره موزعه ما بين لواءي التوحيد والاحرار، لكنها باتت بعد يناير 2014 تحت سيطره داعش. كذلك الامر بالنسبه لحقول العمر وبعض حقول دير الزور والفرات والجفرا التي كانت تحت سيطره جبهه النصره، لكنها باتت بعد يونيو الماضي تحت سيطره داعش، بينما ظل حقل الشاعر شرق حمص متنازعا عليه او "بانتظار اجراء تفاهمات" بين داعش والنظام، اما حقول الرميلان والمالكيه في الحسكه فهي تحت سيطره الميليشيات الكرديه".

ويري د.قاضي انه "مما لا شك فيه ان تنظيم داعش وبالوسائل البدائيه التي يستخرج بها النفط ويكرره، لم يتمكن من انتاج ربع الكميه المنتجه سابقا والتي تقدر حينها بـ 350 الف برميل يوميا، فضلا عن مساله الامان في نقل المشتقات النفطيه والكوارث البيئيه التي تخلفها طرق التكرير التي يتبعها داعش"، مشيرا الي انه "علي الرغم من عدم وجود احصائيه دقيقه حتي الان بسبب التكتم الشديد الذي يلف هذه العمليات، الا ان انتاج تنظيم داعش قد لا يتعدي 50 الف برميل يوميا، خاصه بعد التخوف من ضربات التحالف، حيث يبيع التنظيم البرميل الواحد بسعر يصل الي 15 دولارا".

في المقابل، تفيد تقديرات لجهات اخري مطلعه بان انتاج داعش من النفط السوري يصل الي 100 الف برميل يوميا، تذهب غالبيتها الي النظام السوري، اما الباقي فيشتري به داعش "صداقات تركيه" تندرج ضمن تعاملات اخري تشمل شراء الاسلحه والسيارات وحتي المعلومات الاستخباراتيه من جهات تركيه، وفقا لما صرح به مصدر مطلع.

يقول المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه ايضا ان "هناك مافيا لتجاره النفط السوري القادم من داعش داخل سوريا تنشط تحت غطاء من النظام، خاصه اذا ما علمنا ان من يدير تلك المافيا شخصيات من عائله الاسد - تم تداول اسمائها من قبل - هم ايهاب مخلوف وايمن جابر وعمار الشريف وياسر عباس الذين يصدرونه من ميناء طرطوس تحت اداره تجار روس ينقلونه الي اوروبا، ومن ميناء بانياس عبر الحكومة السورية نفسها".

وفي الوقت الذي اعلن فيه التحالف الدولي لمحاربه داعش الذي تقوده واشنطن ان عمليات قصف استهدفت ابارا في الجزيره ومصافي نفط تابعه لداعش، تثار شكوك حول فعاليه تلك الضربات في الحد من قدره التنظيم الانتاجيه.

ويعتقد رئيس مجموعه اقتصاد سوريا ان "الامكانات النفطيه لداعش لم تختلف مع بدء توجيه التحالف ضربات ضد مواقع التنظيم، فتلك الضربات لم تستهدف حقولا تذكر، بل ان جميع المصافي والحراقات التي قصفها طيران التحالف كانت مصافي بدائيه لتجار واهالي، اللهم بعض المنشات المساعده لحقل الجفرا شمال دير الزور التي تعرضت سابقا للقصف".

ويقول المصدر المطلع ان "منصات النفط التي دمرت جراء قصف التحالف يتم اصلاحها لتعاود العمل خلال بضعه ايام فقط، فتستمر عمليات الانتاج".

ولـ "نفط داعش" مشترون اخرون، فشمالا تنشط سوق اخري للتنظيم هذه المره علي الحدود مع تركيا، يقول د.قاضي انها تتم عبر وسطاء فيما يخص المشتقات النفطيه وليس النفط خام، عبر طريق يطلق عليه داعش الطريق العسكري، يقع غرب مدينه جرابلس من قريه "عرب عزه" مدخل نهر الساجور الي الحدود السوريه - التركيه، وتتم عمليات هذه السوق السوداء ايضا عبر منطقتي "تل ابيض" و"سلوك" الحدوديتين اللتين توجد فيهما العديد من مصافي التكرير والانابيب الضخمه لتهريب النفط.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل