المحتوى الرئيسى

كيف تسعى ‘إنديفور‘ إلى اكتشاف كنوز شمال أفريقيا الريادية؟

02/22 15:25

مرّت عدّه اعوامٍ علي انطلاق "انديفور" Endeavor في العالم العربيّ، بهدف التعرّف الي ودعم الشركات التي يمكنها ان توجد فرص عمل وتجني المال وتصبح رمزاً في عالم ريادة الأعمال.

لقد اختارت المنظّمه منذ انشائها قبل 18 عاماً في الارجنتين، 1030 رائد أعمالٍ احدثوا تاثيراً كبيراً واوجدوا مجتمعين اكثر من 400 الف فرصه عملٍ وعائداتٍ بلغت قيمتها 6.8 ملايين دولار. في العام الماضي، قرّرت المنظّمه الفاعله جدّاً في مصر كما في الاردن والسعوديه ولبنان وتركيا والإمارات العربية المتّحده، ان تتوسّع نحو المغرب لمساعده 50 شركه ذات تاثيرٍ كبيرٍ وتستطيع وفقاً لحساباتها ان توجِد 19 الف فرصه عمل في السوق المغربيه، بالاضافه الي عائداتٍ قدرها 1.25 مليار دولار بحلول عام 2020.

وللاطّلاع اكثر علي نهج "انديفور" وامكانيات المغرب، اجرينا هذا الحوار مع امين هزّاز، مدير "انديفور" في المغرب.

في ظرف عام، تمكّن فريق "انديفور المغرب" الذي يتالّف من اربعه اشخاصٍ من تحقيق انجاز هام، الا وهو التعرّف الي الف شركهٍ قادرهٍ علي احداث تاثيرٍ كبيرٍ في المغرب.

ياتي هذا النجاح وفقاً لهزّاز، نتيجهً للتحريك المذهل للبيئه الحاضنه لرياده الاعمال، سواء من روّاد الاعمال انفسهم او من المنظّمات الداعمه، او المرشدين او المؤسَّسات المعنيه او الاجهزه الحكوميه، او روّاد الافكار او المنظمات الاعلاميه او صنّاع القرار.

كلّ هذه الجهات قدّمت المساعده، عبر اقتراح اسماء روّاد اعمالٍ وعبر نشر الخبر. وفي غضون ستّه اشهر، كانوا قد اقترحوا 300 اسم رائد اعمالٍ من كافّه القطاعات في المغرب قادرين علي احداث تاثيرٍ كبير. ثم اجري فريق "انديفور المغرب" دراسهً ساعدته علي التعرّف الي 700 شركهٍ سريعه النموّ في الدار البيضاء.

لِمَ كلّ هذا الحماس؟ يقول هزّاز انّها مساله توقيت. ويشرح انّ ""انديفور" تطلّعَتْ الي المغرب منذ بضع سنوات، لكنّ البيئه الحاضنه لم تكن جاهزهً بعد." غير انّ الامور تغيّرت الان: اذ باتَت رياده الاعمال علي السن الجميع، واطلقت الحكومه مبادراتٍ كثيرهً لمساعده الشركات علي رؤيه النور والنموّ بعد ذلك.

التقَت المنظّمه حتّي هذه الاثناء مئهٍ من هؤلاء الروّاد، حيث اظهر خمسون منهم امكانياتٍ عاليهً فعلاً، ومن ثمّ بدات عمليه الانتقاء. يري هزّاز انّ ما من نقصٍ في روّاد الاعمال المغاربه الموهوبين، انّما الامر هو انّهم لم يحقّقوا كامل امكانيّاتهم بعد. ويشرح مضيفاً انّه "لدينا امكانياتٌ ضخمه، وكلّ ما علينا فعله هو العمل عليها."

ويذكر علي سبيل المثال رائدَي اعمالٍ، سبق ان انضمّا الي شبكه "انديفور" (في الصوره اعلاه مع رئيس "انديفور جلوبال" فرناندو فابري، ورئيس "انديفور المغرب" مولاي حفيظ العلمي، وهزاز).

انشا يوسف شقور "كليمنجيرو" Kilimanjero، وهي شركه تجمع زيوت الطبخ المستهلَكه من المطاعم والفنادق وتبيعها لمصنّعي وقود الديزل الحيوي الاجانب، منشئاً بذلك قطاعاً جديداً بالكامل في المغرب يساعد علي خفض تلوث المياه ويُدخل العمله الاجنبيه الي البلاد.

اما مراد مكوار، فقد انشا "ام 2 تي" M2T، وهي شركه معاملات ماليه تشتهر بشبكه نقاط الدفع القريبه، "بروكسيمو تسهيلات" Proximo Tasshilat، حيث يمكن للمغاربه دفع الفواتير وتحويل المال وشراء دقائق الهاتف المحمول وشراء تذاكر المواصلات. وتقدّم الشركه خدماتها بفضل نقاط الدفع التي يبلغ عددها 1700 نقطه الي حوالي مليونَي مغربيٍّ في الشهر.

لِمَ لا يزال المغاربه يفتقرون للثقه بالنفس اذاً؟ يقول هزاز، "اوّلاً، نركّز كثيراً علي عيوبنا ونقاط ضعفنا. نحن امّهٌ مثل ايّ امّهٍ اخري، لدينا عيوبٌ ولكن علينا ان نتعلم التعايش معها والتركيز علي حسناتنا وعلي تحقيق امكانياتنا."

ويعتقد ايضاً انّ ندره تناول الأعلام المغربي لقصص النجاح المغربيه، له علاقه بالامر. فالمواقع الاعلاميه لا تتكلّم عن روّاد الاعمال الناجحين، كما انّ الروّاد المغاربه الناجحين لا يحبّون التكلم عن انفسهم. "يخاف الناس من ان يصيبهم الاخرون بالعين اذا ما تكلّموا عن نجاحاتهم. لا يريحهم النجاح ويشعرون انّ التكلم عنه اشبه بالتباهي."

غير انّ تشارك هذه القصص الايجابيه امر بالغ الاهميه، وفقاً لهزّاز الذي يشرح قائلاً، "لزياده قصص النجاح عليك اظهار النجاح، والاهم من ذلك عليك اظهار التجارب المتواصله،" لانّ من شان ذلك ان يقنع الشباب انّ النجاح امرٌ ممكن وسيحمّسهم للسعي وراءه. ولذلك، اخذ هزّاز مهمّه تعميم قصص النجاح علي عاتقه الشخصيّ. 

ما يحتاج اليه رواد الاعمال ايضاً، هو شخصٌ يلهمهم ويدفعهم الي الامام. ويقول مدير "انديفور" في المغرب، "غالباً ما نري روّاد اعمالٍ قد بلغوا درجهً من الراحه، بحيث لا يرغبون في التقدّم الي ابعد منها. وعندما نقول لهم انّ علي روّاد الاعمال مسؤوليهَ ايجاد فرص العمل والقيمه لمجتمعاتهم، وانّه عليهم القيام بايجاد عشره فرص عملٍ اذا امكن، فانّهم يوافقون."

من العوامل الهامّه الاخري، هي طريقه النظر الي الامور. اذ "غالباً ما يركز روّاد الاعمال كثيراً علي عملهم اليوميّ، فينسون التركيز علي المسائل الاكبر. وهنا ياتي دورنا."

في المغرب، كما في سائر البلدان التي تعمل فيها منظمه "انديفور"، تستفيد الشركات التي يتمّ قبولها في الشبكه من تشخيصٍ عمليٍّ واستراتيجيٍّ للعمل الذي تقوم به المنظّمه. كما تستفيد من مجلسٍ استشاريٍّ طوال 18 شهراً، وخدماتٍ من وكالات استشاريه مثل "باين اند كومباني" Bain & Company و"ارنست اند يونج" Ernst & Young، اضافهً الي برامج رياديه في جامعتَي "ستانفورد" Stanford و"هارفارد" Harvard.

ومع ذلك كلّه، فانّ قيمه البرنامج الحقيقيه تكمن في برنامج الانتقاء الغنيّ جدّاً والذي يركّز علي روّاد الاعمال. "نسعي الي معرفه الشخص وقيمه وشغفه وتاريخه، وبعد ذلك نسعي الي التعرّف اليه كرائد اعمال واخيراً التعرّف الي شركته،" بحسب هزّاز.

اذا راي فريق "انديفور" المحلي بعد التبادل الاوّل انّ رائد الأعمال يمتلك الطموح والسبل اللازمه لاحداث تاثيرٍ حقيقي، تتمّ دعوته للتحدّث مع مرشدٍ من اختياره لمساعدته علي العمل علي نقطهٍ ما يحتاج الي تحسينها. واذا جري هذا الاجتماع علي ما يرام، يُعطي رائد الاعمال بعض الوقت للتفكير في التعليقات التي تلقّاها. ومن ثمّ يُصار الي اجتماعٍ مع مرشدٍ اخر لمناقشه نقطهٍ اخري من عمله ربّما تحتاج الي التحسين. ويمكن تكرار ذلك مع مرشدٍ محلّيٍّ اخر، ومن ثمّ مع مرشدٍ دوليّ.

بعد هذه المناقشات الخمس، يحصل رائد الاعمال علي مشاركهٍ في عمليه الاختيار المحلّيه ومن ثمّ الدوليه منها، حيث سيحصل الروّاد علي دورتين مع ثلاثه مرشدين ذوي مستوي عال، مثل ستيف كايس مؤسِّس "اميركان انلاين" AOL، او ريد هوفمان مؤسِّس "لينكد ان" Linkedin.

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل