المحتوى الرئيسى

رافع الناصري.. فنان الجمال والحرية

02/23 15:01

اقام المتحف الوطني الاردني للفنون الجميله في العاصمة الأردنية عمّان مساء امس السبت نشاطا ثقافيا خاصا، بمناسبه مرور سنه علي رحيل الفنان العربي رافع الناصري، الذي يعتبر من اهم فناني الحفر والطباعه علي المستويين العراقي والعربي.

ووفق كتاب "رافع الناصري: رسام المشاهد الكونيه" الصادر عن المؤسسه العربيه للدراسات والنشر للشاعره والناقده العراقيه مي مظفر، فان اسلوب الناصري الفني كان واقعيا، لكنه عقب رحلته الي برشلونه، حيث اصبح علي التماس مع الاساليب الفنيه الغربيه الحديثه وتعرف علي امزجتها وثوره مفاهيمها وتحطيم الشكل والخروج علي التقاليد المتوارثه، بدا يتساءل من انا؟ وماذا اريد؟ وكيف المس جوهر نفسي؟ فكانت القطيعه مع مرحلته السابقه حاده وحاسمه.

اما تجربته في الحفر والطباعه فقد استعارت من رسومه الواقعيه عمق الخطوط وتحديداتها الصارمه للوجوه والاجساد، في تكوينات مجرده حره يشكل الحرف العربي فيها عنصرا جوهريا في التكوين.

وبحسب الكتاب الذي بيع خلال النشاط الثقافي، فقد انحاز الناصري للتجريد في استلهام موضوعاته وجاء اختياره نابعا من مخزونه الذهني وعشقه للامكنه المنبسطه، وسعي لتجسيد قيم انسانيه مجرده كالجمال والحريه، لكن بعض اعماله خلال السنوات العشر الماضيه عكست احساسا عميقا بالوحده والفجيعه فغدت الوانه داكنه وانتشي بالاسود ليؤكد حضوره الطاغي.

وتخلل النشاط الذي حضره عدد كبير من اصدقائه وتلامذته، عرض فيلم قصير يسجل بالكلمه والصوره الناصري داخل مرسمه اثناء اعداد كتاب مُهدي للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، استوحي رسوماته من قصيده "كوصف زهر اللوز".

وتحدثت استاذه الادب المقارن والفن بالجامعه الاميركيه في بيروت، الدكتوره سونيا اتاسي، عن مشروع الناصري الفني وحياته في الستينيات والسبعينيات، وكيفيه فهمه لشعر درويش واشتغاله عليه كموسيقي ضمن اللوحه كمقدمه لتاليف كتاب بهذا الشان.

كما عرضت اتاسي -وهي المانيه الجنسيه- ما اسمته "الدفاتر الفنيه" التي تضمنت تجربه الناصري منذ شبابه، والاسئله الكبيره التي كانت تلح عليه حول الحياه والموت والحرب، وكيف واجه العلاقه بين الفن والحياه عقب ثلاث حروب هي العراقيه الايرانيه، وحرب الخليج، والاحتلال الاميركي لوطنه.

وتطرقت الدكتوره اتاسي لجماعه "الرؤيه الجديده" التي ظهرت عام 1969 وضمت مجموعه من الفنانين العراقيين، منهم: الناصري وضياء عزاوي وهاشم السمرجي ومحمد مهر الدين وصالح الجميعي، بهدف جمع الفن والتراث برؤيه جديده واكثر تحررا، وتبني قضايا سياسيه واجتماعيه تهم المجتمع العراقي والعربي.

وخاطبت نخبه من المثقفين -غالبيتهم عراقيون- بقولها ان الناصري عمل مجموعات فنيه للمتنبي وابن زيدون وبغداد و"يا دجله الخير" للشاعر محمد مهدي الجواهري.

وخلال النشاط وقعت الشاعره والناقده مي مظفر ديوانها "غياب" الصادر عن المؤسسه العربيه للدراسات والنشر في بيروت 2014، الذي اهدته لزوجها "الناصري الحبيب والصديق والزوج".

وفي حديث خاص للجزيره نت، اعتبر الفنان التشكيلي العراقي خالد وهل، الراحل الناصري من الظواهر الفنيه في تاريخ العراق، وهو مؤسس الغرافيك وطرق الطباعه في معهد الفنون الجميلة في بغداد ومراكز فنيه للمتخصصين بالحفر والطباعه في الاردن والبحرين.

وقال وهل الذي قدم نفسه كتلميذ للراحل، ان الناصري كان دائما يستلهم الطبيعه وياخذ عناصرها ويوظفها في اعماله توظيفا فنيا ذكيا، وقد لعبت الالوان بتدرجاتها دورا كبيرا كعناصر اساسيه في تجربته الفنيه التي اكدت ان اللون والكتل والفضاء تخلق عملا فنيا متميزا.

وتحدث عن تاثر الناصري بطريقه الرسم الصيني التقليدي بحكم دراسته هناك، وتوظيفها بطابع وهويه عراقيه، كما تحدث عن ذهابه الي لشبونه لتلقي وممارسه تقنيات الطباعه الحديثه محققا بذلك طفره نوعيه علي مستوي الاسلوب والتقنيه.

وقال ان الحرب العراقية الإيرانية والحصار والاحتلال الاميركي وما خلفته من دمار، تركت اثرا كبيرا في اعماله وخاصه في لوحته "لا.. انها الحرب قذره" وقصيده "تكريت"، مبينا انه اشرف علي معرض "خمسون عاما من الرسم والغرافيك" للفنان الراحل.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل