المحتوى الرئيسى

عادل درويش يكتب : الخطوة القادمة في الحرب على الإرهاب

02/22 19:25

حسنا فعل المصريون ( وقبلهم الاردنيون) بالقصف الجوي لمواقع الارهاب في ليبيا وسوريا.

صحف واذعات عربيه تبحث عن كلمات اخري استحياءا من ذكر اليافطه « الدولة الاسلامية» او « دولة الخلافة» التي ابتكرتها داعش ( الدوله الاسلاميه في العراق والشام) لكن مثلما شرحنا قبل اسبوعين، انه من الحكمه استخدام التعريف ( ليس اعترافا بها، ولكن للمصلحه العربيه القانونيه) كضروره لتطبيق الماده 51 من القانون الدولي لتتيح للاطراف الشرعيه المتضرره او المهدده من هذا الكيان غير الشرعي اتخاذ اجراءات استباقيه عسكريه دون الحاجه للرجوع للامم المتحده.

فكيان فاشي توسعي كولونيالي احتل ارضا ليبيه وارضا عراقيه وسوريه، واعلن نفسه دوله، يعطي مصر والاردن شرعيه العمل العسكري الاستباقي، تحت الماده 51، واخطار الحكومه الليبيه الشرعيه المعترف بها او السوريه لحظه تنفيذ الاجراء وليس قبله.

اما اذا تعاملنا مع داعش كتنظيم وليس « الدولة اسلامية» فالامر يتطلب تنسيقا مع او اذنا مسبقا من حكومات البلدان التي يوجد فيها التنظيم (مما يحرمنا عنصر المفاجاه) والا فسيصبح العمل عدوانا وانتهاكا لسياده بلد مستقل ويحول القانون الدولي الضحيه ( كمصر والاردن) الي المعتدي.

الراي العام الغربي كان مع مصر والاردن. الزعيم البريطاني دافيد كاميرون بادر بمكالمه مع الزعيم المصري الرئيس عبد

عادل درويش يكتب : الخطوه القادمه في الحرب علي الارهاب

الفتاح السيسي وصدر عن 10 داوننغ ستريت بيان « اعتراف رئيس الحكومه البريطانيه recognise بمشروعيه مصالح مصر في ليبيا المجاوره « وترجمتها في اللغه البريطانيه « برافو يامصر نحن معكم مئه في المئه قولا ولن نقدم العمل الفعلي» . كذلك كان الحال في فرنسا.

موقف امريكا عليه علامات استفهام فقد اصبح فرامل تكبح دعم بريطانيا واروبا للعمل المصري الذي نبه اوروبا للخطوره فبعد ذبح 21 اسيرا مصريا اشار الارهابي المقنع نحو اوروبا قائلا « نحن قادمون».

اليس بقدره داعش دس نفر منهم بين مئات اللاجئين الذين تنتشلهم لبحريه الايطاليه يوميا ليكون هناك كتيبه ارهابيه في غضون شهرين؟.

متحدثه وزاره الخارجيه الامريكيه قالت « ان قصف الارهابيين وقتلهم لن يحل المشكله» بينما الطائرات الامريكيه تقصف شمال باكستان، واليمن والصومال . وقالت المتحدثه ان الحل يكون سياسي وبتفاهم الاطراف ( وارجو من وزارات الخارجيه العربيه ان تستدعي السفير الامريكي لديها عقب اي عمل ارهابي ضد امريكا ويطلب منه التفاهم والمحاوره السياسيه مع الجهه المنفذه لان القصف من الجو لن يحل المشكله).

المهم نرجوا ان تكون الغارات المصريه تكتيكا في استراتيجيه واسعه النطاق ومستمره، وليست مجرد يوما واحدا من غارات انتقاميه استجابه لضغط الراي العام المصري.

وحسنا فعلت مصر بمطالبه العالم، خاصه اوروبا المساهمه في حربها علي الارهاب، الا ان التوفيق جانبها في انتظار قرار من الامم المتحده التي ثبت عجزها عن ايجاد حلول سريعه وفاعله. الادله موجود. فكثير من الارهابيين مع داعش في ليبيا من اعضاء الجهاز السري للاخوان المسلمين الذي فروا من ضربات الشعب المصري لهم بالشلوت في صيف 2013. الاخوان واعوانهم يهربون المفرقعات والاسلحه عبر الحدود. الي جانب خطف المصريين والتهديد. اللجوء للامم المتحده يضعف الموقف المصري القانوني تحت الماده 51. وقد يستخدم الفيتو ضد مضر، خاصه وان اداره اوباما رفضت تاييد العمل العسكري المصري.

واشنطن ترفض مشاركه مصر حربها علي الارهاب في ليبيا حتي لاتعترف ضمنيا بان التدخل الانغلوفرنسي الامريكي في ليبيا لاسقاط الكولونيل القذافي كان تنسيقه خاطئا ولم يتم دراسه مابعد القذافي او كيفيه بناء دوله مؤسسات (تكرار ما حدث في العراق بعد 2003). كما ان مشاركه مصر سحق الارهاب بتدمير قواعده في ليبيا يستلزم محاصره فكر ونشاط الثيولوجيه الفاشيه وتعريف العدو ( كما ذكر مقال سلمان بن حمد ولي عهد البحرين في الديلي تلغراف يوم الاثنين) ؛ وهذا يعني محاصره نشاط جماعه الاخوان المسلمين وتنظيمها الدولي في الغرب، فهي ليست فقط الاصل الايدولوجي والرحم الذي ولدت منه داعش والقاعده واخواتها ، بل هي محرك الارهاب ضد مصر وعلي ارض مصر. لكن هناك تيار معتبر في امريكا واروبا ( خاصه بريطانيا) لايزال يراهن علي مشروع صفقه مع الإسلام السياسي بتمكين جماعه الاخوان ( التي دعمتها ومولتها المخابرات البريطانيه عند مولدها في القرن الماضي) من السيطره علي الحكم في مصر والبلدان العربية التي اجتاحتها انتفاضات 2011. السبب الثالث التنصل من مسؤوليه اصلاح ما افسدته الخطط الامريكيه في ليبيا ( ولايزال الكونغرس يحقق في اخفاء الخارجيه الامريكيه المعلومات عن ظروف مصرع السفبر الامريكي كريستوفر ستيفنس قبل عامين علي يد عصابه اسلاموجيه كانت تعمل لحساب السي اي ايه وتنفذ خططها ثم انقلبت عليها)

المطلوب من مصر اليوم الاستمرار بقوه وبحسم ( ويدعمها في ذلك طيران الامارات) في الغارات الجويه علي مواقع الارهابيين في ليبيا ( الهدف اضعافهم، ومنعهم من التحرك في قوافل وتشكيلات، وشغلهم بالدفاع عن انفسهم بدلا من تدبير عمليات ارهابية، ومراقبه جويه للحدود من المتسللين). هذه الحمله ستضطر الغرب للتدخل ودعم مصر عاجلا ام اجلا وتساعد علي اعاده كسب الراي العام العالمي ( بعد الاخطاء الفادحه التي ارتكبتها مصر ديبلوماسيا وفي دعايه العلاقات العامه).

اهم التحديات لهذه الخطه هوسلامه الجاليه المصريه في ليبيا وخشيه اعمال انتقاميه ضدهم. هل لدي الخارجية المصرية خطه مسبقه لاجلائهم بطائرات النقل العسكريه وبحريا بحمايه الاسطول المصري؟

اذا كانت الاجابه بلا فهي كارثه تتطلب تحقيقا ويجب رسم الخطه وتنفيذها في اقرب فرصه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل