المحتوى الرئيسى

"المواطن4".. المنشق سنودن المرشح للأوسكار

02/19 14:39

الفيلم من اخراج الاميركيه لاورا بويتراس (53 عاما) التي تتخذ من برلين مقرا للاقامه والعمل، وهي تبدا فيلمها بكلمات علي الشاشه تقول انها تعرضت للاعتقال والاستجواب بعد ان اخرجت فيلما عن الدور الاميركي في العراق، وكان فيلمها التالي عن معتقل غوانتانامو، اما هذا الفيلم فهو الاخير ضمن ثلاثيه تتناول "اميركا بعد 11 سبتمبر/ايلول".

يصور الفيلم قصه انشقاق إدوارد سنودن (31 عاما) خبير تقنيه المعلومات في وكالة الأمن القومي الاميركي الذي قرر ان يحذّر من تنامي نفوذ وكالات المراقبه وجمع المعلومات في الولايات المتحده، وان يكشف للراي العام الكثير من المعلومات والملفات السرية التي تفضح انتهاك وكالات الاستخبارات الاميركيه للدستور الاميركي.

كما كشف سنودن الاعتداء المنظم علي حريه الافراد عن طريق انتهاك الخصوصيه، واختراق وسائل الاتصال الحديثه، وكيف ضربت هذه الوكالات الاستخباراتيه عرض الحائط ايضا بمبدا احترام سياده الدول -بما فيها الصديقه- وتنصتت علي المسؤولين فيها علي اعلي مستوي، كما حدث في حاله المستشاره الالمانيه انجيلا ميركل، وهو ما يتناوله الفيلم ايضا.

بدات قصه الفيلم بتلقي المخرجه عددا من الرسائل المشفره عبر البريد الالكتروني (هي تعيد تجسيد هذه الحقيقه بالصوت والصوره) من شخص يطلق علي نفسه "المواطن 4"، سيتضح في ما بعد انه ادوارد سنودن الذي يقول لها ان لديه معلومات مهمه يود كشفها للعالم.

كما يتصل سنودن بصديق له هو الصحفي الذي يقيم ويعمل في البرازيل غرين غرينوالد ليلتقي الاثنان به في احد فنادق هونغ كونغ، حيث يقضيان معه ثمانيه ايام، وينضم اليهما لبعض الوقت صحفي من صحيفه الغارديان البريطانيه.

ويدور قسم كبير من الفيلم داخل غرفه سنودن بالفندق، في تصوير يراعي الزمن الحقيقي، وبتسلسل الايام الثمانيه، فالمخرجه تحرص علي تسجيل كل شارده ووارده وانفعال علي وجه سنودن الذي لم يكن العالم قد عرف عنه شيئا بعد، اي دون تدخل من المونتاج.

انها تراقبه بالكاميرا وهو يجلس فوق الفراش، يتردد، ينصت للاسئله، يستريب، يختفي ذات مره تحت بطانيه لكي يتعامل مع بعض الملفات داخل جهاز الكومبيوتر المحمول الصغير الذي يحتوي الكثير من المعلومات السريه الخطيره، لكنه يبقي دائما واثقا، هادئا، لا يبدو عليه اي خوف او وجل او رغبه في التراجع تحت اي تهديد، بل انه يقول لمحاوريه بكل بساطه انه لا يابه لما يمكن ان يتعرض له، حتي لو ادي الامر الي اعتقاله.

انها قصه شجاعه حقيقيه، خاصه ان دوافع سنودن -كما نري- ليست دوافع شخصيه، فهو لا يسعي للشهره ولا المال، رافضا ان يكون حتي "بطل القصه" في هذا الفيلم، بل يؤكد -كما يقول للمخرجه- ان المعلومات التي سيكشف عنها للعالم يجب ان تظل محور الاهتمام وليس شخصه.

وهو يلخص موقفه ببساطه حينما يقول انه قرر ان يكشف الحقائق بعد ان ادرك ان هناك خللا خطيرا في التوازن الضروري بين دور وكالات الامن وحقوق المواطن، فقد اصبحت تلك المؤسسات تهيمن علي مصير الافراد دون ان تكون لاختراقها خصوصيه الملايين علاقه ما بمكافحه الارهاب.

ويروي سنودن كيف انه شخصيا اصبح بوسعه اختراق اي ملف خاص باي شخص او شركه او مؤسسه في العالم بمنتهي البساطه، ومهما كانت الانظمه المتبعه لمنع الاختراقات.

"لقد سقطت الخصوصيه" -كما يقول احد المحامين قرب نهايه الفيلم- ففي عالم الاتصالات الحديثه، اصبح كل شيء مباحا او نهبا صريحا لمؤسسات القوه التي لم تعد تعرف حدودا.

تنطلق القصه الاخباريه الاولي للعالم عن سنودن واسرار "المؤسسه الامنيه الاميركيه" عبر صحيفه "الغارديان"، ثم تصبح الخبر الاول في كل قنوات العالم التليفزيونيه.

ونشاهد في الفيلم كيف يتطلع سنودن من علي فراشه في غرفته الي شاشه التلفزيون التي تعرض القصه، ثم تستخدم المخرجه ايضا لقطات معبره ومهمه ودامغه لاستجواب كيث الكسندر رئيس وكاله الامن القومي امام الكونغرس في 2012، وهو ينفي مرات عديده ان تكون وكالته قد اخترقت اي حسابات خاصه بالافراد او الشركات علي شبكه الانترنت، او اختطفت رسائل بريد الكتروني خاصه، او ان تكون قد مارست اي نوع من اختراق الخصوصيه تحت اي ظرف.

ونشاهد مشهدا كاملا من وقائع الدعوي القضائيه التي نظرتها محكمه الاستئناف الاميركيه في 2006، والتي رفعها مهندس تقنيات الكمبيوتر مارك كلاين بالنيابه عن عملاء شركه "اتي اند تي" ضد وكاله الامن القومي يتهمها باختراق ملفات عملاء شركه الاتصالات علي الانترنت، وهي القضيه التي يقول لنا الفيلم انها لا تزال دون حسم حتي يومنا هذا.

ويصور الفيلم بهدوء كيف تجري الاتصالات بين غرينوالد وبين مسؤول في مكتب حقوق الانسان في الامم المتحده في هونغ كونغ لترتيب مغادره سنودن للفندق بعد ان اصبح وجوده هناك يعرضه للخطر مع انكشاف امره، وتلقيه الكثير من المكالمات التليفونيه الغامضه.

ونعرف بعد ذلك ان سنودن وصل الي موسكو، لكن السلطات الاميركيه كانت قد الغت جواز سفره واصبحت تطالب بالقبض عليه وترحيله ومحاكمته بموجب ثلاث تهم خطيره منها تهمه الخيانه والتجسس.

ثم نري جوليان اسانج مؤسس موقع "ويكيليكس" وهو يجري اتصالات من سفاره الاكوادور في لندن لترتيب نقل سنودن من موسكو الي دوله اخري يمكنها قبوله بعد ان رفض الروس السماح له بدخول البلاد، فظل عالقا في المطار لاكثر من ثمانين يوما، الي ان امر الرئيس بوتين بمنحه حق اللجوء.

وفي لقطات طويله صامته، نشاهد محطات المراقبه الاميركيه ومواقع اختراق الكابلات البحريه لاتصالات الانترنت في بريطانيا والبرازيل والمانيا، كما نري كيف اضطرت صحيفه الغارديان لتدمير ارشيفها الذي يحتوي كل ما زودها به سنودن بعد حصول الحكومه البريطانيه علي حكم قضائي يقضي بذلك.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل