المحتوى الرئيسى

التمويل الأجنبي «المشبوه» في إسرائيل يشعل انتخابات الكنيست :: بوابة الشروق :: نسخة الموبايل

02/23 12:55

عقدت معركه انتخابات الكنيست التي ستجري في السابع عشر من مارس المقبل، من الوضع السياسي في اسرائيل وغلفته بالضبابيه وسط صراع عنيف دب في كافه اركان النخبه السياسيه هناك عقب بروز قضيه التمويل السياسي المشبوه القادم من الخارج، وهي القضيه التي تصاعدت وتيرتها وعلت من اصداء صليل تراشقها داخل اركان المؤسسات الامنيه والسياديه في هذا البلد القابع داخل الاراضي الفلسطينيه منذ عام 1948.

وفي ضوء ذلك تتداخل الاوراق في دائره الحكم باسرائيل قبيل الانتخابات، بعدما انشغلت الساحه السياسيه باكملها بتدحرج كره الاتهامات بين المعسكرين المتنافسين (اليمين القومي واليسار الصهيوني) بتلقي اموال مشبوهه من الخارج.

والقانون في اسرائيل يحدد عمليه التمويل للكيانات والأحزاب السياسية خلال العملية الانتخابية، حيث يمكن للاحزاب ان تحصل علي اموال من الدوله فقط، بالاضافه الي تبرعات صغيره من افراد يجب الكشف عن هويتهم.

ويروي الدكتور الون ليئيل، وهو من مؤسسي جمعيه "مساواه" التي تحارب مظاهر العنصريه والفصل العنصري (ابارتهايد) في اسرائيل، ان "هناك اموالا اجنبيه تدخل الي اسرائيل للتاثير علي الراي العام هناك من قبل جميع الاطراف. يهود اغنياء من خارج اسرائيل يريدون التاثير علي ما يحدث في دوله اليهود المحببه علي قلوبهم، من الناحيه السياسيه ايضًا وليس فقط من الناحيه الاجتماعيه او الاقتصاديه".

ولكن الجدل بشان التمويل الاجنبي في اسرائيل، بدا يظهر بقوه بعدما تحدث حزب الليكود عن ان رجلي الاعمال اليهوديين الامريكي دانيال افراهام والمكسيكي الامريكي دانييل لوفيتسكي يدعمان غريم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، اسحاق هيرتسوج زعيم "المعسكر الصهيوني"، في مقابل اتهام وجهه المعسكر المناوئ (تسيبي ليفني وهيرتسوج) بان الملياردير الامريكي شيلدون ايدلسون يمول نتنياهو بشكل مستتر عبر جريده "يسرائيل هايوم" التي تدعم نتنياهو بشكل واضح .

ياتي ذلك في وقت اتسعت فيه دائره الاتهامات الموجهه الي نتنياهو وافراد اسرته، لاسيما بعدما اعلنت القناه العاشره في التلفزيون الاسرائيلي بان النائب العام في اسرائيل يهودا فاينشتاين سيعقد اجتماعًا خاصًا مع كبار المستشارين في النيابه للنظر في فتح تحقيق ضد نتنياهو، بعد تقرير مراقب الدوله يوسف شابيرا بشان مصاريف منزليه، وبعد تصريحات المسئول عن خدمات منزل نتنياهو ميني نفتالي الذي تم استجوابه مؤخرًا من قبل الشرطه الاسرائيليه، وهي الاتهامات التي قال عنها نتنياهو بانها اعلاميه ضمن مخطط يهدف الي اسقاطه، منتقدًا بشده نوني موزيس مالك جريده "يديعوت احرونوت" وموقعها الالكتروني "واينت"؛ وهو سلوك فسره البعض بانه جاء لرفع اسهم صحيفه "اسرائيل هيوم" المؤيده بشده لنتنياهو علي حساب "يديعوت احرونوت" بعدما راجت اعدادها علي الطرقات في اسرائيل، بسبب الحملات التي تقودها الاخيره بحق نتنياهو.

وقبل سنوات اندلعت حرب كلاميه، بعدما ساهم نتنياهو من وراء الكواليس لتاسيس صحيفه "يسرائيل بيتنا" بدعم مالي سخي من صديقه الثري اليهودي الامريكي شيرالد اديلسون. وما لبثت هذه ان اصبحت "يسرائيل هيوم" الصحيفه الاكثر رواجا في اسرائيل لاسيما انها توزع مجانًا، مما تسبب بتراجع مطبوعات بقيه الصحف خاصه "يديعوت احرونوت" التي كانت رائده الصحف العبريه والاكثر رواجًا، غير انها سرعان ما نشرت عده تحقيقات ناقده لنتنياهو وزوجته، مما جعلها تستعيد مكانتها مره اخري.

قضيه التمويل السياسي الموجهه في اسرائيل

برزت قضيه التمويل السياسي الموجهه من الخارج وسط الانتخابات في اسرائيل منذ تسعينيات القرن الماضي بقوه حيث بدات مع منافسه نتنياهو لشيمون بيريس، بعد اغتيال رئيس الحكومه اسحاق رابين في عام 1995. وقتها دخل التمويل الاجنبي للانتخابات الاسرائيليه من اوسع ابوابه.

كما ان عام 1998 والقضيه التي اجتزات مساحه واسعه من الراي العام والمتعلقه بقيام زعيم حزب العمل اسحاق هرتسوج (حيث كان يعمل وقتها محاميًا) بدور بارز فيما عرف بـ"جمعيات باراك".. وقدر عدد الجمعيات التي كانت تتلقي تمويلا اجنبيا من مصادر خارجيه ولها علاقه بايهود باراك وتدعمه في الانتخابات في مواجهه نتنياهو نحو 18 جمعيه اصدر فيما بعد عميرام جوبته مسجل الجمعيات في اسرائيل توصيه بحل ثلاث من هذه الجمعيات لقيامها بانفاق ما يزيد قيمته عن 2.4 مليون دولار لصالح المعركه الانتخابيه لايهود باراك خلال عام 1999.

احدي هذه الجمعيات عرف باسم "كوبد" ويقودها شخص يدعي دورون كوهن ويرتبط بعلاقه نسب مع باراك وكانت مسجله باعتبارها جمعيه خيريه لتشجيع الديمقراطيه، وصرفت مبلغ مليون و740 الف دولار علي استطلاعات الراي التي اجراها مكتب باراك في تلك الانتخابات. وكان هناك ايضًا جمعيه "شعب واحد، تجنيد واحد" ، التي عملت علي تحقيق المساواه في الخدمه العسكريه وفرض الخدمه ايضًا علي الشباب المتدين، طبعت عده منشورات لصالح باراك، وبلغت مصاريفها هذه 330 الف دولار، وجمعيه اخري رفعت الشعار "فقط لا لنتنياهو" وصرفت 550 الف دولار. وكان يراسها سكرتير حكومه باراك انذاك، وغريم نتنياهو في هذه الانتخابات اسحاق هرتسوج.

وترصد احصاءات نشرتها وسائل الاعلام الاسرائيليه، ان 53% من الاموال التي وصلت الي السياسيين الاسرائيليين خلال عامي 2010 و2011 جاءت من رجال اعمال وكيانات اقتصاديه خارج اسرائيل، وكشفت حجم الدعم المالي المقدم الي العديد من قاده الاحزاب لخوض الانتخابات الداخليه.

وكشفت الاحصاءات وقتها ان نائب رئيس الحكومه الاسرائيلي "موشيه يعالون" تلقي خلال العامين الماضيين 113 الف شيكل بنسبه 100% من الخارج، في حين تلقي رئيس الحكومه نتنياهو 1.2 مليون شيكل بنسبه 96.8% من دعم خارجي.

فيما حصلت "ليمور لفنات" من الليكود علي 192 الف شيكل بنسبه 94% من الخارج ، و"افي ديختر" ليكود320 الف شيكل بنسبه 88% من الخارج ، و"شاؤول موفاز" كاديما ، 1.5 مليون شيكل بنسبه 67% من الخارج ، "تسيفي ليفني" 1.6 مليون شيكل بنسبه 58% من الخارج ، عمير بيرتس من حزب العمل 1.3 مليون شيكل بنسبه 42% من الخارج، يائير لبيد "يوجد مستقبل" 132 الف شيكل بنسبه 40% من الخارج.

وفي عام 1999 تم الكشف عن فضيحه تتعلق بقيام عومري شارون نجل رئيس الوزراء ارييل شارون بتاسيس شركه باسم "انيكس ريسيرتش" جمعت مساهمات من شركات في اسرائيل والخارج قاربت قيمتها الاجماليه سته ملايين شيكل (4,1 مليون دولار), اي ما يفوق سته اضعاف الحد الاقصي الذي يجيزه القانون. واستخدمت هذه المبالغ لتمويل حمله ارييل شارون للانتخابات التمهيديه في حزب الليكود ..وبعد فوز شارون في تلك الانتخابات الحزبيه عين مرشحًا عن الليكود للانتخابات وحقق فوزًا كاسحًا بحمله في فبراير 2001 الي رئاسه الحكومه.

تدحرج كره شبهات المال السياسي

ويحيل اليمين "القومي" الاسرائيلي الاتهامات الي قوي اليسار بالاعتماد علي تمويل اجنبي (معاد للصهيونيه) وصناديق وهيئات امريكيه واوروبيه من اجل "نزع الشرعيه" عن اسرائيل وتغيير الحكومه هناك من خلال اسقاط نتنياهو.. في وقت كشفت فيه تقارير حديثه، ان نتنياهو وقاده بحزب الليكود تلقوا اموالا ضخمه من اجل انفاذ الليكود في الكنيست القادم بمقاعد تسمح له بتشكيل الحكومه.

ويتهم مسئولو حزب الليكود، ان هناك حملات تقودها منظمات امريكيه واوروبيه ضد بقاء نتنياهو والليكود بشكل عام في السلطه باسرائيل، وركزت اتهامات الليكود علي قيام الولايات المتحده، بضخ تمويلات ضخمه باتجاه المعسكر الصهيوني المناوئ له من خلال منظمات امريكيه يساريه تعمل داخل اسرائيل وتتلقي تمويلا من واشنطن وبعض الدول الغربيه، ومنها منظمه (Victory 2015) او (V 15) ، التي قامت باطلاق الكثير من الشعارات والدعايات التي طالت الليكود ونتنياهو.

وتقدم الليكود بشكوي الي لجنة الانتخابات المركزية مطالبا بوقف حملات دعائيه لمنظمات "النصر 2015" و"مشروع الـ61 (61 صوتا في الكنيست لحكومه بديله من نتنياهو)"، مدعيا بان "هذه الحملات حزبيه وسياسيه وتقوم بدعايه انتخابيه خفيه ، مما يعني انها غير قانونيه ومضلله للجمهور". ولكن سرعان ما تراجع وسحب طلب الاتهام في خطوه فسرتها تلك المنظمات بانها "بائسه وانتهت بتراجع محرج".

(v 15 ) الرقم الصعب في معادله نتنياهو الانتخابيه

وتركزت لائحه اتهام الليكود علي منظمه (v 15 ) التي تقول علي موقعها الالكتروني، انها "حركه اسسها شباب اسرائيليون، بدافع الشعور بضروره انتشال اسرائيل من الواقع المحبط، ونقلها الي واقع جديد"، كما تقدم الحمله نفسها بانها "لا تحمل اي توجهات، ولا تعمل لصالح اي حزب سياسي، ولكن هدفها "الاسمي" هو تغيير راس السلطه لصالح جميع المواطنين".

وتتعاون جمعيه (v 15 ) مع منظمه امريكيه تدعي "صوت واحد" والتي اسسها رجل الاعمال (الامريكي - المكسيكي) "دانيال لوبيتسكي" في عام 2002 ، الذي حضر اسمه بقوه في هذا التراشق.

وافاد موقع "صوت واحد" علي شبكه الانترنت بانه ضمن "مجلس المستشارين الفخريين" لجمعيه (v 15 ) سياسيون اسرائيليون من حزب العمل مثل المرشحين في الانتخابات الحاليه داني عطار ويوئيل حسون بالاضافه الي عضو الكنيست السابقه عن حزب العمل كوليت افيطال وعضو الكنيست السابق افرايم سنيه.

وتمول وزاره الخارجيه الامريكيه منظمه "صوت واحد" التي تتشارك نفس المكتب مع (v 15 ) في تل ابيب. وتدعي "صوت واحد" الامريكيه ان الاموال التي حصلت عليها من الخارجيه الامريكيه لا تستعمل لتمويل V15 الا ان عضو مجلس الشيوخ "تيد كروز" وعضو مجلس النواب "لي زيلدين" يشككان بعكس ذلك وطلبا من وزير الخارجيه الامريكي جون كيري توفير ادله تشير الي ان اموال الضرائب الامريكيه لا تستخدم للتاثير علي نتيجه الانتخابات القريبه في اسرائيل.

"نحن اعضاء V 15 فقط لان اسرائيل في حاجه الي رئيس حكومه ينصت لصوت المواطنين".. هكذا سطرت الجمعيه بيانها في حمله واسعه لاسقاط نتنياهو في الانتخابات المقبله وبدات الحمله بنشر عشرات المتطوعين في انحاء اسرائيل اخذوا يتنقلون من باب الي اخر لاقناع الناخبين وجها لوجه، ويعملون تحت قاده مركزيين يتلقون رواتب من الجمعيه". وتهدف حمله الجمعيه الي الوصول لاكثر من 150 الف منزل حتي يوم الانتخابات.

وتمثل جمعيه (v 15 ) الرقم الصعب في معادله الليكود بصفه عامه في انتخابات الكنيست القادمه ، وطوال الفتره الماضيه قادت مستويات من التنسيق مع حملات وجمعيات منها جمعيه "اقصاء 2015" التي تعلن هذا بشكل رسمي، علي صفحتها في "فيس بوك"، بان هدفها هو اسقاط نتنياهو في الانتخابات .

وقد كشف دانيال ابراهام مؤخرا انه "تبرع بملغ كبير لا يعرف قدره، لجمعيه V15 علي اعتبار اّنه يمنح كل قلبه لاسرائيل وللشعب اليهودي بكل الطرق والوسائل المتاحه امامه". وقال ابراهام في لقاء صحفي: "اقدم المساعده لانني اريد ان تبقي اسرائيل دوله يهوديه، ديمقراطيه فخوره بنفسها ومستقله وليست نصف يهوديه ونصف عربيه" علي حد وصفه.

في حين ينشط في هذا المجال ايضا تنظيم في اسرائيل يحمل اسم "مشروع 61" التابع لمعهد "مولاد" وهذا المشروع يهدف الي 61 صوتا في الكنيست لحكومه بديله عن نتنياهو.وهناك ايضا حمله اخري باسم "مليون يد"، تدعو ايضا الي "استبدال سلطه نتنياهو".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل