المحتوى الرئيسى

1922 .. انتهاء الحماية البريطانية وعزل مصر عن الدولة العثمانية

02/21 19:16

في مثل هذا اليوم من العام 1922 من القرن الماضي انتهت الحمايه البريطانيه علي مصر والتي بدات في 18 ديسمبر 1914، وغُير فيها اسم الدوله الي السلطنة المصرية، وتعتبر تلك الفتره تاريخيا جزء من الاحتلال البريطاني لمصر.

عندما نشبت الحرب العالمية الاولى وضعت بريطانيا مصر تحت حمايتها وانهت السياده العثمانيه عليها كما قامت بخلع الخديوي عباس حلمي الثاني ونصبت السلطان حسين كامل مكانه.

واعلن وزير خارجية ملك بريطانيا وضع مصر تحت حماية إنجلترا، نظرا لحاله الحرب الناشئه مع تركيا واصبحت بذلك مصر تحت الحمايه البريطانيه.

وانتهت بذلك سياده تركيا علي مصر، وقالت حكومه ملك بريطانيا انها ستتخذ جميع الاجراءات الضروريه للدفاع عن مصر وحمايه سكانها ومصالحها.

وعندما نشبت الحرب، عهد بحمايه مصر الي جيش الاحتلال البريطاني، بينما اضطلع الجيش المصرى متعاونا مع الحاميه البريطانيه الصغيره في الخرطوم بمسئوليه الامن في السودان.

وقامت جنود السودان بمساعده فعاله في اثناء الحرب، ووضعت مخازن الجيش، ومستشفياته وادارات ذخائره تحت تصرف الحاميات المصريه.

انهت الحمايه البريطانيه السياده العثمانيه علي مصر بعدما كانت قبل الاعلان ولايه تابعه للدولة العثمانية.

وتم خلع الخديوي عباس حلمي الثاني “المنحاز” لتركيا، وتنازل عن اي دعاوي او حقوق في العرش نظير مبلغ ٣٠٠٠٠، وعين عمه حسين كامل بدلا منه، وتم الغاء نظاره الخارجية المصرية.

وسخرت امكانيات مصر ومقوماتها الاقتصاديه لخدمه الوجود العسكري البريطاني مما زاد من معاناه الطبقه الكادحه خاصه العمال والفلاحين وهو اهم عوامل قيام ثوره 1919 م بعد ذلك.

كانت الاوضاع في تلك الفتره يسودها الظلم والفقر والاستغلال طيله اربع سنوات هي عمر الحرب العالميه الاولي، ففي الريف كانت تصادَر ممتلكات الفلاحين من ماشيه ومحصول لاجل المساهمه في تكاليف الحرب، وكان هناك اجبار للفلاحين علي زراعه المحاصيل التي تتناسب مع متطلبات الحرب، وبيعها باسعار قليله.

كما تم تجنيد مئات الالاف من الفلاحين بشكل قسري للمشاركه في الحرب فيما سمي بـ “فرقه العمل المصريه” التي استخدمت في الاعمال المعاونه وراء خطوط القتال في سيناء وفلسطين والعراق وفرنسا وبلجيكا وغيرها.

وكان هناك نقص حاد في السلع الاساسيه، وتدهورت الاوضاع المعيشيه لسكان الريف والمدن، وشهدت مدينتا القاهره والاسكندريه مظاهرات للعاطلين ومواكب للجائعين تطورت احيانا الي ممارسات عنيفه تمثلت في النهب والتخريب، ولم تفلح اجراءات الحكومه لمواجهه الغلاء، مثل توزيع كميات من الخبز علي سكان المدن او محاوله ترحيل العمال العاطلين الي قراهم، في التخفيف من حده الازمه، كذلك تعرض العمال ونقاباتهم لهجوم بسبب اعلان الاحكام العرفيه واصدار القوانين التي تحرم التجمهر والاضراب.

وخطرت للزعيم سعد زغلول فكره تاليف الوفد المصري للدفاع عن قضيه مصر سنه 1918م، ودعا اصحابه الي مسجد “وصيف” للتحدث فيما كان ينبغي عمله للبحث في المسأله المصريه بعد هدنه الحرب العالميه الاولي عام 1918.

وتم تشكيل الوفد المصري الذي ضم سعد زغلول ومصطفي النحاس ومكرم عبيد وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي واحمد لطفي السيد واخرين، واطلقوا علي انفسهم “الوفد المصري”.

وقام الوفد المصري بجمع توقيعات من اصحاب الشان وذلك بقصد اثبات صفتهم التمثيليه وجاء في الصيغه: “نحن الموقعين علي هذا قد انبنا عنا حضرات: سعد زغلول و.. في ان يسعوا بالطرق السلميه المشروعه حيثما وجدوا للسعي سبيلاً في استقلال مصر تطبيقاً لمبادئ الحريه والعدل التي تنشر رايتها دوله بريطانيا العظمي”.

وعلي اثر ذلك اعتقل سعد زغلول ونفي الي جزيره مالطه بالبحر المتوسط هو ومجموعه من رفاقه في 8 مارس 1919م، فانفجرت ثوره 1919م.

وفي اليوم التالي لاعتقال سعد زغلول واعضاء الوفد، اشعل طلبه الجامعه في القاهره شراره التظاهرات، وفي غضون يومين، امتد نطاق الاحتجاجات ليشمل جميع الطلبه بما فيهم طلبه الازهر.

وبعد ايام قليله كانت الثوره قد اندلعت في جميع الانحاء من قري ومدن، ففي القاهره قام عمال الترام باضراب مطالبين بزياده الاجور وتخفيض ساعات العمل وغيرها، وتم شل حركه الترام شللا كاملا، تلا ذلك اضراب عمال السكك الحديديه.

وبعد ان هدات الثوره اوفدت “انجلترا” لجنه “ملنر” التي قاطعها الوفد؛ نتيجه اصرار الحكومه البريطانيه علي عدم الغاء الحمايه الا اذا اعترفت مصر رسميًا بكل ما تدعيه بريطانيا من مصالح لها في مصر.

ونتيجه لعدم قبول الشعب المصري لهذا الشرط اعلنت “بريطانيا” من جانب واحد انتهاء الحمايه، واستقلال “مصر” بمقتضي تصريح 28 فبراير 1922.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل