رغم اتفاق بروكسل لايزال طريق الأزمة اليونانية طويلا

بعد مفاوضات شاقه وشد وجذب بين مجموعه اليورو والحكومه اليونانيه الجديده بشان حزمه الانقاذ لليونان، اُتفق في بروكسل علي تمديد برنامج المساعده. ويعتقد الطرفان ان كل منهما نجح في مسعاه، لكن الاتفاق يواجه صعوبات قد تهدمه.

لقد تم انقاذ اليونان بدايه، ومن حيث المبدا بنفس الشروط المعتبره لبرنامج المساعده الحالي، حسب ما اعلن جيرون ديسلبلوم وزير ماليه هولندا ورئيس اجتماع وزراء ماليه منطقه اليورو، الذي عقد مساء الجمعه (20 شباط/ فبراير 2015) في بروكسل، حيث تمت في هذا الاجتماع الموافقه علي تمديد حزمه المساعدات المقدمه لليونان لاربعه اشهر اضافيه حتي نهايه يونيو/ حزيران المقبل. وتم التوصل الي هذه المساله بعدما وافق وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس علي شروط مجموعه اليورو، في اقرار منفصل اضيف الي الطلب الاصلي الذي قدمته اثينا.

ويقوم برنامج انقاذ اليونان علي ثلاثه مبادئ رئيسه حسب ما ذكر ديسلبلوم وهي: ان السلطات اليونانيه اعلنت التزامها، في اجتماع الجمعه، بمواصله اصلاحات هيكليه عميقه. ووافقت علي التنفيذ فورا، وعدم العوده عن الاصلاحات المنجزه، اضافه الي عدم القيام بخطوات احاديه من شانها تقويض الاهداف الاصليه للتعافي الاقتصادي والاستقرار المالي.

وبهذا تكون اليونان قد وافقت ايضا علي مطالب وزير الماليه الالماني فولفغانغ شويبله، التي تسببت في اندلاع نزاع كبير الخميس الماضي. وكما كان يحدث من قبل، ستتم مراقبه تنفيذ شروط مجموعه اليورو، عبر المفوضيه الاوروبيه والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي، تلك المؤسسات الثلاثه التي كان يطلق عليها في السابق "ترويكا". ثم يقدمون لمجموعه اليورو تقريرهم النهائي، واذا جاء هذا التقرير ايجابيا ستقوم المجموعه الاوروبيه، كما كان معتادا في الماضي، بالافراج عن اقساط القروض المستحقه والفوائد علي السندات اليونانيه بقيمه 3.9 مليار يورو، بشرط وجود مراجعه نهائيه، حسب ما اكد وزير ماليه هولندا. وبهذا، وعلي عكس ما كانت ترغب، لم تستطع الحكومه اليونانيه ان تتخلص من "الترويكا" او من شروط مجموعه اليورو. واتفق الطرف اليوناني مع مجموعه اليورو ان يجري خلال الشهور الاربعه المقبله التفاوض بشان برنامج ثالث محتمل للمساعده.

اعتقاد يوناني بتحقيق نجاح كبير

ورغم ذلك اصر وزير ماليه اليونان فاروفاكيس، بعد اجتماع بروكسل الجمعه، علي انه حقق اهدافه الرئيسيه حتيالان، منبها الي وجود صياغه متساهله في البيان الختامي لاجتماع مجموعه اليورو بشان الفائض الهيكلي لميزانيه اليونان. علاوه علي ذلك اشار فاروفاكيس الي ان الائتلاف اليساري- اليميني المتطرف، الذي يحكم اليونان حاليا، بامكانه الان ان يقدم قائمته الخاصه بالاصلاحات والتدابير، التي ستكون مختلفه عن تلك الخاصه بالحكومه السابقه. ومن المفترض ان يجري فحص لهذه القائمه الاثنين المقبل من جانب مؤسسات "الترويكا" الثلاثه. وبعد ذلك سيكون هناك يوم الثلاثاء اجتماع عبر الهاتف بين وزراء ماليه مجموعه اليورو بشان لائحه الاصلاح اليونانيه. وفي حاله الموافقه، ستعرض في نهايه الاسبوع علي برلمانات دول اليورو للموافقه عليها ومن بينها البرلمان الالماني (بوندستاغ). وبذلك يجري تمديد برنامج المساعده لليونان حتي نهايه يونيو/ حزيران المقبل، علما ان البرنامج كان من المفترض ان ينتهي في الـ 28 من فبراير/ شباط الجاري.

شويبله: مفاوضات شاقه بالنسبه للطرفين

وبعد المفاوضات الشاقه حول خطه الانقاذ الحاليه، يامل دبلوماسيون في الاتحاد الاوروبي، ان تسير المباحثات، حول برنامج مساعده جديد، بشكل اكثر موضوعيه وبطريقه اكثر ايجابيه. ولذلك سيتحتم علي حزبي سيريزا و انيل، شريكي الائتلاف الحاكم في اثينا ان يتخليا عن عدد من وعودهم الانتخابيه.

وظهرت علي وزير ماليه المانيا فولفغانغ شويبله حاله من الرضي في نهايه اجتماع الجمعه، بعد ان كان شويبله هو اكثر المعارضين لمطامع المفاوضين اليونانيين. ونبه الي ان تلك النتيجه كان يمكن التوصل اليها الاربعاء قبل الماضي لولا رفض فاروفاكيس تقديم الموافقه (علي شروط مجموعه اليورو) قبل ان يعود ليوافق عليها الجمعه، وقال شويبله: "المهم الان تنفيذ ما اتفق عليه. فمنذ بدايه الازمه في 2010 لا يوجد سوي تقديم تنازلات لليونان، حصلت اثينا علي 240 مليار يورو قروض مساعده.

اما رئيس مجموعه اليورو جيرون ديسلبلوم وزير ماليه هولندا فنوه الي انه بعد المفاوضات الطويله بدا يفقد الثقه في الشركاء (اليونانيين) واضاف: "الليله (الجمعه) قمنا باولي الخطوات لاعاده بناء الثقه. وكما تعلمون، فان تبديد الثقه اسرع بكثير من بناءها".