المحتوى الرئيسى

لكل منهمك فى رسم مصيره «جارية»

02/22 12:42

تقدم الكاتبه البحرينيه منيره سوار في روايتها “جاريه” اشخاصا كل منهم منهمك في رسم مصيره بالصوره التي يتمناها او بالتعويض عما ينقصه.

ومستقبل هؤلاء الاشخاص في تعاملهم مع الحياه بحلوها ومرها ومع كل ما يتمنونه او يخشونه ويسعون الي الهرب منه يتشكل في نهايه الامر في نوعين هما: المصائر التي نستطيع التاثير فيها ايجابا او سلبا .. والاقدار الثابته التي لا تغيرها جهودنا ورغباتنا وصلواتنا.

نتذكر هنا قول عمر الخيام ان كل ذكائنا وكل صلواتنا لا تستطيع ان تمحو نصف سطر مما يكتبه الاصبع المتحرك.

بالنسبه للنوع الاول تنجح شخصيات في روايه “جاريه” في تحسين اوضاعها الماليه والاجتماعيه وتحقيق تقدم في مجالات العمل وانماط الحياه والانتقال من مستوي اجتماعي معين الي مستوي اعلي منه.

ومع ذلك فهناك شخصيات في الروايه مثل “سعاد” ترفض الانتقال الي وضع يسمي افضل اذا لم ينسجم ذلك مع معتقداتها ونظرتها الي نفسها. وهي في النهايه تقبل نفسها كما هي دون اي عقد ظاهره.

وفي النوع الثاني يصارع الانسان ما يبدو له قدرا اكبر منه لا يمكن تغييره ولم يكن له يد في صنعه. وفي هذا الشعور شقاء وعجز وشكوي مما تسميه هذه الشخصيات ظلما.

واخيرا فان بعض هذه الشخصيات مثل بطله القصه “جوري” او جاريه كما هو اسمها اصلا قد ينتهي الي مهادنهالحياه وقبول الذات والسعي الي السعاده وقد تنجح في ذلك.

جاءت روايه منيره سوار في 183 صفحه متوسطه القطع وصدرت عن دار الاداب في بيروت ، وهي من الاعمال التي انجزت في نطاق مشروع (محترف نجوي بركات) لكتابه الروايه لعام 2013 -2014 والذي اقيم بالتعاون مع وزاره الثقافه في مملكه البحرين.

وجاريه التي حولت اسمها الي “جوري” سعيا الي تغيير بعض ما كتب لها فتاه معاصره ناجحه اسست صالونا نسائيا راقيا للشعر والتجميل اكتسب صيتا كبيرا.

انها تعيش مع امها وجدها وببغاء تصر علي مناداه البطله باسم جاريه. تسعي جوري الي اطلاق سراح الببغاء لكن هذه تصر علي البقاء في الاسر. قال لها جدها ان الببغاء بعد ان قص جناحها لن تحاول الطيران وسترضي بمصيرها الا ان هذه الفلسفه لم تقنع جوري. مشكله هذه البطله الاساسيه هي انها سوداء اللون افريقيه الاصل في عالم لا ينتمي الي لونها وعرقها. عبيد ابن خالتها وهو اسود ناجح احبها وعرض عليها الزواج وهي تكره ذلك لانها تعتقد انه يضعها في منزله دونيه.

تعلق قلبها بهيثم زميلها اللبناني في الصالون ونائبها في العمل. كانت تحب لونه الابيض ووسامته المميزه ورائحته العطره. كانوا اربعه في الصالون هي وهيثم وسعاد وسلمي. سعاد حسناء لكن حريقا شوه قسما من صدغها وعنقها فقررت السفر لاجراء عمليه تجميل. كان الشبان يبتعدون عنها بسبب هذا التشوه. حتي ابراهيم الذي احبها واحبته ما لبث ان تخلي عنها ارضاء لاهله. عاد ابراهيم يعتذر منها بعد قرارها اجراء العمليه الا انها رفضت الرجوع اليه وقررت عدم اجراء العمليه والابقاء علي شخصيتها كما هي.

تكتشف جاريه ان عدم اقدام هيثم علي اعلان حبه لها رغم العلاقه العميقه بينهما ناتح عن كونه مثليا. ولما انكشفت قصته لم يعد ذلك الفنان المميز في عمله وما لبث ان ترك العمل في الصالون.

بعد اصرار وتحقيق طويلين اعترفت لها امها ان اباها رجل ابيض من عائله كبري في البلد وهو ابن العم سلمان الرجل الذي كان جدها يجله ويحترمه. اكتشفت انها في طفولتها وضعت مده في دار للاولاد غير الشرعيين وان العم سلمان عوض علي جدها ببيت جيد ومرتب حسن طوال العمر.

كان ابن خالتها صديقها وسندها في هذه الالام الصعبه. رافقها في سيارتها الي متجر والدها بعد ان اخبرت عنه. ادعت انها زبونه تريد ان تشتري بعض المجوهرات لكنها لما سمعته يخاطب زوجته بالتليفون بوحشيه وقله ذوق واحساس تركت المتجر وهي تتذكر كلام جدها يقول لها “وما حاجتك الي معرفه ابيك طالما انا وامك نحبك؟”

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل