المحتوى الرئيسى

هل يُوقف حُفاة جبل "العر" عجلة "الماكينة الحوثية" في جنوب اليمن؟

02/23 10:20

تعود يافع اليمنيه، الواقعه جنوبي البلاد، الي صداره الاهتمام من جديد، لكن، عبر بوابه الصراع الذي تقوده جماعه (انصار الله) الحوثيين القادمه من محافظات الشمال.

وتصوّب الانظار نحو جبل "العر"، الذي ارتبط اسمه بالعديد من المعارك، في واحده من اشدّ مناطق الجنوب اليمني وعوره، في انتظار معركه وشيكه ستكون حاسمه، وسيُحدد من خلالها مستقبل محافظات الجنوب اليمني قاطبه.

وتقف قبائل يافع ذات التاريخ الضارب في القدم، والشهره الكبيره في الشراسه والقوه، علي تخوم جبل "العر"، فيما يتاهب المسلحون الحوثيون، في حال احكموا سيطرتهم الكامله علي محافظة البيضاء وسط اليمن، الي مهاجمه يافع، باعتبارها البوابه التي سيدلف منها مسلحو الجماعه نحو الجنوب.

و"يافع" هي مدينه ومركز مديرية يافع في محافظة لحج جنوبي اليمن، وتقع شمال شرق عدن، كبري مدن الجنوب وعاصمه دولته السابقه.

ويكتسب جبل "العر" اهميه استثنائيه بين مناطق يافع، وبات هذا الجبل من بين اكثر المناطق تداولاً في وسائل الاعلام، كون قبائل يافع بدات تتجمع في محيطه، استعداداً لمواجهه مسلحي الحوثي القادمين من جهه محافظه البيضاء.

وحسب المصادر القبليه التي تحدثت الي مراسل الاناضول، فان جبل "العر" هو بمثابه القلعه الحصينه التي بامكانها صد مسلحي الحوثي، في حين انه اذا تمكن الحوثيون من هزيمه قبائل يافع المتجمعين في "العر" فان ذلك يعني فتح البوابه لدخول الحوثيين الي محافظات جنوب اليمن، كـ"عدن"، ولحج وابين.

كان جبل "العر" مقراً لاحد معسكرات الحرس الجمهوري في عهد الرئيس السابق علي عبدلله صالح، لكن قبائل "يافع" اجبرتهم في 2011 ابان الثوره التي اطاحت بنظامه علي مغادره هذا الموقع الاستراتيجي وصار يوم اجلاء الجيش من جبل "العر" ذكري سنويه يحتفل بها ابناء المنطقه، وتقام الاحتفالات في الجبل نفسه.

 ويؤكد اهالي يافع انهم لن يسمحوا لمسلحي الحوثي دخول اراضيهم، وانهم سيدافعون عنها مهما كان الثمن.

وقال سالم اليافعي احد الاهالي للاناضول "سندافع عن ارضنا مهما كان الثمن، وليس من حق الحوثي التواجد او الدخول الي اراضي يافع"، بينما قال ردفان السعدي للاناضول ان "جبل العر سيكون مقبره للحوثيين اذا فكروا في الدخول ليافع".

 ويعد جبل "العر" اعلي جبال يافع، ويُطل علي محافظه البيضاء من جهه الشرق، وعلي "يافع" و"لحج" غرباً، ومساحته المستويه تبلغ نحو 2 كيلو متر مربع.

 وتكمن اهميته باعتباره البوابه الرئيسيه ليافع، من ناحيه البيضاء، التي يبعد عنها حوالي 25 كيلومتراً،  وعلي مقربه من مديريه "الزاهر" التي سيطر عليها الحوثيون الثلاثاء الماضي بالتنسيق مع بعض رموز القبائل هناك، حسب مصادر قبليه تحدثت في اوقات سابقه للاناضول.

وقال "محسن ديّان"، صاحب كتاب "حفاه الجبال.. اطفاوا شمس الامبراطوريه"، ان حاكم عدن الانجليزي القبطان "هينس" حين احتل عدن، وضع في حسبانه اهميه القبائل الجنوبيه، وعلي راسها قبائل "يافع"، وبدا يراسل تلك القبائل لاستمالتها، باعتبارها مكوناً قوياً لا يمكن الاستهانه به، لكن مهمته فشلت، ليطفئ حُفاه جبال يافع بعد ذلك بسنين عديده، شمسَ الامبراطوريه، داحضين مقوله "الامبراطوريه التي لا تغيب عنها الشمس".

وتقول مصادر قبليه للاناضول، مفضله عدم كشف هويتها، ان "عبدالملك الحوثي" زعيم جماعه "انصار الله" الشهيره بجماعة الحوثي، يسير علي خطي البريطاني "هينس"، في مراسله قبائل يافع المتمركزه في جبل "العر"، في سبيل استقطابها الي جانب جماعته، لا سيما بعد سيطره مسلحيه علي مديريه "الزاهر" القبليه في محافظه البيضاء القريبه من يافع.

وتُضيف المصادر ان "قبائل يافع رفضت رفضاً قاطعاً دخول الحوثي الي اراضيها، وشددت علي ان من يتواطا مع الحوثي فان مصيره القتل، وفقاً لاعراف تلك القبائل".

وعقدت مؤخرا قبائل يافع لقاءً موسعاً اتفقت خلاله علي ما اسماه بيان صادر عن اللقاء "اساسيات المواجهه المسلحه مع جماعه الحوثي"، التي تنص علي ان مسؤوليه الدفاع عن جميع مناطق يافع مسؤوليه مجتمعيه مشتركه لا تسقط عن اي طرف سياسي او اجتماعي وتتشارك كل الناس في القيام بها، واعتبار كل من يسقط في هذه المواجهات شهيد لـ"يافع" كلها وتتحمل كل الناس مسؤوليه اعاشه اسرته واعانتها ويتحمل الجميع تكاليف علاج الجريح.

 واشار البيان الي ان "اي اضرار قد تتسبب بها الحرب لاي منزل او مصلحه خاصه يتعاون الجميع في يافع لاصلاحها وجبر الضرر"، اضافه الي "اعتبار اي شخص يثبت تورطه بالتعاون مع جماعه الحوثي بهدف تسهيل دخولها الي يافع مباح الدم".

ومنذ عده ايام، بدات قبائل في محافظه البيضاء وسط اليمن، بعقد تحالفات مع قبائل منطقه "يافع" بمحافظه لحج الجنوبيه، لصد جماعه الحوثي، علي اعتبار ان منطقه "يافع" هي هدف الحوثيين القادم بعد استكمال السيطره علي مديريه "الزاهر".

 ومنذ ايام توغلت جماعه الحوثي في عدد من مديريات البيضاء وسط اليمن، تحت غطاء الجيش والامن، وبدعوي محاربه القاعده، بعد اشهر من المواجهات خاضتها في منطقه "رداع" مع مسلحي القبائل مدعومين بمسلحي القاعده، راح ضحيتها المئات من القتلي والجرحي من الطرفين.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل