المحتوى الرئيسى

بالصور: كيف يُصنع الفن في جحر أو مقلب قمامة؟

02/21 14:15

كانت حركه السير طبيعيه علي كورنيش مدينة الإسكندرية، حين قرر اربعه شباب كسر رتابه ذلك المشهد بانغام يعزفونها ويتغنون بها في كل مكان يندرج تحت وصف ''مهمش''؛ مبني قديم مهجور، نفق قطار مهمل او مقلب للقمامه، يخلقون فيه حركه محببه، يرفعون عنه جزء من وحشته، يطردون وطاويط القبح ولو بشكل مؤقت، عن طريق نظره فضول من احد الماره، او دهشه عابره، او تفاعل مع ما يقدمونه، وهو اقصي ما يتمناه فريق ''هش الوطاويط''.

بتلقائيه خرجت الفكره، علي مقهي اعتاد الاصدقاء الاربعه التلاقي فيه كان الاقتراح بنقل خشبه المسرح الي الشارع، فهم يتشاركون منذ سنوات مسرحيات لا تخلو من الغناء والعزف، يحلمون بالخروج لنطاق اوسع من جمهور محدود ياتي طواعيه اليهم؛ فقرروا هم الذهاب الي الناس ''نطلع للشارع نعرف الناس الموسيقي''، علي حد قول محمد عطا الله، مخرج العروض.

يمسك ''عادل حسين'' باله الكمان، تلبسه حاله الانتشاء بالموسيقي، تنطلق ''ريم عبد الوهاب'' بصوتها العذب مشاركه اياه، يتبعهم باقي الفريق، فيما يقف المخرجان ''نهي'' و''عطا الله'' يتابعان الامر كحال المسرح، ويوجه صديق اخر عدسته اليهم، مسجلا تلك اللحظات، غير الخاليه من التعبير عنها في كلمات تكتب علي لافتات تحيط بالاصدقاء المجتمعين في حب الجمال، فالغناء والعزف هما الوسيله الاكثر ملائمه للتعامل مع جمهور الشارع، خاصه في الاماكن المهمله، التي لم يكن اختيارها عن قصد، بقدر الاندماج مع الحاله العبثيه في الشارع، التي تصبح مع الوقت كانها جزء اصيل من المكان، بينما في فتره العزف تعود انظار الناس لتتجه الي المنطقه فيرونها بحالتها الاولي السيئه والمتناقضه مع المحيط بها.

لم يكن ''حسين''-عازف الكمان- يتوقع ردود افعال الناس مع المره الاولي؛ فهو يعزف ويغني منذ فتره ''احيانا الناس كانت بتتفرج وتمشي''، لذلك اعتادوا ان يلعبوا الموسيقي دون انتظار احتفاء بالغ، رغم ذلك كانوا يتلقون تفاعلا يسري عنهم بين حين واخر، يذكر ''عادل'' عندما كان يغني لمطرب اجنبي في شارع النبي مينا دانيال؛ فوقف رجل عجوز ليبدا في الغناء معه ''متوقعتش خالص انه يبقي عارف فرانك سيناترا بس كنت مبسوط لان الراجل ده اتبسط''.

خمسه مرات خرج فيها الشباب الي الشارع، منذ بدايه 2012 وحتي اوائل العام التالي، من كورنيش البحر، مرورا بمنطقه ''المرسي ابو العباس''، وحتي نفق محطه قطار سيدي جابر، اختيار الاماكن كان ياتي عشوائيا كل مره، لم يتاففوا من تواجدهم في الاماكن المتناقضه مع جمال الفن، حتي مقالب القمامه ''فاي حاجه تبقي فن لو كيّفها الشكل''، علي حد تعبير ''عطا الله''.

كما بدات الفكره بشكل تلقائي، ينضم اليها البعض ويغيب عنها مره اخري، انتهت كذلك؛ اخذت مسيره الحياه افراد الفريق في اتجاهات مختلفه، علي وعد بلقاءات اخري لم يحددوها بعد؛ الخروج من محافظه الاسكندريه فكره لم تطرا علي ذهن احدهم ''لان القاهره فيها النمط ده من الفرق.. ويمكن لان الفرصه مجتش'' حسب قولهم، غير انهم كاصدقاء لازالوا علي الفكر ذاته، يتمسكون به رغم صعوبه الاحوال، يشاركهم رفاق اخرون بالتصوير لتسجيل تلك اللحظات، مستندين علي تلك اللحظات المحببه وقت اجتماع الماره حولهم، يتمتمون معهم النغمات، او يبتسمون في استمتاع، فهذا ما يؤكد لهم صحه الطريق، وبلوغ الهدف يوما ما، بايمان خالص ان ''الفن مفتاح الفرج''.

فيديو: فرقه ''هش الوطاويط'' تطلق اغانيها في نفق بالاسكندريه

لمشاهده الفيديو ... اضغط هنا

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل