المحتوى الرئيسى

وقال النازى: نحن الذين نقرر ما هى الحقيقة! | المصري اليوم

02/18 22:20

عرض مهرجان برلين خارج المسابقه الفيلم الالماني «13 دقيقه» اخراج اوليفر هير شبيجل الذي تدور احداثه عام 1939 في المانيا تحت حكم النازي الذي اشعل الحرب العالميه «1939 - 1945» ودمر المانيا واغلب دول أوروبا ودولاً اخري من العالم حتي اليابان، حيث ضربت بالقنبلة الذرية، ويدرك العديد من مخرجي السينما، خاصه في المانيا، ضروره الاستمرار في صنع افلام عن هذه الحرب حتي لا تنسي الاجيال ما حدث، ولمقاومه النازيه الجديده في نفس الوقت.

ومن اهم هؤلاء المخرجين اوليفر هير شبيجل الذي ولد في هامبورج عام 1957، اي بعد نهايه الحرب باكثر من عشر سنوات، واخرج اول افلامه عام 1986، ثم عمل طويلاً في التليفزيون حتي عاد الي السينما مره اخري مع مطلع القرن الجديد، واخرج منذ 2001 سته افلام احدثها «13 دقيقه»، واشهرها «السقوط» 2004 عن هتلر في ايامه الاخيره، وبعد النجاح الكبير لهذا الفيلم، وكما هي سياسه هوليوود في فتح ابوابها للموهوبين من كل مكان، انتقل هير شبيجل للعمل فيها، وعاد للعمل في المانيا مع فيلمه الجديد، وينتمي الفيلم الي السينما التقليديه من حيث الشكل، ولكن في اعلي مستوياتها، واعظم ما في الفن ان التجديد لا يلغي التقليد، وانما تتجاور كل الاشكال والاتجاهات.

انه عمل فني ممتع ومثير للوجدان والعقل معاً كتبه المخرج مع بوريس ايوسيرير وفرد برنير دورفر في سيناريو شديد الاحكام في 110 دقائق، ويتكامل السيناريو في الاتقان مع تصوير جوديث كوفمان للشاشه العريضه بالالوان ومونتاج الكسندر ديتنر وموسيقي دافيد هولمز وتمثيل ثلاثه من عمالقه التمثيل، وهم كرستيان فريدل وبورجارت كلاوسنير ويوهان فون بيولو.

الفيلم عن محاوله اغتيال الزعيم النازي هتلر اثناء اجتماع في ميونيخ يوم 8 نوفمبر عام 1939، اي بعد شهرين تقريباً مما اعتبر بعد ذلك بدايه الحرب العالميه الثانيه في اول سبتمبر، وقد فشلت المحاوله لانصراف هتلر مبكراً عن الموعد الذي كان مقرراً بـ«13 دقيقه» فقط، ومن هنا كان العنوان الانجليزي للفيلم، بينما عنوانه الالماني «ايلسير»، وهو اسم العائله للشاب جورج ايلسير الذي قام بالمحاوله.

في احدي مقالاته في «المصري اليوم» ذكر الكاتب «الدراما ثورجي الكبير» علي سالم ان رسامي الكاريكاتير يصورون التاريخ كشيخ مهيب حكيم، ولكنه في الواقع عجوز مخرف، واستشهد بنجاح ثوره 23 يوليو 1952 في مصر بسبب قيام احد الضباط باحتجاز قاده الجيش ليله الثوره مصادفه، ولم يكن ذلك في «الخطه»، ولكن هذا ما ادي الي نجاح الثوره، وقد تذكرت هذا المقال بعد مشاهده الفيلم حيث تبدو محاوله الاغتيال لو نجحت لانقذت العالم من الحرب ومصرع نحو 50 مليون انسان، ولكنها فشلت بسبب الـ13 دقيقه.

بعض المؤرخين يطلقون علي مثل هذه الوقائع «مكر التاريخ»، والبعض الاخر يرون ان هناك حتميه تاريخيه تفرضها الظروف الاجتماعيه والسياسيه والاقتصاديه، بمعني ان الحرب كان لابد ان تقع لاسباب خارجه عن الافراد والزعماء، اي مع وجود هتلر- او اي فرد - زعيم اخر في المانيا او غيرها من الدول.

يبدا الفيلم مباشره بقيام جورج ايلسير «كرستيان فريدل» بوضع الديناميت في مكان خفي بالقرب من المنصه التي سيقف عليها هتلر في تقاطع مع عناوين الفيلم، وبعدها يحدث الانفجار، ونري اثاره في لقطات وثائقيه بالابيض والاسود، ونتيجه الدوله البوليسيه التي تحكم قبضتها علي كل كيلومتر من البلاد يتم القبض علي جورج في نفس الليله، وتبدا الدراما في التحقيق معه الذي يجريه قائد الشرطه الجنائيه ارثر نيبي «بورجارت كلاوسنير» وقائد الشرطه السياسيه المعروفه باسم الجوستابو هينريش موللر «يوهان فون بيولو».

ومن السؤال الاول: من انت؟ يتحرك الفيلم بين الحاضر «التحقيق»، وبين الماضي منذ مولد جورج عام 1903 في احدي القري الالمانيه علي الحدود مع سويسرا. وصلب الدراما ان جورج نجار مسيحي بسيط، وكان المسيح عليه السلام يعمل نجاراً، دفعه الي محاوله اغتيال هتلر ايمانه بالحب والسلام والحريه وكراهيه التعصب والحرب والقتل، بينما يصر هتلر الذي لا نراه طوال الفيلم وقائد الجوستابو علي انه شيوعي ولابد ان وراءه مجموعه معاديه او حزباً سرياً او مخابرات اجنبيه.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل