ف. تايمز: أوبك تتنازل لأمريكا عن سلطة تحديد أسعار النفط

“اوبك تتنازل للولايات المتحده الامريكيه عن سلطتها في تقنين اسعار النفط،" هكذا عنونت صحيفه الفاينانشيال تايمز البريطانيه مقاله لـ ألان جرينسبان رئيس الاحتياطي الفيدرالي السابق والتي راح يسلط فيها الضوء علي مجموعه العوامل التي تحدد اسعار النفط العالميه.

واستهل جرينسبان مقالته بقوله ان الدبلوماسيه الطبيعيه ما كان لها ان تحقق النتائج الجيوسياسه التي حققتها بالفعل ثوره النفط الصخري التي شهدتها الولايات المتحده في العام الماضي.

وذكر جرينسبان ان اسعار النفط هبطت باكثر من النصف، ما اسهم، بالتزامن مع انهيار سعر الروبل، في شل الاقتصاد الروسي، ناهيك عن العقوبات الغربيه المفروضه علي موسكو بسبب الازمه الاوكرانيه.

و اضاف جرينسبان ان الهبوط الحاد في اسعار النفط قد قوض ايضا الاقتصاد الايراني، ما من شانه ان يضعف فرص التوصل الي اتفاقيه نوويه واقعيه، في الوقت الذي تقف فيه فنزويلا علي شفا الافلاس حتي قبل موجه التراجع في اسعار الخام.

واوضح كاتب المقاله ان كل هذا يمثل تغييرات في المشهد الاقتصادي والجيوسياسي، لا يستفيد منه سوي واشنطن وحلفائها الدوليين.

وافاد الكاتب ان الاصل في انهيار اسعار النفط هو التطور الذي حققته الولايات المتحده في تقنيات استخراج النفط الصخري عن طريق الحفر الافقي والتكسير الهيدروليكي، ما ساعد علي احداث طفره في انتاج البلاد من النفط الذي يضيف 3 ملايين برميل يوميا منذ العام 2012.

وقد اتسعت الفجوه، نتيجه لذلك، بين الانتاج العالمي والاستهلاك، ما تسبب في زياده دراماتيكيه في كل من المخزون الامريكي والعالمي ايضا، وبالتالي هبوط حاد في الاسعار، وفقا للكاتب.

واستطرد المقال بان المملكه العربيه السعوديه التي تواجه وفره في المعروض النفطي ولكن لا ترغب في فقدان حصتها السوقيه، قد تخلت عن دورها القيادي كمنتج عالمي، رافضه خفض مستويات الانتاج لدعم الاسعار.

وفي اعقاب الحظر النفطي في سبعينيات القرن الماضي، انتزعت مجموعه الدول المصدره للنفط " اوبك" سلطتها في تحديد اسعار الخام من الولايات المتحدة الإمريكية. غير ان الطفره التكنولوجيه التي شهدتها واشنطن علي الارجح ان تكون العامل الاكثر فاعليه في اعاده الاستقرار الي الاسعار وعلي نحو يفوق سلطه اوبك، بحسب المقال.

وفسر كاتب المقاله ذلك بان تقنيه النفط الصخري تتسم بقدر اكبر من المرونه، كما ان آبار النفط الصخري يمكنها ان تجود بما فيها داخلها من خام علي نحو اسرع من ابار النفط التقليديه، فضلا عن جفافها بصوره اسرع ايضا.

ان اكثر من نصف محتوي الخام في ابار النفط الصخري تنفد في اول عامين من التشغيل، في حين ان الابار التقليديه تستمر في الانتاج لمده 20 عاما او يزيد. ومن ثم، يمكن لانتاج النفط الصخري ان يزداد وينكمش بوتيره اسرع من الابار التقليديه.

واختتم الكاتب مقالته بقوله انه بخلاف قرارات الانتاج من جانب اوبك، فان التذبذب الذي تشهده الاسعار في سوق النفط سوف تقود اوتوماتيكيا الي زياده وانكماش النفط الصخري.

بعد أزمة النفط.. هل انتهي عصر الاوبك؟

تراجع اسعار النفط .. مصائب قوم عند قوم فوائد

اوبك تخسر نصف ايراداتها العام المقبل

انخفاض سعر برميل النفط الخام 42 دولار خلال 6 اشهر

اوبك تواجه انقساما حادا وسقف الانتاج يخضع لتطورات "جيوسياسيه"

كاتب بريطاني: امريكا والسعوديه تستخدمان النفط كورقه ضغط سياسي

موديز: اسعار النفط المنخفضه لا تدعم النمو العالمي