المحتوى الرئيسى

عبد الرحمن الراشد يكتب :المفتي والبعد عن السياسة

02/19 17:33

نصح مفتي المملكه العربيه السعوديه الشيخ عبد العزيز آل الشيخ جمعا من الدعاه، التقاهم في وزاره الشؤون الاسلاميه،

بالابتعاد عن السياسه والتفرغ للدعوه الدينيه. ولعلها من المرات القليله التي يصارح فيها شخصيه دينيه كبيره الشباب المنخرطين، بانه ضد منهج تسييس الدين. الشائع اليوم، ان الاسلامي المعاصر هو المنخرط سياسيا، ولو كانت السياسه بالوضوح الذي يظنه هؤلاء الدعاه والحركيون لربما وجب ان تكون العلوم السياسية فرعا من العلوم الدينيه، لكنها ليست كذلك. واكثر المتحمسين لتغيير العالم حولهم، والانخراط في الاحداث الكبري، ينظرون الي الاحداث بعاطفتهم، وللباحث في الشؤون الاسلاميه سلمان العمري تعليق ينطبق علي هذه الحاله، «ان النيات الطيبه لا تغني عن العلم الشرعي»، وكذلك في السياسه، فالعاطفه ليست دليلا في العلاقات الدوليه.

والمفتي في المملكه، هو ايضا، رئيس هيئه كبار العلماء، عرف بعلمه وتواضعه وابتعاده عن الجدل السياسي، يمثل الجيل القديم من علماء السلفيه، الاكثر نقاء، قبل ان يحاول البعض «تجديدها» بالمفاهيم، والمشاريع الشخصيه، والاستخدام السياسي. ومع ان معظم النقد واللوم اليوم يوجه ضد السلفيه التقليديه الا ان الحقيقه بخلاف ذلك، فقد غلب علي المدرسه الإسلاميه المعاصره الفكر التنظيمي، في البدايه ولدت كتنظيم مثل حركه «الاخوان المسلمين» في زمن الانشطه السريه كالشيوعيه، ولاحقا صارت تقودها طموحات سياسيه مثل «القطبيه» و«السروريه». وما نراه اليوم ليس الا مولودا خديجا لمجتمع مشوش، فيه تطرف سلفي اجتماعي وتطرف اخواني سياسي، يتم استخدامه من قبل انظمه سياسيه في المنطقه. وبسبب ارتفاع نسبه الجرائم التي ترتكب باسم الاسلام في انحاء مختلفه من العالم التي لا نعرف سابقا لها، جعلتنا نعيش اسوا عصور الانحطاط في تاريخ المسلمين.

ومع هذه الفوضي يصبح القلق من اختطاف مجتمعات باكملها له ما يبرره، حتي لو كانت العناوين بريئه والنيات حسنه، فالتيار جارف. ومن الطبيعي ان نتساءل عندما يقول ملتقي نسائي في مدينه الخبر انه «يسعي لاستقطاب مائتي الف فتاه»، طبعا الرقم مبالغ فيه، لكن الفكره نفسها، في هذه الظروف، تدعو للقلق. من يلام غدا عندما تصبح بعضها خارج السيطره؟ برامج هذا المخيم الدعوي، عاديه جدا، شرعيه وانسانيه اجتماعيه، لكن فكره التجمع، والخروج عن مفهوم المدرسه والحي الي المخيمات والتفكير الجماعي يثير الهواجس. ففي باكستان والهند تنشط جماعه «التبليغ والدعوه»، التي تقول انها نذرت نفسها للدعوه بالحسني والزهد في الدنيا، لكنها لاحقا اصبحت محل انتقادات وتحذيرات واسعه، حتي من علماء السعوديه، فهي لا تدعو الشباب للقتال لكنها فكريا تهيئهم لذلك، حيث يصبحون هدفا سهلا تجندهم الجماعات المتطرفه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل